بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمـــال تعــادل قيـــام الليــــل
( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )
آل عمران (133-134)
من رحمة الله عز وجل بعباده، أنه وهبهم أعمالا يسيرة يعدل ثوابها قيام الليل،
فمن فاته قيام الليل أو عجز عنه فلا يُفوت عليه هذه الأعمال لتثقيل ميزانه،
وهذه ليست دعوة للتقاعس عن قيام الليل منها:
****************
1- أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة:
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال:
قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ ،
وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ )
الراوي: عثمان بن عفان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6342
خلاصة حكم المحدث: صحيح
****************
2- أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر:
- عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعا مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ )
الراوي: أبو صالح المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 882
خلاصة حكم المحدث: حسن
****************
- ومن مزايا هذه الركعات الأربع أنها تُفتح لها أبواب السماء ،
لما رواه أبو أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء )
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 885
خلاصة حكم المحدث: حسن
****************
3- أداء صلاة التراويح كلها مع الإمام:
- عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه قَالَ:
صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان ،
فلم يقم بنا النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى بقي سبع من الشهر ، فقام بنا ،
حتى ذهب نحو من ثلث الليل ، ثم كانت سادسة ، فلم يقم بنا ! فلما كانت الخامسة ،
قام بنا ، حتى ذهب نحو من شطر الليل ،
قلنا: يا رسول الله ! لو نفلتنا قيام هذه الليلة ، قال:
( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف ، حسب له قيام ليلة ..)
أخرجه النسائي وأبي داود وصححه الألباني.
****************
4- قراءة مئة آية في الليل:
- عَنْ تَمِيمٍ الداريّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ )
رواه الترمذي ، وحسنه الألباني.
****************
- وقراءة مئة آية أمر سهل لن يقتطع من وقتك أكثر من عشر دقائق ،
ويمكن أن تدرك هذا الفضل إن كان وقتك ضيقا بقراءة أول أربع صفحات من سورة الصافات مثلا ،
أو قراءة سورة القلم والحاقة وإذا فاتك قراءتها بالليل فاقضها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر ،
ولا تكسل عنها ، تدرك ثوابها بإذن الله تعالى لما رواه عمر بْنُ الْخَطَّابِ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ ،
كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ )
صحيح الجامع.
****************
5- قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل:
- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ) رواه البخاري.
- قال النووي رحمه الله تعالى: قِيل: مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَام اللَّيْل ، وَقِيلَ: مِنْ الشَّيْطَان,
وَقِيلَ: مِنْ الآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع.
****************
- إن قراءة هاتين الآيتين أمر سهل جدا ومعظم الناس يحفظونهما ولله الحمد ،
فحري بالمسلم المحافظة على قراءتها كل ليلة ،
ولا ينبغي الاقتصار على ذلك لسهولته وترك بقية الأعمال الأخرى
التي ثوابها كقيام الليل ؛ لأن المؤمن هدفه جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات ،
كما أنه لا يدري أي العمل سيُقبل منه.
****************
6- حســـن الخلـــق:
- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ ) صححه الألباني.
- قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى :
وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِب الْخُلُق الْحَسَن هَذَا الْفَضْل الْعَظِيم ؛
لِأَنَّ الصَّائِم وَالْمُصَلِّي فِي اللَّيْل يُجَاهِدَانِ أَنْفُسهمَا وحسن الخلق
يكون بتحسين المعاملة مع الناس وكف الأذى عنهم.
****************
7- السعي في خدمة الأرملة والمسكين:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ) رواه البخاري.
- ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل ، لوسعيت في خدمة أرملة ،
وهي التي مات عنها زوجها ،فتقضي حوائجها ،
وهذا ليس بالأمر العسير ، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك
ستجد البعض ممن مات عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة ،
فبخدمتها وشراء حاجياتها تكسب ثواب الجهاد أو قيام الليل.
****************
8- المحافظة على بعض آداب الجمعة:
- عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
( مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ ،
وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ ،
فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا )
صحيح الجامع.
- فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة
أو أسبوع أو شهر ،وإنما يعدل سنة كاملة ، فتأمل في عظم هذا الثواب.
****************
9- أن تنوي قيام الليل قبل النوم:
قال صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمال بالنيات ...)
- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
( مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ،
فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى ،
وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ )
رواه النسائي وابن ماجه ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب ".
****************
10- أن تُعلِّم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل:
- فإن تعليمك الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل
وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام الليل ،
كن كالمطر أينما وقع نفع
فالدال على الخير كفاعله ، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات
تكسب ثوابا بعدد من تعلم منك وعَمِلَ به.