أين ذهبت هذه الأحلام الكبيرة التى تفجرت خلال سباق الرئاسة حول مشروعات
الطاقة البديلة؟ نحن بلد يعانى من أزمة فى الكهرباء وفى الغاز وفى البترول
وفى السولار وفى المازوت، وفى كل عناصر الطاقة الأخرى، وكان السادة
المرشحون لانتخابات الرئاسة ومن بينهم الرئيس محمد مرسى يتحدثون عن بدائل
مهمة للطاقة، لكننا لم نسمع أو نر شيئا حتى الآن من هذه المشروعات، لا أحد
يذكرها من قريب أو بعيد، ولا أحد يتحدث عنها فى هذا الظرف القاسى الذى نوشك
فيه على خسارة ربع الكهرباء القادمة إلينا من السد العالى تقريبا.
قرأت شخصيا مشروعا كبيرا حول مستقبل مصر كان قد أعده وزير الإسكان الأسبق
الدكتور محمد فتحى البرادعى فى أعقاب الثورة مباشرة، وفرحت لاحقا لأن
المرشحين للرئاسة اعتمدوا على بعض أفكار هذا المشروع فى طرح برامج تنموية
للبلاد، وكان على رأس هذه الأفكار ما يتعلق بإنتاج الكهرباء من الطاقة
الشمسية وإنشاء حقول شمسية شاسعة فى المنطقة الغربية المصرية، أو ما نسميه
نحن الآن (الساحل الشمالى).
وما أعرفه عن هذا المشروع أننا تلقينا عروضا من ألمانيا بالتمويل الكامل
لحقول الطاقة الشمسية فى المنطقة الغربية إذ إنها المنطقة التى تشهد سطوعا
أعظم للشمس بالمقارنة مع مثيلاتها فى كل بلدان العالم، وحسب معلوماتى فإن
ألمانيا عرضت التمويل والتنفيذ مقابل الربط الكهربائى للطاقة المنتجة من
هذه المنطقة مع أوروبا بعد أن تحصل مصر على احتياجاتها الكاملة من
الكهرباء.
وأسال هنا: لماذا لم نسمع عن هذا المشروع لاحقا، رغم تبنى معظم المرشحين
للرئاسة لهذه الفكرة علنا، ويمكنكم مراجعة حواراتهم التليفزيونية خلال فترة
الانتخابات؟
وأسأل كذلك: لماذا لم يخرج هذا المشروع للنور من وزارة الإسكان رغم أن الفكرة بالكامل ضمن الوثائق الأساسية للوزارة؟
الوقت ليس فى صالحنا، وإذا ظلت هذه المشروعات حبيسة الأدراج، أو تكاسل عنها
أصحاب الملفات الاستراتيجية فى هذا البلد فإننا قد ننحدر إلى منزلقات أكبر
على صعيد ملف الطاقة المصرية مما يهدد الصناعة المصرية بالكامل، بالإضافة
إلى ما نعانيه حاليا من انقطاعات متكررة فى الكهرباء.
أنا لا أتحدث عن بدعة جديدة، ولا أطرح فكرة خيالية حالمة من وحى أفكارى،
لكننى أتحدث عن دراسة موجودة بالفعل داخل وزارة الإسكان، ومشروع جرت دراسته
من قبل مرشحى الرئاسة، وتحدث عنه رجال من المفترض أنهم يتولون قيادة هذا
البلد الآن.
إن لم يكن هذا هو الوقت المناسب لإخراج هذه الفكرة من الأدراج، وإن لم يكن
هذا هو الزمن المناسب لبدء مسيرة الألف ميل نحو الطاقة البديلة فمتى يكون
ذلك بالله عليكم؟!
لا أطالبكم بمساندة مشروعات إنتاج الكهرباء من المحطات النووية خوفا من أن
تقولوا إنها مشروعات طرحها مبارك، باعتبار أنكم ترون أن كل ما يتعلق بمبارك
الآن صار نجسا لا يجوز الاقتراب منه، ولكننى أطالبكم بأن تنفذوا مشروعاتكم
أنتم وأفكاركم أنتم، ووعودكم أنتم لهذا الشعب.