موضوع: قصة البلبل الصغير الثلاثاء يناير 29, 2013 12:18 am
في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ، ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع.
عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً ، مَهموماً ، يائساً ، وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع .
فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده ، فعادَ مُنكسِراً ، مُتَحطِّماً ، لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار .
وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة .
فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل ، أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول ، ولا يَتحدّثُ معه .
وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ، ولا يَلعبُ معها .
لقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ ، دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان .
وعن طريقِ الإشارات ، سألَ الكثيرينَ من أصدقائه ، فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء ، وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل ، فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة .
والمياه ، والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء ، والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة ، وتَفرَحُ له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان ، أما الآن ، فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء .
رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن : يا إلهي ،
كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟! ساعِدْني يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع ؟
حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ، أبصَرَ - في نُقطةٍ بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها
حَمامةً جَريحة ، وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ بهذا الحمل ، لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة .
انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة .
وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت ، بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ ويَدُقّ .
لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض .
ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر .
فلم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ ، فإذا هو يَصيحُ بقوّة : انتَبِهي ، انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة ، الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك .
توقّفَ البلبل ، وبَدأ يُفكِّر ، لم يُصدِّقْ في البداية ، لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه ، لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية ، فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة ، رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء ، وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة .
إحساس انثى
دوشـآإأويـه
عدد المساهمات : 2578
نقاط : 4750
اإلتقََـِِيِِيِِم : 22
تاريخ التسجيل : 05/09/2012
رسالة
موضوع: رد: قصة البلبل الصغير الثلاثاء يناير 29, 2013 12:19 am
رائع يسسلموو
تحياتي
ملك الحصريات
ש عـضـو مـلـكـي ש
عدد المساهمات : 10160
نقاط : 18757
اإلتقََـِِيِِيِِم : 103
تاريخ التسجيل : 11/01/2013
العمر : 44
الموقع : منتديات ميدو
رسالة
موضوع: رد: قصة البلبل الصغير الثلاثاء يناير 29, 2013 9:07 am
شّكرٱ لك على ٱلموِوِضع ٱلرٱئع مٱ شّٱء ٱللۂ عليّك وِعلى ٱبّدُٱعٱتُكفُيّ ٱنٌتُضٱر جَدُيّدُك فُيّ ٱقَربّ وِقَتُمع تُحًيّٱتُيّ لك على مجَۂوِدُك
maceka
عضو رائع
عدد المساهمات : 388
نقاط : 606
اإلتقََـِِيِِيِِم : 0
تاريخ التسجيل : 31/01/2013
العمر : 34
رسالة
موضوع: رد: قصة البلبل الصغير الجمعة أبريل 05, 2013 11:15 pm
يـسلـموو على آلطرح جزآك آلله خير
uday
عضو مميز
عدد المساهمات : 119
نقاط : 189
اإلتقََـِِيِِيِِم : 0
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 25
رسالة
موضوع: رد: قصة البلبل الصغير الخميس أبريل 25, 2013 5:57 pm
بارك الله لك وشكرا على المرور ........ نورت الموضوووع
uday
عضو مميز
عدد المساهمات : 119
نقاط : 189
اإلتقََـِِيِِيِِم : 0
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 25
رسالة
موضوع: رد: قصة البلبل الصغير السبت يونيو 08, 2013 5:11 pm
بارك الله لك وشكرا على المرور ........ نورت الموضوووع