يحكى أن غراباً في غاية .. كانت الكائنات تتطير من صوته ..
وكلما بدأ بالنعيب .. تركت الطيور أماكنها وفرَّت ..
وبجواره بلبل .. إذا غرد وصدح .. صدحت الدنيا وراءه ..
لم يصبر الغراب على هذه الحال .. واغتاظ من البلبل .. ودبر له مكيدة ..
ثم إنه ذهب لإليه .. وقال :
إنك تزعج الأطيار بصوتك وتؤذيهم ..
عبس البلبل مستغرباً .. إذ ماهو متيقن منه أن العكس هو الصحيح .. ودار سجالٌ كلامي بينهما ..
ثم اتفقا أن يسألا أول من يطلع عليهما .. والفائز منهما يفقأ عين الخاسر ..
وكان أول من طلع ...... الخنزير ..
فاحتكما إليه .. فقال :
لا بد أن أصنع أصواتكما أولاً .. فبدأ البلبل يترنم ..
ولما فرغ هز الخنزير رأسه وقال ..
لا بأس بك .. والآن دورك يا غراب.. وأطلق الغراب حنجرته للعنان .. وكان صوته يصم الآذان .. ولما فرغ .. تظاهر الخنزير بالتفكير .. ثم قال بعد برهة :
الغراب صوته أجمل .ز وهو الفائز _ وكان قد اتفق الغراب معه من قبل_ .
فطار الغراب على وجه السرعة وفقأ عين البلبل ..
فبكى البلبل بكاءً مراً .. فسأله الخنزير :
هل تبكي لأنك فقدت عينك ؟!
قال : لا ! ولكني أبكي على هذا الزمان الذي حكَّم الخنزير بيني وبين الغراب