دوشه نت اكبر تجمع عربي_ منتدى منوع .اسلامي .ثقافي .فني .كل الحصريات تجدها في دوشه نت.نحن نعمل على إرضاء جميع الاذواق
 
آخر المواضيع

شاطر

فضائل شهر رمضان والصيام (ج1)

avatarمفتش تموين المنتدى

رئيس الرقــابه
رئيس الرقــابه

 
ذكر
عدد المساهمات : 2411

نقاط : 4560

اإلتقََـِِيِِيِِم : 3

تاريخ التسجيل : 30/12/2012

العمر : 53
رسالة
مُساهمةموضوع: فضائل شهر رمضان والصيام (ج1)   فضائل شهر رمضان  والصيام (ج1) Emptyالأحد يونيو 30, 2013 7:07 pm

فضائل شهر رمضان:
أيها الإخوة الكرام، إن الله عز وجل امتنّ على عباده بمواسم الخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتمحى السيئات، وترفع الدرجات، وتتوجه فيها النفوس إلى مولاها.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
( سورة الشمس، الآية 9، 10)
قد أفلح من زكاها ـ خصوصاً ـ في رمضان.
خصائص الصيام:
ومن أعظم العبادات: الصيام الذي:
1 ـ فرضه الله على العباد.
قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
( سورة البقرة: الآية 183)
2 ـ ورغبهم فيه.
فقال سبحانه:
﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
( سورة البقرة: الآية 184)
3 ـ وأرشدهم إلى شكره على فرضه.
فقال عز وجل:
﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
( سورة البقرة: الآية 185)
4 ـ و حببه إليهم، وخففه عليهم.
لئلا تستثـقله النفوس التي ألـفت المباحات، قال تعالى:
﴿ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ ﴾
( سورة البقرة: الآية 184)
5 ـ ورحمهم، ونأى بهم عن الحرج والضرر.
فقال سبحانه وتعالى:
﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾
( سورة البقرة: الآية 184)
فلا عجب ـ أيها الإخوة الكرام ـ أن تُقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم، يخافونه من فوقهم، و يرجون ثوابه، و يخشون عقابه.
فضائل الصيام:
الصوم ـ أيها الإخوة الأحباب ـ عبادة من أجلّ العبادات، و قربة من أشرف القربات، و طاعة مباركة، لها آثارها العظيمة و الكثيرة، و العاجلة و الآجلة، من تزكية النفوس، و إصلاح القلوب، و حفظ الجوارح من الفتن و الشرور، و تهذيب الأخلاق، وفيها من الإعانة على تحصيل الأجور العظيمة، و تكفير السيئات المهلكة، و الفوز بأعلى الدرجات:
1ـ الصوم عبادة لها ميزة خاصة:
لكن الصوم ـ أيها الإخوة الكرام ـ عبادة متميزة، اختصها الله من بين سائر الأعمال، ففي الحديث القدسي الصحيح، يقول الله عز وجل:
(( كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به ))
من حديث قدسي مرفوع، إسناده صحيح أخرجه ابن ماجه،وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
فكفى بذلك تنبيهاً على شرفه، و عظم موقعه عند الله عز وجل، مما يؤذن بعظم الأجر عليه، فبإضافة الله تعالى الجزاء على الصيام إلى ذاته العليا تنبيه على عظم أجر الصائم.
(( فإنه لي وأنا أجزي به ))
وأنه يضاعف عليه الثواب أعظم من سائر الأعمال، ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك ))
حديث مرفوع صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أيها الإخوة الكرام، قال تعالى:
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
( سورة يونس: الآية 58 )
الإنسان أحياناً يبحث عن رزقه، أما إذا بلغ درجة من الغنى يصبح همه الجمع، يقول الله عز وجل:
﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
( سورة يونس: الآية 58 )
2ـ الصوم عبادة الإخلاص:
أيها الإخوة الكرام،
مثل بين أيديكم: لو أن دولة ما ارتأت أن الصيام مفيد للمواطنين، و أصدرت قانوناً بإلزامهم بالصيام، هل تستطيع تنفيذ هذا القانون ؟
يدخل الإنسان إلى بيته فيشرب، لا يوجد قوة تراقبه، انظر إلى المسلم يصوم في أيام الصيف والحر، لا يحتمل، وهو في الساعة الثانية عشرة يكاد يموت من العطش، و يدخل إلى بيته وحيداً، و يقفل الباب ويفتح الصنبور ليتوضأ، و لا يستطيع أن يضع في فمه قطرة ماء.
دققوا ـ أيها الإخوة الكرام ـ كما أن غض البصر عبادة الإخلاص، كذلك الصوم عبادة الإخلاص، أنت توقن أنك مخلص لله، لأن جهة في الأرض لا تستطيع أن تضبط الصيام، لا تستطيع جهة في الأرض مهما قويت، و مهما تمكنت أن تضبط صيام الإنسان، إلا أن الواحد الديان يضبط هذا الصيام.
3ـ الصوم قامع للشهوة:
أيها الإخوة الكرام، من فضائل الصوم كما قال عليه الصلاة والسلام أنه قامع للشهوة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء))
من حديث مرفوع صحيح،أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي،عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
أيها الإخوة الكرام، الإنسان حينما يلتهم الطعام يقوى بدنه، ومع قوة البدن تزداد شهواته، فمن بعض فضائل الصيام أن الصيام يقمع الشهوات.
4ـ الصوم مدعاة لاستجابة الدعاء:
أيها الإخوة الكرام،ومن فضائل الصيام أنه من أسباب استجابة الدعاء، ففي قوله تعالى بعد آيات الصيام:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
( سورة البقرة: الآية 186)
كأن هذا الصائم له عند الله جائزة ؛ أن دعاءه مستجاب:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ﴾
( سورة البقرة: الآية 186)
هذه الآية جاءت مع آيات الصيام، قبل هذه الآية آيات متعلقة بالصيام، وبعد هذه الآية آيات متعلقة بالصيام هي بين آيات الصيام، وكأن الواحد الديان يبشر عباده أن هذا الصائم دعاؤه مستجاب.
5ـ الصوم من أسباب تكفير الذنوب:
من فضائل الصيام ـ أيضاً ـ أنه من أسباب تكفير الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضان إلى رمضانَ ؛ مُكَفِّرات لما بينهنَّ، إذا اجتنبت الكبائر ))
حديث مرفوع صحيح، أخرجه مسلم والترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه
الصلوات الخمس، أي من صلاة إلى صلاة، و الجمعة إلى الجمعة، و رمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الذنوب الكبيرة.
6ـ الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة:
ومن فضائل الصوم ـ أيها الإخوة الكرام ـ أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: ربّ إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم، منعته النوم بالليل، فيشفعان ))
حديث مرفوع صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه أخرجه الحاكم في مستدركه
7ـ الصوم سبب لفرح الصائم في الدنيا والآخرة:
ومن فضائل الصوم فرح الصائم بما يسره الله له من الصوم في العاجل والآجل، كما في الصحيحين:
(( للصائم فرحتان، فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاءِ ربِّه ))
من حديث مرفوع صحيح أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه
التكاليف الشرعية شاقة على الأبدان، مفرحة للنفوس:
أيها الإخوة الكرام، هذه القاعدة تنطبق على كل العبادات، بل على كل الطاعات، بل على كل استجابة لله، العبادات ذات كلفة، سميت تكاليف لأنها في الأصل تتناقض مع الطبع، الإنسان يحب أن يبقى نائماً، و التكليف أن يستيقظ، يحب أن يمتع عينيه بمحاسن النساء، و التكليف أن يغض البصر، يحب أن يخوض في فضائح الناس، و التكليف أن يسكت، يحب أن يأخذ المال، و التكليف أن ينفقه، فالتكاليف كلها مناقضة للطبع، لكنها مطابقة للفطرة، ترتاح نفسك إذا أديت الفرائض، ترتاح نفسك إذا كنت صادقاً، ترتاح نفسك إذا كنت أميناً، ترتاح نفسك إذا أعنت أخاك، إذا رحمته، إذا يسرت عليه، كل أوامر الدين بعباداته ومعاملاته وفضائله إن طبقتها ارتاحت نفسك:
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾
( سورة الروم: الآية 30 )
أي: هذا المنهج الإلهي يتطابق بأدق تفاصيله مع بنية النفس، إن التكاليف تتناقض مع جسم الإنسان، مع طبعه، مع غرائزه، مع شهواته، لكنها تتوافق مع نفسه، ذاته التي بين جنبيه.
إذاً الطاعات فيها مشقة أحياناً، فيها تكليف، فيها تناقض مع جسم الإنسان، الإنسان يحب أن يأكل دائماً، وكلما أصابه عطش يشرب من الشراب ما لذ وطاب، أما حينما يأتي شهر الصيام يمتنع عن الطعام و الشراب، والمباحات الأخرى التي أبيحت خارج الصيام فهو يبذل جهداً.
اصبر لتفرح في ختام العبادة:

إخواننا الكرام، الطاعات تنقضي مشقتها، ويبقى أجرها، والمعاصي تنقضي لذتها، و يبقى إثمها فالبطل ليس الذي يفرح أولاً، بل الذي يفرح آخراً، ليست البطولة أن تضحك أولاً، وقد قيل: من ضحك أولاً ضحك قليلاً، و من ضحك آخراً ضحك كثيراً.
﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾
( سورة المطففين: الآية 34 )
بطولتك أن تضحك آخراً لا أن تضحك أولاً، الطفل حينما يولد كل من حوله يضحك، و هو يبكي وحده، أما إذا وافته المنية كل من حوله يبكي، فإذا كان بطلاً ومؤمناً وملتزماً ومستقيماً ومحسناً ضحك وحده:
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة يس: الآية 26 )
أيها الإخوة الكرام، إذاً: للصائم فرحتان يفرحهما، صبيحة العيد، تأكل كما كنت تأكل قبل رمضان، طعام فطور، وطعام غداء، وطعام عشاء، عدت إلى طبيعتك، وقد كسبت أجر الصيام والقيام، وقد ارتقيت إلى الله عز وجل، أما الذي أفطر في رمضان فيأكل في العيد مع بقية الناس، ولكنه يأكل وقد فرط بهذه العبادة العظيمة التي لا يعدلها صوم الدهر لو صامه.
8 ـ الصوم سبب لدخول الجنة من باب الريان:
أيها الإخوة الكرام، حقيقة ثانية: من فضائل الصيام أن الله اختص أهله بباب كبير من أبواب الجنة، لا يدخله إلا الصائمون، ينادون يوم القيامة إكراماًَ لهم، وإظهاراً لشرفهم، كما في الصحيحين، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ في الجنة باباً يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون ؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغْلِق فلم يَدْخُل منه أحد ))
(حديث مرفوع صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي)
أي هذا الذي عطش في الحياة الدنيا له قصر مكتوب على بابه الريان، لذلك قال بعض العلماء: هذا الشهر العظيم شهر الصبر.
الصبر أساس كل فلاح:
بالمناسبة ـ أيها الإخوة الكرام ـ، البناء الأخلاقي للإنسان أساسه الصبر، الذي لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئاً مذكوراً في الحياة، فأنت حينما تصبر يمكن أن تصل إلى البطولة، فلذلك قال تعالى:
﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾
( سورة البقرة: الآية 45 )
واستعينوا على بلوغ أهدافكم، على بلوغ مرادكم.
قال علماء التفسير بالصبر، أي بالصوم و الصلاة، كما تعلمون.
أيها الإخوة الكرام، أنت حينما تواجه عدواً متغطرساً قوياً جباراً حاقداً يملك أسلحة لا تملكها، ويتمنى تدميرك، يقول الله لك:
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾
( سورة آل عمران: الآية 120 )
بيّن الله لنا أن الصبر مع الطاعة طريق النصر، ويكاد الإيمان أن يكون نصفين، فنصف صبر، و نصف شكر، والذي لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئاً مذكوراً في الحياة.
الصبر ترقية للنفس، الصبر يعني أن مبدأك أعظم من حاجاتك، دينك أسمى من رغباتك، الصبر يعني أن تدع شيئاً خسيساً من أجل شيء نفيس، هذا هو الصبر، لذلك شهر الصوم شهر الصبر، أنت في رمضان تصبر على ترك الطعام والشراب، وعلى ترك اللقاء الزوجي، في نهار رمضان فقط،
هذا الصبر يجب أن تستخدمه في مجالات لا تعد و لا تحصى، في عملك ينبغي أن تصبر، في دراستك ينبغي أن تصبر، في مواجهة العدو ينبغي أن تصبر، في أن تنفق من دخلك المحدود ينبغي أن تصبر، و ألاّ تمد يدك لمال حرام، الصبر مدرسة، كان رمضان التعليم الأساسي فيها، رمضان التعليم الأساسي لمدرسة لها درجات عالية جداً، أنت حينما تثبت لنفسك أولاً، و لله ثانياً أنه يمكن أن تدع شهوتك من أجل هدف ما فأنت قد وضعت رجلك على طريق البطولة، رمضان شهر الصبر، و كيف لو أن عدواً يتحدانا، ويواجهنا، ويتمنى دمارنا، يقول لك الله عز وجل:
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾
( سورة آل عمران: الآية 120 )
من ثمرات الصوم:
أيها الإخوة الكرام،
يتجلى الصبر في الإيثار والإحسان، ومعالجة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء، وذوق شيء مما يجدون،
1) ـ الإحساس بجوع الفقير:

دققوا في هذا الكلام: إذا ذاق الصائم تعبداً و اختياراً ألم الجوع فلقد ذاقه الفقراء عجزاً واضطراراً.
الصائم يجوع طبعاً لكن هذا الجوع باختياره، اختار أن يجوع تقرباً إلى الله عز وجل، هو يذوق طعم الجوع تعبداً واختياراً، ولكن الفقير يذوق طعم الجوع عجزاً واضطراراً، و لأنه عاناه الصائم وقتاً محدوداً فهو عند الفقراء عناء ممدود، تصوم الصيام لوقت محدود، لكنه عند الفقراء عناء ممدود،
لذلك كان الإنفاق في رمضان زكاة الفطر، هذه الزكاة لها أحكام خاصة، مَن ملك قوت يومه وجب عليه زكاة الفطر، فقير جداً يملك وجبة طعام واحدة عليه زكاة الفطر، أي أن الله أراد أن يذوق الفقير في العام مرة واحدة طعم الإنفاق، كأن الفقير مأمور أن ينفق، و الذي ينفق يمكن أن يأخذ الزكاة أيضاً، لكن أراد الله أن نذوق طعم الإنفاق، إذاً أنت حينما تجوع يجب أن تذكر أنك تجوع اختياراً وتعبداً، لكن الفقير حينما يجوع يجوع اضطراراً، و أنت حينما تجوع تجوع لوقت محدود، ولكن الفقير يجوع لوقت ممدود، لذلك ينبغي أن يثمر الصيام معاونة الآخرين، وأداء الزكاة والصلاة.
2) ـ كفّ النفس عن حماقاتها:
أيها الإخوة الكرام، يتجلى الصوم بالإمساك بزمام النفس عن اندفاعاتها وحماقاتها، فالصائم مقيد بشعور دائم يحمله على الكف عما لا يجمل، ولا يليق، تصور إنساناً يدع المباحات، هل يعقل أن يرتكب الموبقات ؟ يختل توازنه، تدع من هو مباح لكل البشر، هل يعقل أن تغتاب في رمضان ؟ هل يعقل أن تطلق البصر في رمضان ؟ هل يعقل أن تكذب في رمضان ؟ أنت مأمور عن ترك الطعام والشراب، و هو مباح، فلأن تترك المحرمات من باب أولى، وكأن الله يقوي إرادتك في هذا الشهر على أن تكون ملتزماً بأوامر الدين.
وأخيراً:
أيها الإخوة الأكارم، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

فضائل شهر رمضان والصيام (ج1)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
الردود السريعة :
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» فضائل شهر رمضان والصيام (ج2)
» صور كفرات فيس بوك شهر رمضان 2013 ، غلاف فيس بوك رمضان كريم 2014
» رمضان كريم....اللهم بلغنا رمضان
» فضائل الشام ودمشق
» من فضائل كلمة لا اله الا الله
الرد على الموضوع

صلاحيات الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دوشه نت :: الخيمة الرمضانية :: الخيمة الرمضانية-