"يارب أيدى كانت أتشلت قبل ما تدبح ابنى.. بس هو الله يجازيه كان السبب
استفزنى.. وخد الفلوس غصب عنى.. وقال لى أنت بتلعب فى الوقت بدل الضايع"..
بهذه الكلمات بدأ المتهم بقتل ابنه، الحديث بعدما ألقت
أجهزة المباحث بالبدرشين القبض عليه.
وأضاف "حسين.م.ع" ذو الخمسة والخمسين عاما،" أنا أعمل خفيرا نظاميا فى مركز
شرطة العياط، ولا أملك من الدنيا سوى راتبى البسيط، الذى اصرف منه على
المنزل وأولادى، وأحمد الله على كل حال، ودائما بأقول أن الفلوس مش كل حاجة
أهم شىء الصحة والذرية الطيبة.
وأضاف الأب الذى أصر على الجلوس أرضا، وظل يضرب يده برأسه طوال الحديث،
أولادى جميعا يتمتعون بأخلاق طيبة ماعدا "أحمد" هو "اللى مغلبنى فيهم" يرفض
النزول للعمل بصفة مستمرة، وكثيرا ما كنت ألح عليه لكى يشتغل حتى يكون
مستقبله، ويستطيع أن يتزوج إلا أنه لم يبال بكلامى وكان يسخر منى ويقول
"بكره تموت ونورثك".
وقال، ابنى كان يمارس جميع ألوان عقوق الوالدين معى ومع أمه، ولم يقل لنا
"اف" فقط وإنما كان يتعدى علينا بالضرب، وكلما طلب منى أموالا، ورفضت أن
أعطيه كان يعايرنى بسبب تقدم سنى ويقول،" يا عم بلاش تمسك فى الدنيا.. دا
أنت بتلعب فى الوقت بدل الضايع".
وأوضح المتهم، يوم الحادث دخل على ابنى وطلب منى 20 جنيها،"بس أنا كنت خلاص
تعبت وقرفت منه" فرفضت أن أعطيه المبلغ، وحاول أن يأخذه بقوة لكننى رفضت،
ولم أتخيل أن يصل الأمر إلى درجة أن ابن يفتح على والده "المطواة" عشان
الفلوس، وتحت تهديد السلاح نجح فى أنه يطلع "المحفظة من جيبى ويأخد
الفلوس".
وقال، جرى الدمع على خدى وجلست أفكر فى أمرى حوالى 5 دقائق وتمنيت أن أموت،
وكرهت "الخلفة واللى بيخلفوها" وفجأة نهضت من مكانى وأخدت "المطواه" التى
كانت بحوزة ابنى وتركها بعدما استولى على المبلغ وخرج وأمسكت بـ"سيخ حديد"
وخرجت خلفه أتتبع خطواته قرابة العشر دقائق حتى دخل فى شارع مظلم، وعندها
ضربته على رأسه بـ"السيخ" فسقط على الأرض وقد فقد الوعى، ثم أخرجت المطواة
من طيات ملابسى وذبحته بها، وعندما شاهدت الدماء تسيل منه انهمرت فى
البكاء، ولم أتمالك نفسى، فأخذته فى حضنى وبكيت بصوت مرتفع، ثم لطمت بيدى
على خدى، ولم أصدق أن أذبح ابنى فلذة كبدى، فكنت أكرهه و"ادعى عليه بس أكره
اللى يقول آمين" لأنى أب وهو ابنى مهما فعل معى.
وأضاف،" جلست بجوار الجثة قرابة العشر دقائق وجسدى كله يرتعش ورأسى توقفت
عن التفكير، ثم أسرعت إلى المنزل سريعا وأحضرت "جوال" ووضعت بداخله الجثة
وحملتها على ظهرى وألقيتها بترعة الجيزاوية أمام قرية الشوبك الغربى
بالبدرشين و"مش عارف عملت كده ليه" وأتمنى أن أموت الآن فلا استطيع أن أعيش
حتى يتم الحكم على بالإعدام بعدما قتلت ابنى، والله يرحمه خلانى أموته
وأنا كمان هأموت بسبب أنه كان طايش، بس أنا اللى غلطان اللى مرفعتش أربى
كويس".
كان العميد جمال نفادى، مأمور مركز شرطة البدرشين، قد تلقى بلاغا من
الأهالى بالعثور على جثة داخل جوال بترعة الجيزاوية فانتقل المقدم محمد
غالب رئيس المباحث ومعاونه الرائد هانى إسماعيل إلى مكان الواقعة، وتبين أن
الجثة لشاب فى العقد الثالث من العمر طوله قرابة "175 سم" مذبوحا ويرتدى
بنطال قماش أسود وتيشيرت أبيض، حافى القدمين وتبين أنه ابن خفير نظامى
بمركز شرطة العياط.
دلت التحريات الأولية للعميد خالد عميش، مفتش مباحث جنوب الجيزة بإشراف
اللواء محمد الشرقاوى، مدير المباحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة والده، فتم
القبض عليه واعترف بارتكابه للواقعة وأحاله اللواء عبد الموجود لطفى مدير
الأمن للنيابة لمباشرة التحقيقات.