**أنا وقارئة الرمل**
آيائل في الشتاء ترتجف
والأنغام صارت ملتاعة بجمر
حزين
وقارئة الرمل من شبابيكي أراها
ولكن عجوز
لم تعد تلك الفتاة الحسناء ذات الوشم
لم تعد تلك المفتونة بقدراتها المذهله
طرقت بابنا منحنية الظهر
تأملتها
يا للأزمان تعقد الهدد علي
نواصينا
تتعقبنا إلي حيث نندثر
فتحت لها أمي الباب
كانت تستبشر بها كثيرا
ابتسمت لها
أخذت بيدها
واختفت عن مرماي إلي داخل المجاز
وقررت النزول إليها
فبيني وبينها نبوءة قديمه
وأنا علي الدرج أنزل بهدوء
سمعتها
"إنه العمر يا بنتي يفعل بنا الأعاجيب"
تدخلت في الحوار مقاطعا لها
"..صدق كلماتك..يجعلني أتعجب
لم أعهدكي هكذا؟
أم رهن الأقدار تراه قاسي....
وما لنا في الأقدار غير ابتسامه
نواجه بها الغيلان ونستقوي بها
علي الثلج والبرد
فابتسمي يا قارئة الفنجان.....
نعم سيخرج الحزن إلي ضفاف الفناء
إذا ما علمنا الحقيقة ....
ولم نري في العيون زيف أمانينا خانقه
ابتسمي ولا تتظاهري بالغيب علما
ولا تسأليني عن السر الذي به ذبحت
أشباحك المارده
عساكي أن تبحثي في فضائات روحي
ولن تجديه
عساكي أن تقبلي ثري خطواتي المنسيه الفانيه
ولن تعبري إلي شطآن كنزي
ابتسمي ولا تتظاهري بالغيب علما
فعيونك الحمقاء لا ترهبني ولا آبه
لما فيها من دهاليز سفليه
هيا انتقمي مني
ألم تخبريني بأن الرفات ستحيا مع خلجاتي
ألم تخبري أبوي أني سأحيا مسافر
منكس الرأس
كشعاع ينطفء ولا يكمل مسيرته
إلي عيون السهاري والمتدبرين
من بعد عشرين عاما.....
أمامك الطيف الذي صنعتي عيونه
ولم تجديه
أمامك النبوءة التي تنبئتي بها ولم
تجازي عليها
أمامك الإثبات والدلاله والبرهان
علي زيف أشباحك المساعده
انتقمي مني..هيا
عساني أري الحزن الذي جعلتيه
مصيري
عساني أستقل الجياد إلي الحواف
الهاوية أسقط فيها بلا حدود
أرجوكي ابتسمي تلك الإبتسامه
هل تذكريها
...آسفة عليك يا بني...
ياللهزيمة
آسف أنا عليكي يا قارئة الرمل
حسنا
لن أحير أشباحك المهزومه أكثر
لن أجبركي علي البكاء
لن أتنبء لكي بالضلاله في المستقبل
لن أعيركي ابتسامة المنتصر
كي لا تحزني
بل سأبكي عليكي
كي تتحق النبوءه
سأبكي عليكي
كي تسقطين وشاحك الغريب
لكي أري
هل تملكين قلبا أم تراه رفات
هل تملكين عيونا غير تلك العيون
أم تراكي تملكين أكثر مما يتخيله
عقلي الخافت
يا لكي من حمقاء
سري أمام عينيكي
فهلا ابتسمتي لتعلميه
فما لنا في الأقدار غير ابتسامه
نواجه بها الغيلان ونستقوي بها علي
الثلج والبرد
ثم أخذت طريقي إلي الدرج
ونظرتها من ورائي واثقه
وعلي شفتيها ابتسامة لا يراها سواي
وكأنها تقول لي
يا لك من كاذب!