قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الإسلامى لمصر عين محافظا جديدا للأقصر، الأحد، ينتمى للذراع السياسية للجماعة الإسلامية التى نفذت قبل سنوات هجمات إرهابية أسفرت عن مقتل عشرات السياح والجنود ومسئولى الشرطة فى نفس المدينة.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أن الكثير من الناس أصيبوا بصدمة جراء هذه الخطوة، فعلى الرغم من نبذها للعنف فى 2003، فإن أعضاء الجماعة الإسلامية لهم وجهات نظر متشددة حيال ارتداء المرأة للسراويل القصيرة، وحمام الشمس والخمور، وغيرها من الأمور التى تعد ضرورية للسياح الذين يذهبون لقضاء إجازاتهم فى المدينة الفرعونية التى تمثل وجهة جاذبة للسياحة.
وقال مايكل وحيد حنا، الزميل بمؤسسة القرن الأمريكية: "إنه صمم مثير للدهشة.. الجميع مهتم بعملية دمج هذه الجماعة المسلحة سابقا فى المجتمع والسياسة، لكننى أعتقد أن هذه الخطوة جريئة جدا".
وبينما لم تستطع الصحيفة الوصول إلى المحافظ الجديد عادل الخياط، أو غيره من مسئولى الرئاسة، للتعليق على قرار التعيين، فإنها تشير إلى أن الخطوة أثارت النكات بشأن نهاية تراث مصر القديم فى عصور ما قبل الإسلام. وقال الإعلامى الكوميدى باسم يوسف ساخرا: "محافظ الأقصر من الجماعة الإسلامية؟ طيب نلحق لنا صنمين".
وتشير الصحيفة إلى أن بعض القادة السلفيين أعربوا عن تجاهل، وحتى عداء، تجاه المعالم التاريخية والآثار المصرية القديمة التى تعود لعصور ما قبل الإسلام، بل ويعتبرونها وثنية، وتم توجيه لوم واسع لهم بسبب تشويه تمثال حورية البحر فى الإسكندرية، الشهر الماضى، بطلاء أزرق. وفى 2011 قاموا بلف أقمشة حول نافورة بداخلها تماثيل حوريات البحر.
وبينما لم يتحرك القادة السلفيون على نحو نشط، حتى الآن، للقضاء على المواقع الأثرية فى البلاد، فإن تحقيرهم لأساليب حياة السياح غير المسلمين معروف جدا، وقد أصدرت الجماعة الإسلامية فتوى، نشرتها على الموقع الإلكترونى الخاص بها، تحض أعضاء من الجماعة على عدم بناء منشآت سياحية.
وقالوا فى الفتوى: "لأن القرى السياحية بها أمور تغضب الله، بما فى ذلك الكحول والقمار وغيرها من الأشياء المحرمة، فإن بناء هذه الفنادق والقرى يساعد ملاكها على الإثم والعدوان وغير مسموح به".