السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم جبت لكم موضوع مهم وحبيت اكتبه إليكم وإن شاء الله يفيدكم
لماذا كتب الله الموت؟
كتب الله الموت على الانسان والمخلوقات ليحاسبوا على ما كلفهم به .
فقد خلقهم لعبادته ،فمنهم من أذعن لأول مره فسمتْ نفسه ونقتْ سريرته ،وصفتْ روحه ،فكان من الفائزين .
ومنهم من لم يعمل لله حسابا،أو خدعته نفسه أوقهرته شهوته ،أو غلبه الشيطان ، فكان من الخاسرين .
وحتى تسير الدنيا التى خلقها الله لهم على حال مستقر وجعل الموت غير معلوم ليكون دائما على أهبة الإستعداد فلا يظلم ولا يفسق ولا يفسد .. بل يلتزم لئلا يأتيه الموت على حالة عندها يغضب الله
الملاحدة ..والملحدة ..والموت :
اللملاحدة : وهم الذين ينكرون وجود الله ويسمون بالزنادقة.
والملحدة :أصحاب الذهب الفلسفى المعروف.
ولا نرد على الملاحدة لأنهم يجب أ ولا أن يؤمنوا بالله ثم نناقشهم فى قضية الموت وغيره أما الملحِدة :فقد يذهب أُناس من الإسلاميين بمذهبهم ولقد ناقشت بعضهم وهم كثير وهم ينكرون جملة عذاب القبر وأنه ليس له حقيقة .......وأحتجوا بأن قالوا :إنا نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة عميا صما يضربون الناس بمطارق .............الخ وكذلك لو كشفنا عنه فى كل حالة لوجدناه فيه لم يذهب ولم يتغير ،وكيف يصح إقعاده ونحن لو وضعنا الزئبق بين عينيه لوجدناه بحاله فكيف يجلس ويضرب ولا يتفرق ذلك ؟وكيف يصح إقعاده وما ذكرتموه من الفسحة ؟ ونحن نفتح القبر فنجد لحده ضيقا ، ونجد مساحته على حد ما حضرناها لم يتغير علينا ، وكيف يسعه ويسع الملائكة السائلين له ؟ وإنما ذلك كله إشارة إلى حالات ترد على الروح من العذاب الروحانى وأنها لاحقائق لها على الموضوع البتة ولكننا نرد عليهم لإنكارهم وتزيفهم للحقائق
قال العلامة القرطبى :
إنّا نؤمن بما ذكرناه ...ولله أن يفعل ما يشاء من عقاب ونعيم .ويصرف ابصارنا عن جميع ذلك .بل يغيبه عنا فلا يبعد فى قدرة الله تعالى فعل ذلك كله إذ هو القادر على كل ممكن جائز فإنا لو شئنا لأ زلنا الزئبق عن عينه ثم نضجعه ونرد الزئبق مكانه وكذلك يمكننا أن نعمق القبر ونوسعه حتى يقوم فيه قياما فضلا عن القعود وكذلك يمكننا أن نوسع القبر مائتى ذراع فضلا عن سبعين ذراعا والرب سبحانه وتعالى أبسط منا قدرة ...وأقوى منا قوة ....وأسرع فعلا وأحصى منا حسابا ((انما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ))ولا رب لمن يدعى الإسلام إلا من هذه صفته فإذا كشفنا نحن عن ذلك رد الله سبحانه الأمر على ماكان نعم ....بل لو كان الميت بيننا موضوعا فلا يمتنع ان يأتيه الملكان ويسألاه من غير أن يشعر الحاضرون بهما ويجيبهما من غير أن يسمع الحاضرون جوابه .
ومثال ذلك : نائمان بيننا أحدهما ينعم والآخر يعذب ولا يشعر بذلك أحد ممن حولهما من المنتبهين ثم إذا استيقظا أخبر كل واحد منهما عما كان فيه . قال بعض علمائنا :إن دخول الملك القبور جائز ان يكون تأويله : اطلاعه عليها وعلى أهلها, وأهلها مدركون له عن بعد من غير دخول ولا قرب .ويجوز ان ينبشها ثم يعيدها إلى مثل حالها على وجه لا يدركها أهل الدنيا ويجوز أن يكون الملك يدخل من تحت قبورهم من مداخل لا يهتدى الانسان اليها .
وبالجملة ..فأحوال المقابر وأهلها على خلاف عادات أهل الدنيا فى حياتهم فليست تنقاس أحوال الآخرة على أحوال الدنيا وهذا مما لا خلاف فيه ولولا خير الصادق بذلك لم نعرف شيئا مما هنالك .فان قالوا :كل حديث يخالف مقتضى المعقول يقطع بتخطئه ناقله ونحن نرى المصلوب على صلبه مدة طويلة وهو لا يسأل ولا يحيا ،وكذلك يشاهد الميت على سريره وهو لا يجيب سائلا ولا يتحرك ومن إفترسته السباع ونهشه الطيور ،ومدارج الرياح ،فكيف تجتمع أجزاؤه ؟ام كيف تتألف أعضاؤه ؟
وكيف تتصور مساءلة الملكين لمن هذا وصفه ؟أم كيف يكون القبر على من هذا حاله روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟
والجواب عن احدهما :
إن الذى جاء بهذا هم الذين جاءوا بالصلوات الخمس وليس لنا طريق إلا ما نقلوه لنا من ذلك .
الثانى :ماذكره القاضى لسان الامة وهو أنّ المدفونين فى القبور يُسألون ،أما الذين بقوا على وجه الارض فأن الله تعالى يحجب المكلفين عما يجرى عليهم ،كما حجبهم عن رؤية الملائكة مع رؤية الأنبياء عليهم السلام عليهم . ومن أنكر ذلك فلينكر نزول جبريل عليه السلام على الأنبياء عليهم السلام ....وقد قال الله تعالى فى وصف الشياطين :
((إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) صدق الله العظيم
الثالث :قال بعض العلماء :لا يبعد أن ترد الحياة الى المصلوب ونحن نشعر به كما أنا نحسب عليه ميتا ..وكذلك صاحب السكتة وندفنه على حساب الموت ومن تفرقت أجزاؤه فلا يبعد أن يخلق الله الحياة فى أجزائه.قلت : ويعيده كما كان. وقد ثبت فى السّنة من حديث الرجل الذى أمر بحرقه بعد موته ......وهو فى الصحيحين.
الرابع : قال أبو المعالي : المرضي عندنا :أن السؤال يقع على أجزاء يعلمها الله تعالى من القلب أو غيره ،فيحييها ويوجه السؤال إليها .
وذلك غير مستحيل عقلا قال بعض علمائنا : وليس هذا بأبعد من الذر الذى أخرجه الله من صلب آدم عليه السلام واشهدهم على أنفسهم :
ألست بربكم ؟ قالوا :بلى .
وإن شاء الله أكون قد أفتدكم