لعقود خلت، قيل للأهل بأن الطريقة
الأفضل لجعل الطفل، الذي لم يعد بحاجة إلى الأكل ليلاً، ينام طوال الليل،
هي في تركه يبكي. بمعنى آخر، ضعي طفلك في سريره، أغلقي الباب، واتركيه
“يزعق باكياً”. على رغم اختلاف الآراء حول هذه الطريقة، إلا أن الفكرة
العامة هي ذاتها: فبعد أسبوع من إهمال بكاء طفلك، سيعتاد على النوم وحده.
فعندما لا تتجاوبين مع بكائه، كما تؤكّد النظرية، يتعلّم الطفل أن لا جدوى
من البكاء إلى هذا الحد.
بعض الخبراء لا يمانع من استعمال تلك الطريقة بحدود ولا يفترض أن تُستعمل
مع أطفال تحت سن الستة أشهر. يوصي خبراء ألاّ تترك الأم طفلها يبكي ببرودة
دم، إنما بمواساته بانتظام من دون حمله. فتتأكد من أن البطانية لا تزعجه أو
أن لعبته القطنية إلى جانبه، بعدها تربّت على كتفه بلطف، وتخبره بأنها
تحبه لكن الوقت قد حان للنوم، ثمّ تترك الغرفة. لا تشعلي النور، ولا تماطلي
أو تحمليه. في الليلة الأولى قد تنتظرين خمس دقائق قبل أن تأتي إليه، في
الليلة الثانية 10 دقائق وهكذا دواليك. وفي النهاية سيتعلّم طفلك النوم
وحده. إلا أن الخبراء يحذّرون من أنه لا يمكن تطبيق كل نظرية على جميع
الأطفال
بعض خبراء العناية بالأطفال يتحدثون حول ترك طفلك يبكي فيقولون إذا تركت
طفلك يبكي، سيشعر بأنه متروك ومُهمل وسيعتقد أن رحيلك خلال وقت النوم - وفي
أي وقت آخر- ليس آمناً.
[size=25]متى يمكنك تركه ؟ ابدئي بتركه عندما يبلغ التسعة أشهر من عمره، فالأطفال لا يدركون فعلاً أن الليل مخصّص للنوم قبل هذا العمر.
ما يجب فعله:
بما أن الهدف هو مساعدة طفلك على الشعور بأن وقت النوم مفرح وآمن وأنه
يستطيع النوم وحده، لا تتركيه في الحال. فعوضاً عن ذلك، حافظي على طقوس
النوم الممتعة وعندما يبكي أدخلي غرفته، طمئنيه، ثم غادري عند الحاجة. قد
تضطرين إلى تكرار ذلك مراراً، لكنها الطريقة الوحيدة الفعّالة لتؤكدي لطفلك
في آن واحد بأنك ستأتين إليه ولكنك لن تحمليه.
خبراء آخرون ينصحون بذلك ولكن بطريقة مختلفة بأن تهيئي لطفلك أساليب ومساعدات النوم وبعد ذلك دعيه بمفرده
متى يمكنك البدء بتطبيقها ؟الأمر يتوقف على الطفل، إذ يمكنك البدء في عمر الستة أشهر أو السنتين.
تأكّدي من إلغاء قيلولة بعد الظهر (ما بعد الساعة الثالثة)، وحافظي على جوّ
مريح ومليء بالحنان لوقت النوم، ولا ترضعي طفلك أو تهزّيه لكي ينام . عوض
ذلك، ضعيه مستيقظاً في سريره وابقي معه، طمئنيه بأنك إلى جانبه وأنّ
باستطاعته النوم وحده. إذا أردت، يمكنك إيقاظه قبل أن تخلدي إلى النوم من
أجل إطعامه، هكذا لن تخشي أن يشعر بالجوع لاحقاً. في النهاية، استعدّي
للنهوض كل أربع ساعات أو ما شابه. عندما يبكي، اذهبي إليه بهدوء وحاولي
ألاّ تنشّطيه. لا تحمليه أو تهزّيه، إنما هدّئيه وطمئنيه. اخرجي عندما
تجدين ذلك مناسباً، ولا تعودي إليه مجدداً، إنما ناديه من بعيد واقترحي
عليه أن يضم دبّه الصغير أو أي لعبة أخرى. ومجدداً عندما ترين ذلك مناسباً،
انتظري 15 دقيقة قبل أن تستجيبي لبكائه ومن ثم كرّري ما سبق وقمت به.
آخرون يعلونها بصراحة دعيه يبكى أفضل له ولك
متى تبدئين بتطبيقها ؟ في الشهر الثالث من عمر طفلك
تمنّي لطفلك ليلة هانئة ولا تلتفتي إلى الوراء. عادة وبعد ثلاث ليال من البكاء وعدم الإستجابة منك، سيبدأ طفلك بالنوم وحده.
إن معظم الأطفال يبكون لحوالي 30 دقيقة في الليلة الأولى، ثم يدركون أنهم
لا يحققون بذلك أي شيء، فيخلدون إلى النوم. في هذا العمر يبكون من الغضب…
وبالتالي فإن المجيء إلى الطفل للاطمئنان عليه من شأنه أن يزيد من غضبه
ويجعله يبكي لفترة أطول .