في الماضي كان من
الصعب الحصول على الخضروات في الشتاء، لهذا فإن صناعة الكيمتشي كانت وسيلة
مناسبة للحصول على القيم الغذائية الكامنة في الخضروات التي يحتاجها الجسم
خلال موسم الشتاء البارد. صناعة الكيمتشي تتطلب القيام بعملية تخمير فريدة
توفر إنزيمات غذائية إضافية.الكيمتشي طبق غذائي مفيد ظل صامدا معطاء على
مدى 5 آلاف عام.



الكيمتشي
هو طعام صحي مخمّر، والمكونات الرئيسية لعمل الكيمتشي هي الكرنب المنقوع
في الماء المالح ومسحوق الفلفل الأحمر والفجل والكراث والثوم المهروس
والزنجبيل وصلصة السمك والمسطردة والسكر. استعمال المكونات الكورية الأصلية
يجعل من طبق الكيمتشي طبقا كوريا متميزا.
مذاق الكرنب قد يختلف باختلاف
التربة والمناخ. الملح البحري المستخرج من بحر الغرب ذو مذاق مختلف هو
الآخر عن بقية أنواع الملح. مسحوق الفلفل الأحمر المصنوع من الفلفل الطازج
الذي ينمو في كوريا مختلف كذلك وهو مكون رئيسي من أجل المذاق الخاص والفريد
للكيمتشي. أما الحرص والمودة والحب الخالص الذي تبذله النساء الكوريات في
عمل الكيمتشي هو العامل الأهم ربما.



صلصة
السمك تلعب دورا مهما في عمل الكيمتشي لأنها تعوض نقص البروتين في
الخضروات. لهذا يعتبر الكيمتشي طعاما مكتملا من الناحية الغذائية. ولأن
صلصة السمك تحتوي على مواد تتحول إلى دهنيات، فالكيمتشي يحتوي بذلك على
العناصر الغذائية الرئيسية الخمسة التي يحتاجها الجسم. صلصة السمك ذات
النوعية الجيدة تضمن عمل كيمتشي ممتاز. وهذا هو سبب الزحام والتدافع الذي
نلحظه هذه الأيام على محلات بيع صلصة السمك في الأسواق الكورية.
تم خلال
الفترة من الرابع وحتى السادس من نوفمبر تنظيم المهرجان السنوي الرابع
للروبيان المخلل على ضفاف نهر الهان في حديقة كأس العالم في مابو في سيول.
وضع بعض الروبيان المخلل مع الكيمتشي يجعله طازجا لذيذ المذاق حتى موعد
حلول فصل الربيع. الروبيان الذي يتم تخليله من أجل عمل الكيمتشي يكون
بمواصفات خاصة ويتم تخميره وفق طريقة خاصة.
كما أنه يلاحظ في كوريا أن
أسراً وعائلات بأكملها تكون مشغولة ومنهمكة تماما في عمل الكيمتشي اللازم
في موسم كيم جانغ الشتوي الذي هو كذلك موسم لتذكر الفقراء والمحرومين. في
يوم السبت الموافق ال12 من شهر نوفمبر وصل نحو 1300 رأس من الكرنب إلى مركز
خيري في يونغ دونغ بو، وكانت الشريحة الاجتماعية المستهدفة بذلك هي أولئك
الذين لا يملكون، ولا يستطيعون عمل الكميات التي يحتاجون إليها من
الكيمتشي.
ولأن الكيمتشي بدأ في اكتساب الكثير من الشعبية والرواج حول
العالم، فقد صار هناك الكثير من الدورات والبرامج التدريبية الخاصة بتعلم
عمل الكيمتشي وخاصة وسط السائحين. ومن بين هذه البرامج برنامج باسم " البيت
الكوري" في وسط سيول.



وبسبب
المعلومات الكثيرة التي انتشرت حول العالم عن مذاقه الشهي اللذيذ ومزاياه
الصحية المتعددة، فقد انتشر بالتالي الكثير من موجات الإقبال على شراء
الكيمتشي في العديد من المناطق حول العالم، خاصة في الصين واليابان. وقد
كان لتكرر ظهور هذا الطبق اللذيذ في العديد من المسلسلات والأفلام الكورية
التي تم عرضها في الخارج خلال فترة ما عرف باسم الهاليو أو الموجة الكورية
اثر كبير في هذا الانتشار والإقبال. وقد نال مطعم في نيويورك الكثير من
الشهرة عندما بدأ في تقديم سندوتشات هوت دوغ ومقانق مع شرائح الكيمتشي.
الكيمتشي
طعام كوري تقليدي آخذ في الانتشار حول العالم، وهناك الكثير من الإحصائيات
والبيانات والمؤشرات الخاصة بذلك. ثلاجات حفظ الكيمتشي هي منتجات كهربائية
محلية الصنع كان بيعها محصورا داخل كوريا ومقتصرا عليها وحدها، لكن
الأرقام تقول الآن غير ذلك، فقد تم مؤخرا تصدير أعداد لا بأس بها من ثلاجات
حفظ الكيمتشي للخارج. الكيمتشي طعام كوري قابل للانتشار والتمدد وربما
الإدمان بمذاقه الشهي ونكهته اللطيفة وطعمه اللذيذ.