بَيْننا بَحرٌ مِنَ الشوْقِ ،
سَبْعُ صَحارٍ من َ الألمِْ
و لَيلٌ طَويل..



*****

أحْترقُ هنا في ظلام الغَيْرةِ
و أنتَ هُناكَ
تُحْصي كَمْ قلباً بِكَ هامَ ،
و كمْ مِن صَبيةٍ
غَرَّها وَقعُ الكَلِماتِ !!

يا صَاحِبي ..

لَمْ أكُنْ يوماً جارية ً
في قُصُورِ الغَرامِ..

و لَسْتُ مَنْ يقبَلُ بِقَلْبٍ
نُقِشَتْ على جُدرانهِ عشراتُ الأسْماءِ ..

فمَا نَفْعُ العِشْقِ إذا اقْترنَ بالذلِ ؟

و ما نفْعُ حُبِ رجُلٍ
يَعْجزُ عنْ تَقدِيري حَق قَدْري ؟؟



*****


اعْلم أني شجَرةٌ
جُذورها ضَاربَةٌ في أرْض عِزةِ النفْسِ ..

فَإنْ حَلَّ بي رَبيعُ الحُبِّ ،
أزْهرَ الوَلهُ عَلى شفَتايَ
و فوْقَ جُفوني ..


و إنْ هَبَّتْ رياحُ خَريفِ الهَجْر،
أسْقطتُ عنِّيَ الأحْلامَ
و كلَّ الاعْتبَاراتِ..

و عَرَّيتُ أغْصَاني رَغمَ قسْوَةِ شِتاءِ البُعْدِ
و اسْتحْمَمتُ في قلْبِ العَراءِ ..

فيَكفيني كبْريَائي ليُدفِّئني
أو فَقط بَعضٌ مِن غُرورِي!!



*****




يا صَاحِبي


لسْتُ هُنا لأسْألكَ فُتاتَ الحُبِّ ،

أنا هُنا
لأعْرضَ عليكَ مَكْرَمة ً قد لا تَتكرَّرُ في عُمركَ مِن بَعْدي


لكَ أنْ تترَبَّعَ على عَرْش القلبِ
و تَرْتويَ مِن نبْع حُبٍّ صَافي ..

لكَ أنْ أكونَ نَديمَتكَ في الأسْحار ِ
و بلسَمًا لكُل ِالجراح ِ..

لكَ أنْ أكونَ سَندًا
و قاربًا يَرْسو بِكَ على ضِفَّة ِ الآمَان ِ..





*****


و لكَ يا صَاحبي ..
أن تَضَلَّ كما أنْتَ ،

مُحاطًا بِعَبق ِ مائة ِعِطْر ٍ

و دَفتر ِ عَناوين ٍ يَكادُ يتقيأُ مِنْ كُثر ِالأسامي ..

لكَ أنْ تتوَهَّمَ نشْوة العِشق ِ
و تَخْجلَ مِن قلبكَ كلَّما رَدَّدْتَ " أحِبك " على المَسامِع ِ ..

لكَ أنْ تَضلَّ وَحيدا كمَا أنتَ
بَيْنَ عابرَاتِ السَّبيل ِ ..

وَحيدًا ،
لحَدٍ يُـثيرُ الشفَقة َ في النَّـفس ِ !!



*****


هِيَ ذِي الصََّـفـْقـَة ُ،

فإنْ قـَبِلْــتَـها .. أَقـْـبـِـلْ

و سَـتَجدُني كمَا عَـهـِدْتـَني دَوْمًا
هَائِمة ً بكَ ،
مُغرَمَة ً حَدَّ الصَّبابَةِ ..

و إنْ لـَمْ تـَفـْعـَلْ .. فـَصَدِّقـْــني ،

بَعْدَ أسْبوعَيـْن ِ
بكَ لـَنْ أبَالي...!!