بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الحمد لله الذي علمنا عدد السنين والحساب وفضل الأزمان والأمكنة بعضها على بعض وبارك في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وبعد:
فقد بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من الصيام في كتابه الكريم قال:
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
( سورة البقرة الآية: 183 )
في حين نرى أن رمضان أسيء فهمه في هذه الأيام فهو عند البعض شهر كريم ولكن للطعام والشراب، وعند آخرين للرقص والغناء والسهرات الماجنة والعياذ بالله، وعند آخرين للكسل والرخاء، وقد جاء محاضرنا ليبن لنا معالم الإيمان في شهر الصيام، تطبيقاً لقوله تعالى:
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
بارك الله فيه وفي الحضور الكرام وجاءت إذاعة الفجر بارك الله فيها وفي القائمين عليها لتغطي هذا النشاط ببث مباشر جزاها الله خيراً، محاضرنا لهذا اليوم هو الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ولد في دمشق عام 1938 م في أسرة علم، والتحق في مدارس دمشق الابتدائية والإعدادية والثانوية ثم بكلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1964 م ثم بجامعة ليون فرع لبنان وحصل منها على دبلوم التأهيل التربوي بتفوق عام 1966 م وعلى الماجستير في الآداب في موضوع توفيق الحكيم ناقدا، ثم حصل على الدكتوراه في التربية من جامعة ترنتي البريطانية في موضوع تربية الأولاد في الإسلام عام 1999 م مارس التعليم الثانوي والجامعي وله عدة مؤلفات في التربية والأخلاق والسيرة والمفاهيم والاجتماع الإسلامي منها نظرات في الإسلام وغيرها، وقد طلب العلم الشرعي في وقت مبكر على عدد من علماء دمشق في علوم الشريعة كافة، وقد عين خطيباً في مسجد جده العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي 1974 م ولا زال فيه بارك الله فيه وهو مدرس فيه وفي مساجد أخرى وله مئات الأشرطة المفيدة ومشاركة في مؤتمرات وندوات في الشرق والغرب وكذلك أولاً وأخيراً له زوجة وثلاث بنات وابنان وله موقع على شبكة الانترنيت فيها موسوعته العلمية ونذكر الأخوة الكرام بألا يؤخروا الأسئلة إلى آخر الوقت بل عندما يرد ما فيه استفهام أن يزودنا بها حتى نستطيع بكلام الشيخ حفظه الله الإجابة عليه فليتفضل مشكوراً بارك الله فيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:
أشكر لكم حضوركم، وأشكر للقائمين على هذه الندوة دعوتهم الكريمة، وأرجو الله عز وجل أن أكون عند حسن ظنكم.
بادئة ذي بدء من مسلمات العقيدة أن علة وجود الإنسان على وجه الأرض العبادة لقوله تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾
( سورة الذاريات الآية: 56 )
علة وجود الإنسان على سطح الأرض أن يعبد الله، والعبادة أيها الأخوة: طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية، في هذا التعريف جانب معرفي وجانب سلوكي وجانب جمالي، فمن تحرك على هذه الخطوط الثلاثة تفوق ومن ركز على واحد منها تطرف، في العبادة جانب معرفي وجانب سلوكي وجانب جمالي الجانب السلوكي هو الأصل:
((تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم اللّه حتى تعملوا بما تعلمون.))
[ أخرجه ابن عدي في الكامل والخطيب في التاريخ عن معاذ وابن عساكر عن أبي الدرداء ]
((وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به.))
[ أخرجه الطبراني في الكبير عن واثلة ]
والعلم حجة لك لا عليك.
وعالم بعلمه لم يعملن معذَّبٌ من قبل عُبَّادِ الوثن
***
الأصل هو الالتزام، والإسلام من دون التزام، من دون تطبيق منهجه الكامل والشامل ظاهرة صوتيه ليس غير، ظاهرة صوتيه لا تصنع شيئاً، ولا تفعل شيئاً، ولا ترد خطراً، ولا تحقق عزة، ولا كرامة، لكن المسلمون فيما يبدو اكتفوا من الإسلام بالعبادات الشعائرية، وظنوها هي الإسلام مع أن في الإسلام عبادات تعاملية لا نقطف ثمار العبادات الشعائرية إلا إذا صحت العبادات التعاملية، فلذلك أيها الأخوة الكرام في تعريف العبادة جانب سلوكي هو الأصل سببه الجانب المعرفي، نتيجته الجانب الجمالي، فالمؤمن يعني أنه في مرتبة علمية، حقيقية، لأن المؤمن عرف الحقيقة الكبرى في الكون، واسجمم معها وتوازن مع نفسه والمؤمن مرتبة تعني مستوى أخلاقي فالمؤمن تحكمه منظومة من القيم الأخلاقية، الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن، ليس الفرق بين المؤمن وغير المؤمن في هذه العبادات، فرق كبير وجوهري، فرق في المعاملات.
النجاشي سأل سيدنا جعفر عن الإسلام قال أيها الملك: كنا قوم جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الرحم ونسيء الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه ونسبه فدعان إلى عبادة الله عز وجل وألا نشرك به شيئاً وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، هذا هو الإسلام منهج أخلاقي، يبنى على دعائم عبادة شعائرية، بني الإسلام على خمس، فحينما اكتف المسلمون بهذه الخمس، وتعاملوا في حياتهم اليومية في سفره، في حضرهم، في أفراحهم، في أتراحهم، في كسب أموالهم، في حرفهم، في تجاراتهم، تعاملوا وفق منهج الغرب ضيعوا حضارتهم وضيعوا إسلامهم ولم يلحقوا بالغرب، فلذلك أيها الأخوة الجانب الجمالي هو الثمرة في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة القرب.
﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)﴾
( سورة محمد الآية: 5 ـ 6 )
عرفوها في الدنيا هي جنة القرب، ماذا يفعل أعداء بي يقول بعض العلماء: بستاني في صدري، إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة، وإن قتلوني فقتلي شهادة فماذا يفعل أعدائي بي، إذاً في التعريف جانب معرفي لا بد من طلب العلم، طلب العلم هي الحاجة العليا في الإنسان، هي الحاجة التي تؤكد إنسانيته، وفي التعريف جانب سلوكي هو الالتزام، من دون هذا الالتزام ـ دققوا ـ لسنا على شيء حتى نقيم القرآن الكريم وسنة النبي الشريف، لسنا على شيء، وجانب جمالي المؤمن في سعادة لا توصف، ملك من الملوك ترك الملك وطلب العلم فقال: لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلون عليها بالسيوف، هو هذا يصدق لأنه كان ملك، لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلون عليها بالسيوف.
فلو شاهدت عيناك من حــننا الذي رآوه لما وليت عنا لغيرنـا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضــح قتيلاً بحبنـا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غريباً واشــــتياق لقربـا
***
في جانب معرفي وجانب سلوكي وجانب جمالي، ولكن ألح على فكرة دقيقة جداً هي محور هذه المحاضرة، الصيام من العبادات الشعائرية، والحج من العبادات الشعائرية، والصلاة من العبادات الشعائرية والعبادات الشعائرية لن نقطف ثمارها إلا إذا صحت عباداتنا التعاملية طالبوني بالدليل، لا يجرؤ إنسان في العالم الإسلامي أن يقول في الدين برأيه، طالبوني بالدليل:
نبدأ بالصلاة...
((أَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مَنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضاً. فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً. قَالَ ثُوْبانُ: يَا رَسُولَ اللهِ ! صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَنَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتَكُمْ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ، إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ أنْتَهَكُوهَا.))
[ أخرجه ابن ماجه عن ثوبان ]
ما قيمة صلاتهم إذاً، سقطت قيمة الصلاة لأنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
نأتي إلى الصيام...
((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
[ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ]
المسلم في رمضان يدع المباحات، يدع الطعام وهو مباح في الأصل، يدع أهله هم مباحون له في الأصل، فلأن يدع المحرمات من باب أولى، فكيف يوازن مسلم يدع الطعام والشراب ويغتاب وينم ويطلق بصره ويمضي رمضان كمناسبات اجتماعية، سهرات ولقاءات ومسلسلات وحفلات وسهر حتى قبيل الفجر، وهو يظن أنه يحسن صنع.
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)﴾
( سورة الكهف الآية: 103 ـ 104 )
نأتي إلى الحج... إنسان حج بمال حرام فلما وضع رجله في الركاب وقال لبيك اللهم لبيك ناده منادي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، ماذا بقي ؟
بقي النطق بالشهادة...
((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل: وما إخلاصها ؟ قال تحجزه عما حرم الله.))
[ أخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم في معجمه الكبير والأوسط بإسناد حسن ]
فمن نطق بلا إله إلا الله ولم تحجزه عن محارم الله ما استفاد منها شيئاً، لذلك المسلمون في العيد يقولون الله أكبر، يكبرون وهذا من السنة ولكن هذا الذي يغش المسلمين ماذا رأى ؟ رأى أن هذا المال الذي يأتيه من غش المسلمين أكبر عنده من طاعة الله، إذاً هذا الذي قال الله أكبر وهو يغش المسلمين ما قالها ولا مرة ولو نطق بها ألف مرة، وهذا الذي يطيع زوجته ويعصي ربه وقال الله أكبر في العيد ما قالها ولا مرة لأنه رأى طاعة زوجته أكبر من طاعة الله عز وجل، امرأة طلبت من بعض الصحابة شيئاً لعله فوق طاقته وألحت عليه قال: اعلمِ أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت أحداهن على الأرض لغلب نور وجها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلهن أهون من أن أضحي بهن من أجلك.
أم سيدنا سعد حملته على أن يكفر، قالت له إما أن تكفر بمحمد وإما أن أدع الطعام حتى أموت، قال: يا أمي لو أن لك مئة نفس خرجت واحدة واحدة ما أكفرت بمحمد فكلي إن شئت أو لا تأكلي، بعدين أكلت.
المشكلة أيها الأخوة أن واقع المسلمين ليس إسلامياً، أما شعائرهم راقية، والله مساجد زرت مسجد في المغرب مكلف مليار دولار، مكلف مساجد، مؤتمرات، قاعات محاضرات، أشرطة، كتب، لكن الإسلام ليس في بيوتنا، قال تعالى:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾
( سورة الأنفال الآية: 33 )
العلماء حاروا في هذه الآية، النبي انتقل إلى رحمة الله، قال العلماء: ما دامت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في بيوتنا، في أفراحنا في اتراحنا، في أموالنا، في تجارتنا، في سفرنا، نحن في أمن من عذاب الله، لو أنه زلت أقدامنا واستغفرنا في أمن أيضاً.
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾
( سورة الأنفال الآية: 33 )
أنت في أمن مرتين، أنت في بحبوحة مرتين، أنت في رعاية الله مرتين، مرة إذا كنت مطيعاً لله ومرة إذا استغفرت الله من ذنب أذنبت به إذاً هذه النطق بالشهادة هكذا بقي الزكاة.
الزكاة... دققوا:
﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾
( سورة التوبة الآية: 53 )
يجب أن نضيف لإنفاق الالتزام، الطاعة، من السهل أن تنفق ولست ملتزماً، حقك محفوظ عند الله، يعني مر معي نص في الأثر: ما أحسن عبد ـ مسلم أو كافر ـ إلا وقع أجره على الله في الدنيا أم في الآخرة أبداً، إن عملت عملاً طيباً من أجل الدنيا نلت جزاءه في الدنيا.
﴿وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)﴾
( سورة البقرة الآية: 200 )
ما أحسن عبد من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة.
﴿وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)﴾
( سورة النساء الآية: 77 )
الفتيل خيط في نواة التمرة.
﴿وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124)﴾
( سورة النساء الآية: 124 )
رأس مؤلف من نواة كالإبرة النقير.
﴿مِنْ قِطْمِيرٍ (13)﴾
( سورة فاطر الآية: 13 )
غشاء رقيق للنواة.
﴿وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)﴾
( سورة الأنبياء الآية: 47 )
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)﴾
( سورة الزلزلة الآية: 7 ـ 8 )
إذاً هذه العبادات الشعائرية، من صلاة وصيام وحج وزكاة ونطق بالشهادة، بالأدلة الصحيحة من السنة، لن نقطف ثمارها إلا إذا صحت عبادات التعاملية، أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا، ومع من دوننا، ومع من فوقنا، أما إذا كانت حياتنا كلها كذب بكذب، كلها نفاق بنفاق، كلها دجل بدجل، أن لنا أن نكون مع الله، لذلك معية الله نوعان معية عامة ومعية خاصة، المعية العامة وقال الله:
﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾
( سورة الحديد الآية: 4 )
بعلمه، لكن المعية الخاصة. إن الله مع المؤمنين، إن الله مع الصادقين، معية التوفيق والتأنيب والنصر والحفظ، هذه المعية لها ثمن وقال الله:
﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً﴾
( سورة المائدة الآية: 12 )
هذه أدلة خاصة مرتفقة بكل عبادة، ما الأدلة العامة التي تشمل كل العبادات ؟.
((عن أَبي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: " أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ " قالُوا المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ الله من لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " المُفْلِسُ مِنْ أَمّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةِ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَد شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فيقعُدُ فَيَقْتَصّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمّ طُرِحَ في النّارِ ))
[ أخرجه الترمذي ]
ما استفاد من شيء، أت بصلاة وصيام وصدقة وطرح في النار.
((عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله إن فلانة، فذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في النار".))
[ أخرجه أحمد والبزار ]
((عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار، قال الله: لا أنت أطعمتيها ولا سقيتها حين حبستيها ولا أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض.))
[ أخرجه أحمد عن ابن عمر ]
إذاً: المؤمن صادق، إن حدثك فهو صادق، وإن عاملك فهو أمين لا يخونك، وإذا استثيرت شهوته فهو عفيف، هذه أركان الاستقامة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)﴾
( سورة فصلت الآية: 30 ـ 32 )
أيها الأخوة الكرام:
بالمناسبة يعني زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، ألم يقل الله عز وجل:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾
( سورة النور الآية: 55 )
أين الاستخلاف ؟.
﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾
قانون.
﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾
أين التمكين ؟.
﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾
أين التطمين ؟. والله في الواقع لا تمكين ولا استخلاف ولا تطمين التفسير قال:
﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾
( سورة مريم الآية: 59 )
ولقد لقي المسلمون ذلك الغي وأنتم تسمعون وترون كيف يلقى المسلمون الغي لأنهم أضاعوا الصلاة، وليست إضاعة الصلاة تركها ولكن إضاعة الصلاة تفريغها من مضمونها.
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾
( سورة طه الآية: 14 )
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾
( سورة العنكبوت الآية: 45 )
فإن لم تنهِ عن الفحشاء والمنكر لن تقطف ثمارها.
﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)﴾
( سورة العلق الآية: 19 )
الصلاة قرب، الصلاة ذكر.
((ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان ورحم المصاب وآوى الغريب كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، ويقسم علي فأبره أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها ولا يتغير حالها.))
[ أخرجه الديلمي عن حارثة بن وهب]
أخونا الكرام:
كاستنباط أولي من هذه الآية، ما دام ربنا يقول:
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾
بالمفهوم المخالف لو أننا أتقنا الصلاة وتركنا كل شهوة لا ترضي الله هذا طريق النصر، نحن مع كتاب الله.
﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾
( سورة الشعراء الآية: 88 ـ 89 )
ما القلب السليم ؛ القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله، وسلم من تطبيق خبرٍ يتناقض مع وحي الله، وسلم من عبادة غير الله، وسلم من تحكيم شرع غير الله هذا هو القلب السليم، الآية الثانية دقيقة.
﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾
( سورة النور الآية: 55 )
الدين الذي وعدهم أن يمكنه لهم مقيد بصفة.
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾
أي دين ؟
﴿ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾
طيب بالاستنباط المنطقي فإن لم يمكنهم معنى ذلك أن دينهم لم يرتضيه لهم، إذاً كحل واقعي فيما نحن فيه فالنبحث عن الدين الذي يرتضيه الله لنا، عن دين الاستقامة، عن دين الورع عن دين الحب، عن دين الإخلاص، هذا الدين هو الذي يرتضيه لنا وهو بالتالي يمكنه لنا، ارتضاه فمكنه فإن لم يرتضيه لا يمكن ديننا في الأرض، شيئاً ثلاث، يقول الله عز وجل:
﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾
( سورة إبراهيم الآية: 46 )
﴿ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
خالق السماوات والأرض يصف مكر الكفار بأنه مكر تزول منه الجبال، ونحن ضعاف، ماذا نفعل ؟ والله في القرآن آية، لكن المسلمين لو صدقوا، وأنا أقول كلمة قاسية هم يصدقون كلام الله تصديقاً شكلياً، أما لو علموا أن خلاصهم وعزتهم وكرامتهم وانتصارهم ورفعة شأنهم في هذه الآية لبادروا إلى تطبيقها، قبل قليل قال الله عز وجل:
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
يقول في آية ثانية:
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾
( سورة آل عمران الآية: 120 )
تلاشت خططهم وسقطت مؤامراتهم وضعفت أسلحتهم وضعف شأنهم.
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾
أنا كما أقول زوال الكون أهون على الله من أن تعطل آية، لا يعقل أن يقول الله كلاماً لا معنى له، لا يعقل أن يقول الله كلام لا يعنيه، لا يعقل أن يقول الله كلام لا يحقق، هذا كتاب الله.
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾
أيها الأخوة الكرام:
يعني أنا لا أصدق أن في القرآن الكريم قصص وقعت ولم تقع مرة ثانية، يعني كتاب تاريخ صار، لا، هو كتاب هداية، فإذا كان فيه بعض القصص، هذه القصص نماذج متكررة، فمثلاً قال الله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)﴾
( سورة الفجر الآية: 6 ـ 8 )
الحديث عن قوم عاد:
﴿ لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾
يعني تفوق في كل المجالات، جيد، كلما أهلك الله قوم ذكرهم بأنه أهلك من هو أشد منهم قوة إلا عاد قال:
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾
( سورة فصلت الآية: 15 )
ماذا يعني ذلك ؟ أنه ليس بينها وبين الله أحد، ليس فوقها إلا الله بلغت قمة القوة وسيطرت والكبر.
﴿ اْلِّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾
ومع هذا التفوق كبر لا يحتمل.
﴿وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾
( سورة فصلت الآية: 15 )
مع هذا التفوق في شتى الميادين كبر لا يحتمل.
﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾
ومع هذا التفوق وذاك الكبر، تفوق في العمران.
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)﴾
( سورة الشعراء الآية: 128 ـ 129 )
مع التفوق في كل المجالات، ومع الكبر الذي لا يحتمل، ومع التفوق في العمران تفوق في القوة العسكرية.
﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)﴾
( سورة الشعراء الآية: 130 )
لا ترحمون أحد، هي الصفة الرابعة، ومع التفوق في كل المجالات، ومع الكبر الذي لا يحتمل، ومع التفوق في العمران، ومع التفوق في القوة العسكرية، تفوق علمي.
﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)﴾
( سورة العنكبوت الآية: 38 )
ماذا فعلوا ؟ قال:
﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)﴾
( سورة الفجر الآية: 11 )
قتلوا، ضربوا، أهانوا، أذلوا، سلبوا، نهبوا، طغوا في البلاد.
﴿طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)﴾
( سورة الفجر الآية: 11 ـ 12 )
أشاعوا التفلت الإباحية.
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾
( سورة الفجر الآية: 13 ـ 14 )
﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)﴾
( سورة الحاقة الآية: 5 ـ 7 )
كل هذا الكلام يستنبط من آية أخرى.
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى (50)﴾
( سورة النجم الآية: 50 )
أولى معناها في وحده ثانية، تشبهها، أليس كذلك ؟ هناك عاد ثانية تشبهها تماماً وإن شاء الله مصيرها كمصير الأولى، القرآن في نماذج نماذج ثابت متكررة، طبعاً أخوانا التجار إذا قال لك أحد الأشخاص هذه الدفعة الأولى هو ينتظر دفعة ثانية، ما دامت قلت الأولى.
﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾
( سورة الأحزاب الآية: 33 )
معناها في جاهلية ثانية أمر وأدهى، هكذا القرآن.
﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾
وعاد الأولى هذه صفاتها، تفوق كبر حضارة عمرانية ضخمة جداً هذا البناء الذي دمر يستهلك في اليوم ثلاثة ملايين دولار كهرباء يومياً من معالم الحضارة الحديثة، نعم.
أيها الأخوة الكرام:
ولكن الإنسان أحياناً يؤخذ بالعاطفة وهذا شأن العالم الإسلامي يفور ثم يصاب بخيبة أمل، لو كان متوازن في البداية لتوازن في النهاية، إن لم يتوازن في البداية لم يتوازن في النهاية، نحن في دار عمل ولسنا في دار جزاء، قد تهزم وأنت الرابح، وقد تنتصر وأنت الخاسر الدليل، ما مقياس التفوق في الإسلام قال:
﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾
( سورة آل عمران الآية: 185 )
هذا كلام الله، أنا قد أحصل مالاً وفيراً، قد أكون أقوى الأقوياء وقد أكون أغنى الأغنياء، وقد أكون غارق في متع لا تنتهي، وقد أكون مهيمناً، ولكن إن لم أزحزح عن النار في النهاية، وإن لم أدخل الجنة لست فائزاً، لذلك هناك من يضحك كثيراً، يضحك أولاً قليلاً ويبكي ثانياً كثيراً، وهناك من يبكي قليلاً ويضحك كثيراً، فالعاقبة للمتقين، هذه واحدة مقياس التفوق قال تعالى:
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)﴾
( سورة الأحزاب الآية: 71 )
فمن أوتي القرآن مثلاً وظن أن أحد أوتي خير منه فقد حقر ما عظمه الله، أنت حينما تكون على عقيدة سليمة، وعلى منهج قويم وتخاف الله رب العالمين ترجو رحمته وتخشى عذابه، إن لم تشعر أنك فائز فوزاً عظيماً هذه مشكلة، كأنك تشك في مصداقية القرآن الكريم فالعبرة أن تأتي مقاييسنا في التفوق وفق مقاييس القرآن، هنا البطولة، لكن الناس ليسوا كذلك يظنون أن القوي هو المتفوق، لا.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾
( سورة إبراهيم الآية: 42 )
﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)﴾
( سورة آل عمران الآية: 196 ـ 197 )
أيها الأخوة الكرام:
حينما تستطيع أن تأتي مقاييس التفوق عندك متطابقة مع مقاييس التفوق عند الله عز وجل فأنت من المهتدين، من الناجين، دخل عمر على سيدنا رسول الله وقد نام على الحصير فأثر في خده الشريف، فبكى عمر قال يا عمر ما يبكيك ؟ قال رسول الله ينام على الحصير وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير، قال:
(( يا عمر إنما هي نبوة وليست ملك، أما ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا.))
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
فنحن إذا اعتمدنا مقاييس القرآن لا نندم كثيراً على ما فاتنا ولكن نعرف ما بأيدينا، في نقطة دقيقة وأخيرة أرجوا الله ألا أطيل عليكم الأخيرة.
أن الأب مثلاً إذا أمر ابنه أن يعتني بأسنانه، الأمر واضح، واضح جداً، والابن قد يقبل على تنفيذ هذه الوصية لصالحه، وإذا أمره أن يكون صادقاً لصالحه، وإذا أمره أن يجتهد في دراسته لصالحه، لو أن الأب أملى على ابنه مئات الأوامر كلها لصالحه واضحة جداً والابن مقبل على تطبيقها، طبعاً يعني لم نكشف خضوعه لأبيه لأنه خضع لمصلحته، ونفذ وصايا والده لأنها في صالحه، لكن مثلاً لو أن الابن جاء إلى البيت والطعام جاهز، والطعام طعام والده، وطعام حلال، والابن جائع، وهو ابنه، قال له لا تأكل ؟ الأمر غير واضح الإنسان لا يمتحن في الأمر الواضح، يمتحن في الأمر غير الواضح، لذلك أوامر الله عز وجل في معظمها يحقق مصالح الإنسان في الدنيا والآخرة وفي بعضها القليل تمتحن بها عبودية الإنسان، هل هو راض عن الله.
إنسان يطوف حول الكعبة، يقول يا رب هل أنت راضي عني كان وراءه الإمام الشافعي قال يا هذا هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك، قال يا سبحان الله كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه، قال إن كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله، فأنا حينما أصبر حينما يكون الأمر واضح جداً لا يحتاج إلى صبر، يعني مثلاً:
طالب على مشارف التخرج، معلق على التخرج نيل الدكتوراه نيل اللصنص ومعلق على التخرج أن يعين في وظيفة مرموقة، ومعلق على التخرج يتزوج امرأة تحلو له ومعلق ومعلق، وترك النزهات وترك السهرات مع أهله، هو لا يصبر، هو في باله خطه، لكن من هذا الذي نأمره أن يصبر إذا كان الأمر غير واضح، الله ماذا قال:
﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾
( سورة القلم الآية: 48 )
حينما تتضح الأمور، حينما تأتي الأخبار على خلاف ما تريد حينما تصاب بخيبة أمل، حينما تحلم شهرين أن يكون هناك شيء ثم ترى شيء آخر، في مثل هذه الحالة أقرأ قوله تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾
كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءت الأمور كما يتمنى يقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فإذا جاءت على غير ما يتمنى يقول الحمد لله على كل حال فالذي يتوازن في البداية يتوازن في النهاية، والذي يوحد يستسلم والذي يعلم معنى العبودية لله لا يسخط على الله أبداً.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾
( سورة آل عمران الآية: 146 )
أحياناً يخلق الله من الضعف قوة، ومن الإحباط أملاً، ومن الفقر غناً، ومن عدم النصر نصراً، فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يحقق للمسلمين كل ما يصبون إليه والحمد لله رب العالمين.
جزكم الله خيراً وبارك الله فيكم وردتنا بعض الأسئلة التي تتكرر.
سؤال: أخ كريم يسأل قال أنني أخاف لدرجة أن حياتي كلها تعيسة نحو عائلتي أي زوجي وأولادي.
الجواب: والله الحقيقة المرة يا أخوان أفضل ألف مرة من الوهم المريح، الخوف الطبيعي مقبول أما الخوف غير الطبيعي غير مقبول لأن الله عز وجل قال:
﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾
( سورة التوبة الآية: 51 )
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(175)﴾
( سورة آل عمران الآية: 173 ـ 175 )
أمر إلهي، يعني بصراحة لو أن جندي في جيش، جيش ضخم ووالده قائد هذا الجيش وجاء عريف هدد هذا الجندي فارتعد خوفاً أليس أحمق ؟ جندي في جيش والده قائد هذا الجيش وجا عريف بسبعة فهدده وتوعده فانهارت قواه ونسي أن أباه بيده كل شيء، هذا يعد جندي أحمق الله عز وجل يقول:
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾
( سورة فصلت الآية: 30 )
في خوف مرض، أنا أخاف الله لكن لا لدرجة أن تصبح حياتي جحيماً مستحيل، أنا أشعر أن لي عند الله شيء، يعني في ميزة.
﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾
( سورة الزمر الآية: 61 )
وهذا الإله العظيم ـ دققوا الآن ـ إذا سلمك إلى جهة قوية لا تحبك لتفعل بك ما تشاء هذا إله لا يعبد، قال:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ﴾
( سورة هود الآية: 123 )
﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 175 )
الخوف إذا كان بلغ حداً غير معقول خرج عن دائرة القبول.
سؤال: ما معنى وأجملوا في الطلب.
الجواب: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير " شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغنائه عن الناس، هذا معنى أجملوا في الطلب.
((إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب))
[أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة والحاكم]
وفي رواية واستجملوا مهنكم. اختر مهنة راقية.
سؤال: قال كيف نقنع أحد أتباع الأصنام وهو صيني أنا الإنسان يحيى بعد الموت.
عامة الناس لا يخاطبون إلا بأصول الدين، الإيمان بالجنة والنار هذا إيمان إخباري بعد أن تؤمن بالله، وتؤمن بكتابه، وتؤمن برسوله ينتهي دور العقل ويأتي دور النقل فمستحيل أن تقنع إنسان ملحد بوجود الجن، ما في دليل، ولا الملائكة، ولا اليوم الآخر، هذا طريق مسدود أقنعه بوجود الله أولاً، ثم أقنعه بأحقية هذا القرآن ثانياً، ثم أقنعه بأن هذا الذي جاء بالقرآن هو رسول الله، الآن انتهى دور العقل يأتي دور النقل قال لم في يوم آخر، أما أن تقنع إنسان ليس مؤمناً بالله أن هناك يوم آخر ما في دليل، ولا يستطيع إقناعه نبي، في تسلسل تقنعه بوجود الله ثم بأحقية القرآن ثم بصحة رسالة النبي وبعد إذن يأتي النقل ليجيبه عن هذه الأسئلة.
سؤال: أين موقع الإنفاق في فعل الطاعات في رمضان خاصة.
الجواب: ما يدفع للأيتام والمساكين، الحقيقة كان عليه الصلاة والسلام أجود من الريح المرسلة في رمضان، رمضان شهر الإنفاق لماذا ؟ لأن النبي كان ينفق في رمضان كثيراً، شهر قربة، فرصة ذهبية لا تعوض، تفتح مع الله صفحة جديدة، أساسها صيام رمضان قيام رمضان، والإنفاق، وتلاوة القرآن، هذا رمضان.
سؤال: كيف نواجه ما يحل بالإسلام والمسلمين اليوم في كل بقاع الأرض ؟
الجواب: الذي قلته في هذه المحاضرة، لا بد من أن نقيم الإسلام في بيوتنا، وفي أعمالنا، نؤدي الذي علينا ثم لنطالب الله بالذي لنا، أما الذي علينا مقصرون فيه، لا يمكن إلا أن نصطلح مع الله، يعني:
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾
﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾
﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾
كله قرآن هي ما عنا حل غير القرآن الكريم، هو كتابنا ومنهجنا ودستورنا وطريق سعادتنا وطريق فوزنا وطريق أمننا وطريق تفوقنا.
سؤال: أرجو ذكر شيء عن صلة الرحم وبخاصة الوالدة، لعل في هذا الشهر الكريم يكتب لزوجي أن يصالح أمه، فهو يقاطعها من ثلاث سنوات.
الجواب: والله شي لا يحتمل، أنا أعتقد أن قلب الأم وحده آية من آيات الله الدالة على عظمته، ورد في بعض الآثار القدسية:
(( أن الأم حينما تموت يقول الله عز وجل: عبدي ماتت التي كنا نكرمك لأجلها، فاعمل صالحاً نكرمك لأجلك ))
يعني جزء من إكرام الله لك من أجل أمك، هذه الأم التي قدمت لك كل شيء، أول من يمسك بحلق الجنة أنا، يقول عليه الصلاة والسلام في الأدب المفرد في البخاري:
(( فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ـ مو معقول ـ قلت من هذه يا جبريل قال هي امرأة مات زوجها وترك لها أولاد فأبت الزواج من أجلهم.))
والله البارحة كنت أنا في أمريكا قبل عام طبيب دعاني إلى طعام وحدثني عن هذه القصة أخوتنا الكرام حينما جاءوا من فلسطين في وقت مبكر كان وضعهم المادي سيء جداً فعندنا في الشام حي اسمه المخيم يعني قال لي بيتنا غرفة واحدة فيه عشر أشخاص، لا كهرباء ولا ماء والطريق إلى الزفت حوالي يعني 200متر الطين 30سم الطين سائل في الشتاء، وأنا طالب طب ما في طريق أمشي في الطريق طين فكانت أمي تمسك لي حذائي وإبريق ماء وتسير في الطين أنا وإياها عند الزفت تغسل لي رجلي وألبس جواربي والحذاء وأذهب إلى الجامعة وتنتظرني الساعة الثلاثة مساء ـ ما عندي غير حذاء واحد للجامعة ـ والله ذكر هذا وبكى قال لي أنا ما أربع سنوات توصله إلى أول طريق الزفت وتنتظره مساء، حتى يبقى حذائه نظيف للجامعة، ولم تكحل عينيها برؤيته طبيباً توفيت، لكنها قبل أن تتوفى قالت له يا بني أوصيك بأخواتك البنات، أيضاً ظهرت منه بطولة لا توصف، قال لي أخواتي البنات جميعاً اشتريت لكل واحد منهن بيت في الشام، ولها معاش شهري، وأخوتي الذكور كذلك، قال حينما وصلت إلى أمريكا أعطوني 600دولار معاش قالت لي زوجتي يكفينا مئتين أرسل الـ 400 لأخوتك، هذه الأم أليست آية، قال لي مرة طلب مني كتاب ما معي ثمنه فباعت أساورها أو أسوارها لتشتري لي كتاب في الطب، فهذه المرأة التي قدمت لك كل شيء ألا تستحق أن تقدم لها كل شيء، لذلك الأم في الإسلام لو كانت مشركة ينبغي أن تبرها، لو أنها مشركة.
﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾
يعني العاق شيء غير معقول أبداً غير معقول إنسان يقاطع أمه، ولو كان على حق، هذه أدي الذي عليك وأطلب من الله الذي لك.
سؤال: ما هو أفضل شيء نتقرب به إلى الله في رمضان ؟
الجواب: طاعته وتلاوة القرآن والإنفاق في سبيل الله وقيام الليل في رمضان التراويح يعني، لأنه من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
سؤال: ما هي التوجيهات للفتيات الناشئات ؟
الجواب: يعني المرأة تقول دائماً أن الرجال فضلوا علينا بالعبادات لهم الجمع والجماعات، ولهم الجهاد في سبيل الله، نحن ما لنا ؟ نقول للأخوات الكريمات أنتن لكن عبادة تستقلون بها أنا سأسميها عبادة أعفاف الشباب من خلال الحجاب، فحينما تستر الفتاة مفاتنها عن الغادي والرائح وتكون لزوجها ومحارمها لا أن تكون سلعة مبتذلة، نحن عنا بالشام السيارة نمرتها حمراء عمومي وإذا كانت سوداء خصوصي، ما تكون عمومي هذه الفتاة، هي لمحارمها ولزوحها فقط ليست، للطريق مفاتنها فحينما تستر الفتاة مفاتنها في الطريق سهامت في أعفاف الشباب، أما إذا أظهرت مفاتنها وبين الشباب والزواج عشرين سنة قادمة، ماذا يفعل ؟ سينحرف فكلما ضاقت فرص النكاح ارتفعت فرص السفاح أبداً.
يعني بالمناسبة إذا قلت سألني واحد غني بماذا توصيني أقول له بإنفاق المال، أنت أول عبادة لك إنفاق المال، سألني واحد قوي من منصب رفيع ماذا توصيني إحقاق الحق وإنصاف المظلوم، أنت قوي لأنك سألني واحد عالم أقول له علم العلم أنت عالم، لو سألتني امرأة قال اعلمِ أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله، بهذا أوصيكن. وقبل قليل قلت فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي يعني مثلاً يعني سامحوني بهذا المثل لو أن فتاة تحب الله كثيراً وقامت قيام الليل وبكت في الصلاة وصار لها التجلي وفي الساعة الثلاثة تعبت كثيراً فقالت لأولادها أنتم دبروا حالكم اذهبوا على المدرسة طيب الابن ثيابه غير منتظمة، أكل قتلة من المعلمة وابن ثاني وضع سندويشته من غير كيس نايلون نزع الكتب كلها أكل قتلة ثانية والثالث حذائه غير، أنا أقول حينما تستيقظ الساعة الخامسة وتصلي الفجر قبل الشمس وتيهئ طعام لأولادها وتراقب ثيابهم، وتراقب وظائفهم،تعتني بهم، أقرب إلى الله من الأولى، لأنها عبدت ربها فيما أقامها أقامها أماً، إن عبدت ربها فيما أقامها فهي قربية من الله، فنقول للمرأة إذا كان فتاة سهامي بإعفاف الشباب واستري هذه المفاتن، هي دعيها لمن يحل له أن يراها، يحل له أن يراها زوجك، وإن كانت أم نقول لها حسن رعايتك لزوجك وأولادك يعدل الجهاد في سبيل الله.
سؤال: يقول أنه يريد كتاب يساعدنا على تربية أولادنا.
الجواب: والله أنا العبد الفقير لي ثلاثون شريط في تربية الأولاد، يعني وأذعيت مرات كثيرة في لبنان وفي غير لبنان أنا أقدمها هدية للمركز هنا ليكون متداولاً.
سؤال: أنا طالب جامعي والفتن تحيط بي من كل صوب في رمضان.
الجواب: هذا كلامي ما الفتن عنده يعني ؟ فتن النساء عنده، فلذلك غض البصر، لو قال لي شاب تنصحني بماذا، أقول له بغض البصر أول عبادة بالنسبة له، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، اتقوا النساء.
سؤال: هل يجب على والدي تزوجي إذا كان يستطيع ذلك ؟
الجواب: أنا والله أقول يجب، لأنه كفاك إثماً أن تضيع من تقوت الغرباء أنت لهم وغيرك لهم، أما أولادك من لهم غيرك، والله أيها الأخوة الأبوة الكاملة تكفي لدخول الجنة، عند ولدين زوجتهم حصنتهم، بزوجة مؤمنة طائعة، أمنت له بيت، هذا الأب الذي يفكر بتزوج أولاده بعده مقدس، والله عند بالشام آباء أبطال، ساكن بأحد أحياء دمشق الراقية ساكن ببيت ما عنده غيره يبيعه يشتري فيه أربع بيوت بالريف، يسكن بالريف هو، آخر عمره، حتى يزوج أولاده، هذا مو بطل، الأبوة الكاملة بطولة، في أب أناني، مرتاح ببيته ما بغيره، دبر حالك ابن أنا عصامي الآن ما في عصامي، الأمور صعبة جداً، فكل أب يفكر بتزوج أولاده حتى إذا عنده بنات أمن لكل بنت بيت، صار في شيء مغري، بنت مع بيت، ما المانع، والله من الدين هذا.
سؤال: من يفرق بين الذكر والأنثى.
جواب: والله هذا ليس من الدين أخوانا كلام خطير، يعبد الرجل ربه ستين عام ثم يضار بالوصية فتجب له النار، لا يعطي البنات شيء بس الذكور ليش ؟ أنت أفهم من الشرع أخي هذه لها زوج، بروح المال لزوجها، زوجها أقرب الناس لها، يعبد الرجل ربه ستين عام ثم يضار في الوصية فتجب له النار، كان عليه الصلاة والسلام يمسك بفاطمة حينما ولدت قال شمها وضمها وقال ريحانة أشمها وعلى الله رزقها، كان يقف لفاطمة إذا دخلت عليه، أنا والله أقف لابنتي، تأسياً برسول الله، لشدة كرامة المرأة في الإسلام، قال:
((أكرموا النساء والله ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً، من أن أكون لئيم غالباً ))
قال:
((إنهن المؤنسات الغاليات ))
كان إذا دخل بيته بساماً ضحاك قال:
((أوصيكم بالنساء خيرا ))
هن وصية رسول الله، هؤلاء الأزواج القساة هؤلاء مقطعون عن الله عز وجل.
سؤال: قال أحب أخاً في الله ولكني أشعر أن درجة حبه لي أقل بكثير من حبي له.
الجواب: النبي قال:
(( لا تصاحب من لا يرى لك من الفضل مثلما ترى له ))
نصحية النبي، صاحب إنسان يحبك كما تحبه، أيام تصاحب شخص غني كبير وأنت موظف، كل ما شافك كم يعطونك من معاش يصغرك، هذا اقطعوه، صاحب إنسان يقدر علمك وإخلاصك، قال:
(( لا تصاحب من لا يرى لك من الفضل مثلما ترى له.))
سؤال: كيف يجزى الكافر إذا عمل عملاً صالحاً ؟
الجواب: والله في كفار لهم أعمال صالحة لا تصدق، يحبوا الوجاهة والمصلحة الله يعزهم بالدنيا ويكرمهم لكن أرادوا الدنيا فأخذوها وما لهم في الآخرة من خلاق، الله أكرم وأجل من أن تفعل عمل صالحاً مطلقاً ولا يكرمك عليه، أكرم وأجل، ولو كان كافر، مرة أبو جهل أو أبو سفيان جاء أبو جهل إلى بيت رسول الله قبل البعثة فسأل فاطمة أين أبوك ؟ فقالت ليس في البيت قام ضربها، وحش، علم أبو سفيان حملها وذهب إليه وقال اضربيه، فالنبي قال يا ربي لا تنساها لأبي سفيان لا يضيع شيء، واحد أقام من على ثوب النبي ريشة قال جزاك الله خيراً، عود نفسك تشكر أي إنسان من لم يشكر الناس لم يشكر الله، أنا بس أتألم إذا كان كافر عمل عمل صالحاً وكان يبتغي به الدنيا يا حوينتك لو ابتغيت به وجه الله لكنت في أعلى عليين لذلك هناك أقوياء يدعون الكمال وحقوق الإنسان والإنسانية وحقوق الحيوان، أيام يزرعوا سن لكلب زرع عند بالشام زرع السن خمسين ألف بالسوري مو بالبناني، 50 ألف زرع سن، في بلاد الغرب تزرع أسنان للكلاب، تزرع لهم مفاصل يزرع لهم شريان في قلبهم، لهم طبيب نفسي، معه كآبة الكلب لأنه.
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
***
فهؤلاء الذين يدعون الكمال والرقي وحقوق الإنسان، هؤلاء لا بد أن يضعهم الله في ظرف صعب يظهرون كالوحوش، وقد ظهروا 90 بالمئة من المسلمين مأخوذون بالغرب، الآن ظهروا وحوش تماماً، وهذا أكبر نصر، لن تؤمن بالله إلا إذا كفرت بالكفر، من هوي الكفرة حشر معهم، ولا ينفعه عمله شيئاً، لن تؤمن بالله أي إذا كفرت بالكفر، الآن كفرنا بالكفر نحن الحمد لله.
أنا تكلمت كلمة سامحوني فيها، قلت مهما بلغ مظهرك الديني مهما كان مظهرك الديني صارخاً فإذا أعنت كافراً على مسلم خرجت من ملة الإسلام كلياً، هكذا قلت لو بلغت اللحية إلى أسفل السرة وأعنت كافراً على مسلم خرجت من ملة الإسلام كلياً، هذا الدين، ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها، فإذا سفكت دماء المسلمين بأيدي المسلمين إذا التقى المسلمان بسيفهما كانا على شفى النار، فإذا اقتتلا سقطا في النار الاثنين معاً، نحن في مشكلة كبيرة جداً، نحن بأسنا بيننا يا أخوان.
سؤال: أليس من الضروري أن توازن المرأة بين دعوتها وبين رعاية زوجها وأولادها ؟
الجواب: أنا رأي الموازنة كلام ذكي هذا، أما الأصل رعاية زوجها وأولادها الأصل الأولى، يعني أنت يجب أن تعبد الله فيما أقامك لكن في وقت، والزوج متسامح والأولاد زوجتهم، وما في أحد نفقتم والتفتت إلى الدعوة ما في مانع، أما أولاد صغار يريدون رعاية ومهملين في الطرقات، وين هذه الداعية ؟ في المحل الفلاني، هي تركت مهمتها الأساسية وتبعت شيئاً، كان يغنيها لو أنها أحسنت رعاية زوجها وأولادها.
سؤال: عن الزكاة ؟
الجواب: والله يا أخوانا موضوع الزكاة أنا لي رأي أرجو أن يكون واضحاً لديكم كل مبلغ على حدى متى جاء ومتى ذهب شغلة بدها هيئة محاسبة بواحد رمضان أو بواحد واحد مثل ما بدك، ادفع زكاة ما تملك بهذا الوقت، يأتيك مليون قبل بيوم ادفع زكاتهم، دفعتهم قبل يوم راح عليك زكاتهم، ما تدفع زكاتهم شو معك بواحد رمضان أريح طريقة سهلة بسيطة واضحة، ما فيها إشكال.
لكن مثلاً أخوانا التجار يفتح صفحة زكاة بدفتره بواحد شوال في عملية جراحية في إنسانه فقيرة ممكن يدفع الزكاة سلفاً، يدفعها بهدوء على مدار العام، بتكون حالة واضحة جلية محققة خالصة عندك قناعة فيها، أنا أدفع سلفاً بواحد رمضان علي مئة دافع ثمانين بدفع عشرين أما تدفع مبلغ كبير بيومين هتكبو كب، تعطيه لناس لا يستحقونه، بالمناسبة عند الإمام الشافعي دفع زكاة ماله لمن لا