سورة العصر مكية وقد جاءت فى غاية الايجاز والبيان لتوضيح سبب سعادة الانسان او شقاوته ونجاحه فى هذه الدنيا او خسرانه ودماره.
بسم الله الرحمن الرحيم
( والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
(والعصر ان الانسان لفى خسر): اى اقسم بالدهر والزمان لما فيه من اصناف الغرائب والعجائب والعبر والعظات على ان الانسان فى خسران لانه يفضل العاجلة على الاجله وتغلب عليه الاهواء والشهوات.
(الا الذين امنوا وعملوا الصالحات): اى جمعوا بين الايمان والعمل الصالح فهؤلاء هم الفائزون لانهم باعوا الخسيس بالنفيس واستبدلوا الباقيات الصالحات عوضا عن الشهوات العاجلات.
(وتواصوا بالحق): اى واوصى بعضهم بعضا بالحق وهو الخير كله من الايمان والتصديق وعبادة الرحمن.
(وتواصونا بالصبر): اى وتواصوا بالصبر على الشدائد والمصائب وعلى فعل الطاعات وترك المحرمات.
حكم الله تعالى بالخسار على جميع الناس الا من اتى بهذه الاشياء الاربعة وهى: الايمان والعمل الصالح والتواصى بالحق والتواصى بالصبر فان نجاه الانسان لاتكون الا اذا كمل الانسان نفسه بالايمان والعمل الصالح وكمل غيره بالنصح والارشاد فيكون قد جمع بين حق الله وحق العباد وهذا هو السر فى تخصيص هذه الامور الاربعه.