"هذا هو حال الدنيا".. بعد الإخفاقات دائما تطالب القادة بالرحيل، أو يفكر بعضهم فى الخروج السلمى من المسئولية.. وإن كان هذا رأى الأغلبية، فإن رأيى مخالفا تماما لهم وأدعوك فى ظل الانتقادات والإتهامات بالتقصير التى يلقيها عليك معارضوك ساعة تلو الأخرى.. ألا ترحل.
لاترحل.. على الرغم من أنك أنت نفسك لاتعرف مصيرك خلال الأيام المقبلة، لأن حال البلد غير مستقر والجميع فى الميادين يطالبون برحيل نظام بأكمله، لكن عليك فقط أن تأخذ استراحة "محارب"، وألا تلتفت إلى منتقديك، فـ "سخافاتهم" لاتثمن ولا تغنى من جوع، حتى تعود أقوى مما كنت عليه، لتصب تركيزك على البناء خلال المرحلة المقبلة ورفع اسم مصر.
لاترحل.. وإن طالبوك بذلك ورفعوا ضدك الرايات وعلت صيحاتهم بالهتافات، لأنك توليت المهمة فى ظروف يصعب على أى بشر العمل فيها، وعلى الرغم من ذلك قبلت المهمة بشجاعة "المحنك" وتعاملت مع الأمر ببسالة وإقدام لا مثيل لهما.
لاترحل.. لأنك فعلت كل ما فى وسعك لتحقيق الإنجاز، وبالفعل ما حققته فى وقت قصير يجعلنا نرفع لك "القبعات"، وليس من حق معارضيك أن يجلدونك بالسياط لمجرد الإخفاق مرة واحدة.
لاترحل.. فأنت من أرتضيت العمل بأقل الإمكانات ودخلت "عش الدبابير" دون أن يوفروا لك أدوات المنافسة الحقيقية، وعلى الرغم من ذلك لم تتراجع ورفعت شعار "أكون أو لا أكون" فى مهمة لايقدر عليها سوى أمثالك.
لاترحل.. لأنه عند توليك المهمة "الثقيلة"، لم تتدخر جهدا وواصلت رحلاتك المكوكية فى ربوع المحروسة، فى الصعيد والدلتا والوجه البحرى، بحثا عن رجال تعتمد عليهم فى تلك المرحلة العصيبة والمهمة شبه "الإنتحارية"، وعاهدتهم وعاهدوك على النجاح.
لاترحل.. لأن رجالك الذين اخترتهم كانوا قليلى الخبرة، وخذلوك على أرض الواقع، وثقلت أقدامهم وباتوا غير قادرين على التقدم خطوة واحدة نحو النجاح، وعلى الرغم من ذلك التمست لهم كل العذر، وطالبت بعدم القاء اللوم عليهم لأن ذلك يرجع لضعف الأمكانات.
لاترحل.. حتى وأن اتهمك هؤلاء الرجال "الصغار" بأنك متحول ويتبدل حديثك معهم بين عشية وضحاها، لكن فى النهاية لايستطيع أحد أن يزايد على وطنيتك وحبك لهذا البلد ووضعه فى مكانة عالية على المستوى العربى والأفريقى والدولى.
لاترحل.. وإن أتهموك بالتركيز مع جماعة بعينها دون أن تضع مصلحة الوطن نصب عينيك، وأنشغلت بشئون جماعتك فقط دون الالتفات إلى إعلاء اسم "مصر"، لمجرد أنك من أصحاب اللحى أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم.
لاترحل.. لأنك تعمل وسط أشخاص لايجيدون فى حياتهم سوى "التنظير" وليس لهم عمل إلا نقد الآخرين فى حالة النجاح قبل الفشل.
لاترحل.. لأنك تحملت من الضغط العصبى ما لم يتحمله أحد، وعلى رأى المثل القائل: "اللى أيده فى الميه مش زى اللى ايده فى انار"، لأن الغالبية تركوك فى النار وجلسوا يشاهدونك فقط من الغرف المكيفة، ولم يكتفوا بالمشاهدة فحسب، بل أرادوا أن يشاركوك القرار فى وقت يحتاج فقط إلى قائد واحد وليس ألف قائد.
لاترحل.. وان قارن البعض بينك وبين أقرانك فى الدول الأخرى، لأنك لم تتوافر لك الأجواء والإمكانات التى توافرت لهم، لذلك مخطئ من يتوقع أكثر مما حدث، وينتظر النجاح فى ظل هذه الأجواء الضبابية.
لاترحل.. لأنك فى وقت النجاح خرج ألف وجه ليشاركك فيه، وعند إخفاقك ابتعد الجميع وحملوك وحدك فشل منظومة بأكملها يعمل فيها عشرات المنتفعين.
"لاترحل".. أعلنها بشجاعة ولا أخشى لومة لائم، واتحمل تماما مسئولية رأيى فى الأسمر الخلوق الكابتن ربيع ياسين المدير الفنى لمنتخب الشباب بعد خروج المنتخب من بطولة كأس العالم، لكن لاننسى أنه صاحب الإنجاز فى حصول منتخب مصر على كأس الأمم الإفريقية، تلك البطولة التى أنتزعها من فم الأسد فى ظل انعدام تام للنشاط الكروى فى مصر، وبإمكانات لاتكفى للمنافسة على بطولة الجمهورية.
:: 
الرئيسية
موضوع: لا ترحل 
