مَن أخبرَ الروح أن المصطفى فيه ؟!
أُهدي إليكَ نشيداً رحتُ أخفيهِ
بين الدموع ، حلاواتُ الهوى فيهِ
أهدي إليك فؤاداً راح يسكنهُ
عطرُ الحبيب، فما أزكى مغانيهِ!
بين الصِّحاح تجوبُ الروحُ سائلةً
عنه الحروفَ ، وكم جلّتْ معانيهِ!
لو كنتُ أدري حديثَ الركب إذ رحلوا
نحو الحجاز هوىً .. لو كنتُ أدريهِ!
شدوا الرحالَ وفي أرواحهم طربٌ
يحدو الجِمالَ ، فيطوي الدربَ حاديهِ
ساروا إليكَ وكان الشوقُ يحملهمْ
لكنّ شوقي أنا حارتْ أمانيهِ
ساروا إليكَ وراح القلبُ يسألهمْ
لو يعلمُ القلبُ أن الدربَ يبغيهِ !
أوْ يعلمُ الركبُ أن الروحَ تَسبقهمْ
نحو الحبيبِ ، فهل حقاً تلاقيهِ !
روحي تطير وتهوي عند مسجدهِ
من أخبرَ الروحَ أن المصطفى فيهِ؟!
***
يا رسول الإسلام
يارسولَ الإسلام ؛ إنَّ رجائي *** أنْ يسودَ الإسلامُ في الأرجـاءِ
أن يقودَ الإيمانُ كـل فـؤادٍ *** أن ينيـرَ القرآنُ كـلَّ فضـاءِ
أن يغيبَ الظلامُ من كل دربٍ *** ليصيرَ عمري دفقـةً من سنـاءِ
أنت فخري وأنت نُعمى حياتي *** أنت عمري يا سيـّدَ الأنبيـاءِ
أنت خيـرٌ و رحمـةٌ مهـداةٌ *** جئتَ تمحو مدامـعَ الصحـراءِ
أيُّ طهـرٍ عمَّ دنيـانا وعطـرٍ *** وسلامٍ سرى من نجاوى حـراءِ!
يارسول التوحيدِ ؛ إنَّ دعـائي *** أنْ يَظلّ التوحيـدُ ملءَ دمـائي
يارسول الإسلام ؛ إنَّ رجـائي *** أنْ تقول الأجيالُ : أين لـوائي ؟
* * *
عِطـرُ المدينة
وقالوا: (( وصلتَ مطارَ المدينهْ )) *** فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرىً أم ثراءً وطِئْتُ؟! وحِرتُ! *** وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ!
طويْتُ المكانَ.. طويتُ الزمانَ *** طويتُ الشراعَ.. أَرحتُ السَّفينهْ
وقلت: أسارعُ ألقى النبيَّ *** تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ!
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي *** أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ.. وعُدتُ سوايَ *** وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ *** وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سجدتُ ألبّي.. أسائلُ ربي *** لينصرَ جُنْدَ النبيِّ ودينهْ
وجئتُ المَقـامَ.. أريد السلامَ *** وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ *** ذكرتُ رياضَ الخلود وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مراحٌ لقلبي *** سناءٌ صفاءٌ نقاءٌ سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي *** أقمْ يا زمانُ ،أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ *** فقلبي حزينٌ.. وروحي حزينهْ
وقلتُ: ((أعودُ إذا شاء ربي)) *** وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ
* * *
إلى الأنصار قد وصل الرسولُ
( ووصل المهاجرون إلى الأنصار، يحملون لهم الهِداية لا الهَدايا ..
فاستقبلوهم بالحب والإيثار..
ولولا الأنصار، لما عُرف معنى الإيثار..
ولولا الهجرة ، لكان محمدٌ من الأنصار..
وقبل الهجرة في الأرض، كان المعراج في السماء ..
وبهما يتعلم المسلم من المهاجر الأكرم صلى الله عليه وسلم ،
كيف يهاجر على كافة المحاور ).
***
إلى الأنصار ترتحلُ الحُمولُ *** مهاجرةً ، وقائدُها الرسولُ
فيثربُ تنتشي السّعَفاتُ فيها *** ومكةُ تشـتكي فيها الطلولُ
أيرحلُ بدرُها في الليل منها؟!***سَلوا التاريخَ عن هادٍ يقولُ
لصاحبهأبا بكرٍ! تصبّرْ *** ولا تحزنْ ، فثالثنا الجليلُ )
دليلُ الدرب في البيداء يسري*** مع المختارِ في دربٍ تطولُ
دليلَ الدرب! تدري، لستَ تدري*** بهذا الدربِ أيّكما الدليلُ !
ألم تبصرْ ؟!.. له الآفاقُ ترنو*** وبين يديهِ تَرتعشُ السبيلُ !
خُطى القَصواء في الصحراء تحكي*** بُراقاً في سماواتٍ يجولُ
خُطى التاريخ قد وطأتْ خُطاها *** ليبدأ بعدها عهدٌ جميلُ
همُ الأنصارُ .. قائلُهم يقولُ: *** أيا بُشرى لقد وصل الرسولُ
همُ الأنصارُ .. إيثارٌ وحبٌ *** وأحمدُ في قلوبهمُ نزيلُ
همُ الأنصارُ .. قائلُهم يقولُ : *** ( وربِّك يا محمدُ لا نقيلُ.. )
همُ الأنصارُ .. إيمانٌ ونصرٌ *** وراياتٌ.. وتاريخٌ يطولُ
وحولَ محمدٍ حامتْ قلوبٌ *** و طافتْ حول ناقتهِ الخيولُ
وها إنـّا و إنْ كنا غفلنا *** فإنّـا بعد صحوتنا نقولُ:
هو الإسلامُ دينُ الله يبقى *** ويحمل صرحَه جيلٌ فجيلُ
وإنّا في العقيدة قد غُرسنا *** كما غُرستْ بطيبتنا النخيلُ
مع الهادي وصُحبتِه هوانا *** وشرحُ الحبِّ أمـرٌ يستحيلُ
مهـاجرةً وأنصاراً سنحيا *** رعيلُ الفتحِ يتبعُهُ الرعيلُ
***