موضوع: إثبات الذات السبت يناير 26, 2013 9:34 am | |
| إثبات الذات ..لابد أن تسترخي.. فالحياة لن تكف عن إزعاجك... كيف استرخي والحياة لا تكف عن إزعاجي؟ كيف تعبر عن مشاعرك واحتياجاتك؟
ما هو توكيد الذات؟ توكيدهو أحد الطرق التي تستطيع بها التعامل مع الضغط والتوتر، والإزعاج، والضيق، والقلق، والضعف، وقلة الحيلة، واستقواء الآخرين المستأسدين المتنمرين.. في أحوال كثيرة لا نستطيع أن نرسم خطوطًا واضحة، أن نضع حدودًا، أن نتكلم عن حقوقنا، أن نقول (لا) للآخرين ولمطالبهم المستمرة وغير المبررة التي تؤثر على حياتنا.. هذه الصعوبة تؤدي بنا إلى المماطلة، المعاناة في صمت، الهروب من الطلبات الزائدة عن الحد لعدم القدرة على رد من طلبها، عدم إتقان العمل، التأجيل، النسيان.. وهى كلها طرق تعبر عن محاولات العقل الباطن للاحتجاج، وكلها طرق غير ناضجة.. إن كنا لا نستطيع أن نرفض طلبات الآخرين فسنظل طوال حياتنا رهنًا لأولويات الآخرين بدلاً من احتياجاتنا وهذا سيضع علينا ضغطًا إضافيًا ضارًا وغير ضروري. لو فشلنا في توكيد ذاتنا سيؤدي هذا إلى تراكم الغضب وسنجد أنفسنا جسديًا وعاطفيًا على مشارف الانفجار.. وأحيانًا نشعر أن الطريقة الوحيدة التي نلبي بها احتياجاتنا ونتجنب أن يجرفنا التيار هي المقاتلة من أجل حقوقنا. عندما يرهبنا أو يخيفنا الآخرون لا شعوريًا نميل إلى إخافة الآخرين بدورنا ونجد أنفسنا وقد وقعنا في صراع مستمر وضغط لا ينتهي إضافة الإحساس الذنب والوحدة.. إن الحياة والتواصل مع الآخرين لها عدة طرق نستطيع اتخاذها وعادةً ما تكون تلك التفاعلات هي سلوكيات من ثلاثة أساسية.. 1. السلبية (الشخصية العصابية الانصياعية). 2. العدوانية (الشخصية العصابية العدوانية). 3. توكيد (الشخصية الناضجة). الشخص العصابي: هو شخص تسهل استثارته حيث ينفعل بالأحداث التافهة، ويشعر دائمًا بالتهديد والتشاؤم وعدم الاستقرار.. ويميل إلى المبالغة والتطرف. ويعتبر العصابة هو الشرط الأساسي للقلق المرضي، فالقلق هزيمة ذاتية وخبرة شخصية للفرد يطرحها على العالم ويتولد نتيجة استعداد ذاتي للانهزام. والشخص العصابي عادةً ما يهرب ويتجنب المواقف التي تثيره وتثير القلق لديه، فيتحول إلى شخص انسحابي يميل إلى تجنب المشاكل بدلاً من مواجهتها ومتفرج على الحياة بدلاً من مساهم فيها. وهو لا يستطيع التعبير عن مشاعره الحقيقية ولا يستطيع معارضة أحد.. ويرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها كما لا يستطيع التعبير عن الحب. كما يفتقد الاتصال السليم بالآخرين لانشغاله الدائم بمشاكله الداخلية.. كالزوج الذي يغضب زوجته ويلومها إذا اشتكت متاعبها لوالديها.. والأستاذ الذي يطلب من تلاميذه التفكير باستقلالية فإذا فعلوا غضب وشعر بالإهانة.
ويعتبر العصبي ضحية تصرفاته الاجتماعية الخاطئة.
تحليــــل الشخصيـــــة العصابيـــــة أولاً: الجوانب الانفعالية 1.من الناحية الوجدانية: · يسهل استثارة هذا الشخص. ·ينفعل بصورة تعطل إمكانياته الفعلية وهذا يؤدي به إلى الإصابة بالتوتر الشديد والعصبية لمواقف بسيطة، وهذا لا يترك له طاقة لمواجهة المواقف الصعبة. ·الشخص العصابي يصبح ضحية لانفعالاته العصبية الحادة. ·عادةًَ ما يصفون أنفسهم بـ "أشعر أنني في سجن، أشعر أنني ممزق، أشعر أنني على حافة الجنون.." ·بالرغم من سيطرة الانفعالات وشدتها فهو شخص يواصل العمل والنشاط وهو مستبصر بحالته وعلى ما يحدث من تصرفات وسلوك شاذ وهذا بعكس المريض الذهاني الذي لا يرى في تصرفاته أي شذوذ أو خطأ. 2.من الناحية الاجتماعية: ·دائمًا يهرب ويتجنب مشاكله بدلاً من مواجهتها، ولما كانت مصادر الخوف والقلق في حياته متنوعة ومنتشرة فهو يتحول في النهاية إلى كائن عاجز وانسحابي، وتتقلص حياتهم إلى حلقات ضيقة.. فحياتهم تخلو من الإثارة وتمتلئ بالكف والقيود وهو بذلك يبعد نفسه عن العالم وينغلق على ذاته ولا يطور من مهاراته وقدراته. ·وهم ظاهريًا يعرفون على أنفسهم شخصيات سهلة يعتمد عليها لأن بانسحابهم عن العالم وبتوجههم لأنفسهم كمراقبين للعالم يتجنبون الصراع من أجل المادة أو المركز أو القوة ويتجنبون أن يطلبوا من الآخرين إسداء خدمة، وأحيانًا ما يرفضون حتى الخدمة إذا قدمت لهم لأنهم يحتاجون لرد الجميل والاعتراف بالعالم والدخول في علاقات اجتماعية نشطة، فهو لا يحب أن يأخذ كما لا يحب أن يعطي.. وإن أعطى فإنه يريد أن يثبت للآخرين أنه الأفضل والأقوى وهذا بطبعه غير سوي وغير ناضج لأنه غالبًا ما يكون عطاءًا ماديًا فقط. 3.التعبير الحر عن الانفعالات: ·يجد الشخص العصبي صعوبة في التعبير الحر عن الانفعالات فتقل قدرتهم على تبادل المشاعر، لهذا نجد أن العصبي يقمع رغبته في التعبير عن مشاعره أمام الآخرين ويكتم معارضته واختلافه أو يرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها، أو يعجز عن التعبير عن الحب والاستمتاع بالأشخاص أو الأشياء التي يحبها. فهو إما أنه لا يحظى باحترام الآخرين أو أن يتحول إلى شخص عدواني خوفًا من فقدان الهيبة والتقدير أو أن يتذبذب بين الخضوع والعدوانية. 4.الاتصال الاجتماعي بالآخرين: ·يفتقر هذا الشخص إلى العلاقات كالإيصال الذي يتم بين الأب وأبنائه، أو الرئيس ومرؤوسيه، فنجد أن علاقاته يملأها الصراع والنزاع وهذا نتيجة انشغاله بمشكلاته الداخلية وسوء تأويله للخلافات عندما تحدث، وهذا بدوره يؤدي إلى انقطاع الاتصال السليم بالآخرين. ·ومن اضطرابات الاتصال لدى العصابيين ما يعرف بالرسائل المزدوجة.. وهو أن يتصرف الشخص العصبي بطريقة معينة ولكنه يتوقع استجابة أخرى.. وإن لم يحظى بهذه الاستجابة فإنه ينفعل وينشأ الصراع بسبب هذا الخلل وبهذا فهو يحول الأطراف الأخرى التي تتفاعل معه إلى ضحايا محكوم عليهم بالفشل مهما كان قرارهم واختيارهم. · لكن الشخص العصبي قد يتحول نفسه إلى أن يكون ضحية، وتجنب الناس له يكون بسبب محاولاته الدائبة لوضعهم في مواقف مستمرة من التأنيب واللوم مما يدفعهم للتعامل معه على نحو متناقض، وهنا تتفجر المشاعر العصبية من قلق واكتئاب ومشاعر الوحدة والانعزال والمخاوف الاجتماعية والتأنيب الذاتي وغيرها من المشاعر التي تظهر في الأشخاص العصبيين. ثانيًا: أخطاء التفكير في الشخص العصبي ·العصاب كاضطراب نفسي لا يمكن عزله عن الطريقة التي يفكر بها هذا الشخص وعما يحمله عن نفسه وعن العالم من آراء ومعتقدات واتجاهات. فإن معتقداتنا تحكم سلوكنا فنجده يبالغ في التفكير في الأمور الحياتية العادية وبالتالي فهم يميلون دائمًا للقلق والاضطراب الانفعالي لأتفه الأسباب. ·ونتيجة المعتقدات الفكرية الخاطئة التي ترتبط بالانفعال والتوتر فإنه يتصرف بطريقة أقل مما تسمح به إمكانياته وهو بذلك يوقع الهزيمة بنفسه عند تحقيق أهدافه، وبالرغم من قدراته المتعددة فهو دائمًا يخشى الفشل ويقلق من التطور أو يتجنب تمامًا المواقف التي تقلقه. مثــــــــــــــال: الاعتقاد الخاطئ بأن الإنسان يجب أن يكون مؤيدًا ومحبوبًا من الجميع وأن يؤيده ويقبله الجميع وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فإنها ستكون كارثة ومصدرًا لكل المنغصات.. كثير من العصبيين يفكرون بهذه الطريقة فيبالغون في وضع قيود لتصرفاتهم وإدراكهم للآخرين. ·المبالغة في إضفاء الدلالات عند التعامل مع العالم أو الواقع وذلك كتصور الخطر والدمار وهذا يؤدي بدوره إلى القلق والإحساس بالتهديد دائمًا فتأخر الأطفال في المدرسة قد يفسر على أن خطرًا قد لحق بهم ومرض أحد أفراد الأسرة يعني أنه سيوشك على الموت. ·التعميم من الجزء إلى الكل.. فإن فشل العصابي في تحقيق هدف ولو صغير يعني لديه أنه إنسان فاشل لا يحسن التصرف، وبعد صديق عنه قد يعني أنه لا توجد صداقة وأن العلاقات الإنسانية كزيفه. ·التوقعات السلبية السيئة.. وبدون التوقعات السلبية السيئة يصعب علينا تشخيص العصبي لأنه قد يوجد التعميم والتطرف كأخطاء في التفكير ولكن مصحوبان بتوقعات إيجابية.. فالتفكير العصبي تفكير كوارثي، أى أنه يرى ويتوقع المصائب والكوارث وأسوأ الأمور حتى وإن كانت الحادثة أو الخبرة التي تثير هذه التوقعات ليست بالضرورة على هذا القدر السيئ. لهذا تتميز اتجاهات العصبيين نحو أنفسهم ونحو الآخرين بعدد من الخصائص الفكرية منها: 1) الميل إلى إدانة الآخرين عندما لا تسير الأمور بالشكل الذي يجب أن تسير فيه.. فيعزو تأخره على ميعاد العمل إلى الزحام والمواصلات وإلى سائق الأتوبيس وغيرها، ولا يرجع الخطأ إلى نفسه وأنه استيقظ متأخرًا أو ما شابه. والطفل العصبي يلوم أبويه بعدم الحب إن أرادوا نصحه أو تقويمه. 2) أخطاء الحكم والاستنتاج.. مثلاً: قد يعزف عن التقدم لعمل جديد ومناسب لأنه رفض في عمل سابق، فهو يقوم بعملية استنتاج خاطئة عندما يرى أن إمكانياته ومواهبه لا تتناسب مع العمل الجديد. ثالثًا: إمكانيات الشخص العصابي ·لا يطور إمكانياته ومواهبه بل يتجه بدلاً من ذلك إلى التطور بنفسه بطريقة تخلو من الاتساق والانتظام، فتتأرجح حياته بشدة بين صورته المثالية عن نفسه وإمكانياته.. وواقعه الحقيقي وإمكانياته الفعلية، ولا يقبل بحل وسط أو بالاعتدال فهو ببساطة إما شخص مثالي كامل أو لا شئ، فهو لا يستطيع أن يكون مجرد إنسان عادي أو فاضل بل يجب أن يكون بين الأفاضل قديسًا.. ولا يستطيع أن يحتمل مواقف المنافسة الصحية مع الآخرين لتحقيق ما يريده لأن ما يريده هو أن يتفوق على الجميع في كل الأشياء. ·العمل الممتاز بالنسبة له لا يكفي لأن أى عمل يعمله يجب أن يكون كاملاً وناجحًا نجاحًا مطلقًا وهو لا يطلب الكمال من نفسه بل يطلبه من الآخرين الذين يحتكون به من أفراد الأسرة أو الزملاء والأصدقاء.
|
|
موضوع: رد: إثبات الذات السبت يناير 26, 2013 9:41 am | |
| شكرا لك طرح راائع |
|