بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :
- ربما كتبت في القسم الإسلامي في المنتديات أو
- ذهبت إلى المسجد أو
- لبست ثياباً إسلامية أو
- عفوت عن ذقنك أو
- اعتمرت أو حججت أو
- عاملت الناس بأخلاق الإسلام أو
- حفظت الحديث تلو الحديث و الآية القرآنية تلو الآية أو
- تعلمت فنون الدفاع عن الإسلام و طرق هداية الآخرين للإسلام أو
- غصت في فقه و علوم الإسلام أو
- انتسبت لشيخ أو عالم أو
- تحملت الأذى في دفاعك عن دين الله عزوجل أو
- لازمت المسجد و قمت الليالي تصلي أو
- صمت الأيام تلو الأيام أو
- وعظت و نهيت أو
- جعلت لك وِرداً من قرآن أو ذِكرٍ أو
- نافست الآخرين في كل ما سبق أو ....
و كل هذا و أنت تسعد بنظرات التقدير و بسيرتك العطرة بين الناس و بالمديح يُكال إليك هنا و هناك , تخاف أن تقصر فيما عهدك الناس عليه بل تحاول اكتساب المزيد من المديح , تلوم نفسك أشد الملامة إن رأوك في غير ما تحب و تسارع لتصحيح ما يمكنك تصحيحه و ربما حلمت على أحد و أنت تنتظر في قرارة نفسك كلمات جميلات يذكرك بهن أو ربما بكلمة بعد مماتك تخرج من فيه (الله يرحمه) .
أخي المسلم : تكتب في القسم الإسلامي في المنتديات و تذهب إلى المساجد و تلبس ثياباً إسلامية و تعتمر و تحج و تعامل الناس بأخلاق الإسلام و ....
مرحى لك يا أخي و مرحى لانتقائك هذا , و كيف لا و أنت تتعامل مع أنفس البضائع و أرفعها مكانة و أغلاها ثمناً .
و لكن يا أخي إياك ثم إياك أن ترضى ثمناً بخساً لها , إياك أن ترضى بكلمات مديح هنا و هناك أو كلمة (الله يرحمه) , يخدعك بهن الشيطان اللعين و نفسك الأمارة بالسوء و أنت الذي يمكنك أن تحصل على أعظم الأجر مقابل بضاعتك الثمينة هذه , ألا و هو رضوان الله عزوجل عليك و عطاؤه و جنته و جواره و إبعاده لك عن نيرانه و عذابه .
كم غر الشيطان إنساناً وهو يسعى في دين الله عزوجل فجعله يقبل بكلمات مديح مقابل بضاعته الغالية النفيسة , و كم من إنسان أهدر و أضاع أثماناً عظيمة لقاء إرضاء نزوات نفسه الأمارة بالسوء , لقاء كلمات مديح هنا و هناك أو كلمة تقال بعد مماته (الله يرحمه) .
تقول لك نفسك الأمارة بالسوء و شيطانك اللعين عليك ببضاعة الآخرة فإن الله عزوجل يحبها و يرضاها لك , اذهب إلى المسجد و عِظ الآخرين أو تعلم علوم الإسلام و انشرها و... , و لكنهما أي نفسك الأمارة بالسوء و شيطانك اللعين يحثانك بالمقابل أن تقبل بثمن بخس عاجل لقاء هذا , أن ترضى بكلمات مديح و شهرة و جاه دنيوي و أن تترك الأجر الأخروي العظيم مقابل نشوةً دنيويةً فانية , يخدرانك و يسكرانك بها حتى لا تكاد ترى سواها .
- وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) البقرة
- أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) البقرة
- وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) آل عمران
- وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) النحل
- الآيات القرآنية مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم من موقع عبد الدائم الكحيل
الكاتب : اشرف محمد احمد مجاهد @ شبل الاسلام @