جعفر الطيــــــار عليه السلام...~
*اسمه ونسبه:
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي،ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله،وأخو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام،وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية،وكنيته أبو عبد الله،وهو ثالث أبناء أبيه بعد طالب وعقيل،وأكبر من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعشر سنوات،ولد في مكة المكرمة سنة 34قبل الهجرة،وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام،هاجر مع زوجته أسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها الهجرة الأولى ألى أرض الحبشة.

*ألقابه وصفاته:
ويلقب بالطيار بسب ما حدث في غزوة مؤته حيث أنه كان يحمل راية المجاهدين فقطعت يداه حتى سقط على الأرض ، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ إن الله إستبدل يديه بجناحين يطير بهما فى الجنة ، و سمى بعد ذلك ب“ جعفر الطيار “ رضى الله عنه و أرضاه ، وبأبي المساكين بسبب بره بالفقراء والمساكين، وبذي الهجرتين لأنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة،فكان من أوائل المهاجرين إليها،وولد له فيها أبناءوه:عبد الله وعوف ومحمد.
وكان أشد أقرباء النبي صلى الله عليه وآله شبهاً به,ومن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واقربهم إلى قلبه،وكان يشبه،وفيه يقول: أما أنت ياجعفر فأشبهت خَلْقي و خُلفي).

*أول سفير في الإسلام:
وهو أول سفير في الإسلام،وأول من حمل رسالة الى ملك الحبشة،وقد أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها،وكان له في الحبشة موقف متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشي،عندما عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها،فاقتنع النجاشي عند ذلك بالإسلام،ورفض طلب القرشيين،وأعلن إسلامه،وحمى المسلمين في بلاده.
ومكث جعفر في الحبشة أربعة عشر عاماً،وكان أمير المهاجرين ومن أسلم من أهلها،يعلمهم فضائل الدين الحنيف،ويدعو إلى الإسلام.


*عودته من الحبشة:

وفي السنة السابعة للهجرة عاد هو وأهله وجماعة من المسلمين على سفينتين إلى المدينة،وهم آخر من عاد إلى الحبشة وقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد فتح خيبر،فالتزمه صلى الله عليه وآله،وقبَّل ما بين عينيه
واعتنقه،وقال:والله لا أدري بأيهم أنا أسر،بقدوم جعفر أم بفتح خيبر).


وأنزله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جنب المسجد،وأسهم له من غنائم خيبر.





*معركة مؤته:


وفي السنه الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جيشاً الى مؤته،وهي قرية من قرى الشام،وتقع الأن في محافظة الكرك جنوب الأردن على بعد 140كيلو متر من العاصمة الأردنية عمّان،وبعد تجهيز الجيش قال:عليكم زيد (بن حارثة)،فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب،فإن أصيب فابن رواحة (عبد الله بن رواحة).
وكان إختيار رسول الله صلى الله عليه وآله جعفراً أحد قادة الغزوة على أهميتها وخطورتها دليلاً على كفاءته القيادية وشجاعته الفائقة،حيث إن هذه المعركة تعتبر المعركة التمهيدية الحقيقية لفتح بلاد الشام،وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج الجزيرة العربية،وبعد أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة،تسلم القيادة واللواء جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه،فأخذ اللواء بيمينه،فحارب حتى قطعت يمينه،فأخذه بشماله فقطعت,فاحتضنه بعضديه حتى قتل،فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض،حيث التقطه بعض الجنود،وفي جسمه نحو تسعين طعنتةً ورمية،فأبدله الله تعالى عن يديه بجناحين يطير بهما في الجنة،ولذلك سمي جعفراً الطيار أو جعفراً ذا الجناحين.

وكان استشهاده رضوان الله عليه في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة من الهجرة وله من العمر اثنتان وأربعون سنة،ودفن مع صاحبيه:زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضوان الله عليهما في منطقة مؤته....