والمخلص هو الذي حفظه ربه (تعالى) فسلّمه من شر الالتفات إلى الناس والشكاية إليهم ، والطمع فيما عندهم ، والخوف منهم ومداهنتهم ، والتملق لهم ، وطلب رضاهم على حساب الحق ؛ فالإخلاص هو سر التوفيق وهو بوابة حيازة الخيرات والقربات وقبولها من الله الذي يحب المخلصين الذين باعوا أنفسهم وأوقاتهم وكل ما يملكون لربهم قال تعالى : [ قُلْ إنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ][الزمر : 11]
الموفق هو ذلكم المحسن للآخرين العطوف عليهم الذي يقلقه شجون المصابين وأنات المساكين والمشردين والمحرومين والمظلومين ، فهو يسعى بكل سبيل ليكفكف عبراتهم ، ويضمد جراحهم ، ويمسح على رؤوسهم ليرد إليهم اعتبارهم وينفي كربهم ويدخل السرور عليهم يوم نسيهم المسلمون وانشغلوا بأنفسهم وشهواتهم وكماليات حياتهم .
وحسن الخلق أثقل شيء في الميزان، وأما سلامة الصدر من الغلّ والغشّ والحسد فهو من توفيق الله للعبد؛ لأنه من أسبابِ دخول الجنّة كما جاء في الحديث والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه:
الموفق حقاً هو الذي نجاه ربه وسلمه من شر كبائر القلوب الخفية كالغل والحسد وسوء الظن بالآخرين واتهام نياتهم والوقوع في أعراضهم والوشاية بهم والسقوط في الغيبة والنميمة والكذب المُبطّن ؛ فما أسوأ حال من كانت هذه صنعته وما أبعده عن التوفيق ؛ لأنه من شرار الناس ، فعن (عبد الرحمن بن غنم) يبلغ به النبي :
(خيار عباد الله : الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله ، وشرار عباد الله المشّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبُرآء العنت) رواه أحمد والحديث صحيح .
جميل احساس موضوع مميز جدا يسلمو
يارب الاستفاده للجميع منه