كل
مستعملي نبات الجنسنغ الأحمر، الذي يسمى في اللغة الكورية "هونغ سام"،
يؤكدون أنه يفيدهم صحيا ويفجر لديهم الكثير من الحيوية والطاقة، ولهذا
فالسائحون والمسافرون يحرصون على ابتياع الكميات المناسبة التي يريدونها من
نبات الجنسنغ الأحمر، وبعضهم يحضر لكوريا خصيصا من أجل ذلك.
سوق
الجنسنغ الكوري الأحمر في زيادة ونمو مضطرد يقدرها البعض بمعدل 40% سنويا،
ويقدر حجم السوق بنحو مليار وربع المليار دولار في العام. كثيرون من زبائن
ومستهلكي الجنسنغ الأحمر هم من الأجانب وأعدادهم في زيادة مستمرة، وقد
صاروا من بين أكبر المقتنعين بفوائده والداعين إلى استعماله والمروجين له.
وقد صار نبات الجنسنغ الكوري الآن رمزا كورّيًا للصحة والسلامة
66% هي
نسبة زيادة سنوية كبيرة تثبت أن الجنسنغ الأحمر، كنبات طبي صحي مفيد، يكتسب
شعبية ورواجا هائلا وبشكل مستمر. صارت الصين الآن هي من بين أكبر الأسواق
الخارجية التي تستورد نبات الجنسنغ الأحمر الكوري. مراكز ومتاجر ونقاط
البيع في الأسواق الكورية الحرة تعج في كل الأوقات بالزبائن والمشترين خاصة
من الصين.
نبات الجنسنغ لا يمكن أن ينمو لمدة عشر سنوات كاملة فوق أرض
سبق لها وأن زرعت بنبات الجنسنغ من قبل، لأن نبات الجنسنغ يمتص كل الموارد
والفوائد الغذائية داخل التربة بحيث لن تتمكن التربة من استعادة خصوبتها
وخواصها الغذائية المفيدة إلا بعد عشر سنوات كاملة. بكلمات أخرى فإن نبات
الجنسنغ يمتص كل فوائد وخيرات الأرض التي يزرع فوقها ويتشبع بها مما يترك
الأرض جرداء مفتقرة للخصوبة، ولهذا فهو يصبح مشبعا بالمركبات والمكونات
المغذية للجسم. الجنسنغ ليس مقتصرا على كوريا وحدها فهو ينمو كذلك في الصين
واليابان وتايلاند، لكن النوعية التي تنمو في تلك البلدان تختلف عن
النوعية المتميزة التي تنمو في كوريا، والتي لها مزايا وخواص طبية وصحية
متفردة. هذا ما يؤكده الدكتور سونغ يونغ بوم من شعبة البحوث والتطوير في
مؤسسة كوريا للتبغ والجنسنغ.
ولهذا أيضا فإن الجنسنغ الكوري مفضل ومرغوب لدى العديد من الأجانب.



هذه
المزايا والخواص الصحية صارت الآن معروفة، بل ومن المسلمات في العديد من
بلدان العالم خاصة الصين وتايلاند وفيتنام وأستراليا وتركيا وفي بعض بلدان
شمال أفريقيا.
هونغ سام اسم يدل على اللون الأحمر، وهو اللون الذي
يكتسبه النبات بعد التجفيف. الأمر ليس مرتبطا باللون فقط وإنما بالقيمة
الغذائية كذلك.
كوريا تمتلك التقنية الأفضل لغرس ورعاية وحصاد نبات
الجنسنغ، وبعض مزارعي الجينسنغ يشترون جذور جنسنغ غير معالجة لرعايتها
والعناية بها على طريقتهم الخاصة لتنمو كأفضل ما يمكن أن يكون.
عمر
زراعة الجنسنغ الأحمر في كوريا يرجع لحوالي ألف عام، أي منذ عهد مملكة
كوريو. السجلات الرسمية تشير إلى أن كوريا عرفته منذ عام 1080 خلال عهد
الملك مون جونغ الملك ال11 لمملكة كوريو. وكانت الدولة ممثلة في الوكالة
الحكومية الزراعية هي التي تشرف بنفسها على زراعة وإنتاج الجنسنغ إبان عهد
مملكة جوسون وقد تم إصدار لوائح وقوانين خاصة بذلك في عهد الملك جوجونغ
الملك ال32 للمملكة. كل هذه الوثائق والسجلات تؤكد أن كوريا عرفت منذ زمن
طويل هذا النبات وخواصه الطبية والصحية الفريدة.
نبات الجنسنغ الأحمر،
هونغ سام، يأتي متنوع الأشكال والهيئات كمستخرجات مركّزة أو حبوب أو مسحوق
أو حتى في شكل حلوى أو كريم أو جيلي. وفي محاولة لاجتذاب اهتمام الشباب
الذي يكره في العادة ولا يستسيغ مذاق الجنسنغ المر، يحاول البعض تسويق
الجنسنغ من خلال صناعته جنسنغ بشكل شبيه للقهوة من خلال إضافة السكر
والحليب والأشياء الأخرى المحببة للشباب. كذلك فقد صار الجنسنغ الآن من
مواد العناية بالبشرة.
وتم في سبتمبر الماضي افتتاح ساونا وحمام متخصص
في ضاحية سام سونغ دونغ في سيول وكل شيء داخل الساونا والحمام معطر برائحة
زكية وبنكهة الجنسنغ المريحة للأعصاب. والحمام عادة ما يكون ممتلئا بالزوار
من مواطنين وسائحين أجانب خاصة من اليابانيين خلال عطلة نهاية الأسبوع،
لكن أكثر الزبائن في الأيام العادية هم من الموظفين في الوكالات والمؤسسات
والهيئات المجاورة.
الكوريون، أو فلنقل أكثرهم، على اختلاف مشاربهم،
صاروا أكثر اهتماما بأوضاعهم الصحية، والجنسنغ الأحمر "هونغ سام" صار الآن
من المواد التي تمنح الكثيرين، من داخل كوريا وخارجها، وضعا صحيا أفضل،
وراحة للجسم والروح والنفس.