إختارلك واحد من الثلاثه !!!!
الحمــد لله وكفى ، وصــلاة وسلامــا علـى عباده الذين اصطفـى ، لا سيما عبده المصطفـى صلى الله عليه وعلى آلـه وصحبـه وسلـم تسليمـا كثيـرا وبعـــد ؛
أيها الأحبـة الكـرام أهلا ومرحبـا بكـمـ جئت إليكـمـ اليـومـ وبعـد غيابـى عنكـمـ لعـدة أيامـ ولكنـى جئت هذه المرة غير كل مـرة ، جئت اليـوم لسـت لأنصـح وأعـظ وألقى بالكلمـات الرقراقة ولكنـى جئت لأعرض بضاعـة عنـدى وأسأل سـؤال عنـدى ولكـمـ أنتـمـ حـريـة الجواب وحريـة الإختيـار ولكـن نصيحتـى الوحيـدة لك هى أن تكـون صادقا عادلا مع نفسـك فى هذا الإختيـار والجواب وأن تتـرك العصمـة جانبـا وافتـح قلبـك لنفسـك ولا تجعل الشيطان يضحك عليك بمصمصة الشفاه والضرب علـى الأفخـاذ ، ولكن تحسر على نفسك وابكِ على خطيئتك وصحح حالك مع الذى خلقك فسواك فعدلك لعله عنك يرضى ولعله يعفو ويغفر وهو الغفور الرحيم عز وجل:
أخــى إختــارلك واحــد من الثــلاثـــة !! والثلاثة الذين معنا اليومـ همـ ثلاث صــور لشئ واحــد ألا وهو القلـب فقلب سليـمـ وقلـب ميت والعياذ بالله وقلـب مريض والعياذ بالله أيضا ….
فاختـر لنفسـك واحدا منهمـ واعرف الأن من أى نوع أنت ثـمـ حدد لنفسك ماذا ستكون بعد قراءة هذا المقال !! والخائب والخاسر من عرف الحق ثـمـ أعرض عنه فاحذر .
الأول وهو القلب السليـمـ وهو ذلك القلب الذى نجا وسلِمـ من الآفات من الحقد والغل والحسد والبخل وسوء الخلق والشرك والرياء والسمعة وحب الرئاسة والدياثة والشهوة والقسوة وغيرها من الافات ، هــو قلب عامر بذكر الله ليلا ونهارا ، عامر بالصلاة والصيام وقيام الليل وحسن الخلق والبر والإحسان وصلة الأرحام وفعل الخيرات كلها ، قلب يؤدى الفرائض بحقها ويكثر من النوافل ويحبها فهو بعيد كل البعد عن مخالفة أمر الله رب العالمين ففى الجملة هو قلب سلِمـ من إرادة الشر لا من معرفته وهو القلب الناجى يوم القيامة قال الله تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليمــ ) فهل أنت كذلك ! جعلنى الله وإياكمـ من أصحاب هذا القلب السليمـ .. اللهم آمييين
والثانى فهـو قلب ميت والعياذ بالله فهـو قلب قد دخل القبر والنار فى الدنيا قبل موته ودخوله فعليا فى الاخرة ! قلب خرب ممتلئ بالشهوات وحب المتعة والملذات لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر إلا ما أعجبه من هواه فهو قلب يعبد شهوته وإرادته ماتراه شهوته ولذته جميل فهو الجميل وماتراه قبيحا فهو القبيح فهو لا يبالى إن كان هواه يرضى الله أم لا المهمـ عنده أن يحقق مايريده ويشبع رغبته فى كل أمره وفقط !! إن أحب أحب لهواه ، وإن أبغض أبغض لهواه وإن أعطى أو منع فلهواه … فالهـوى إمامـه والشهوة قائده والغفلة مركبه والنار مورده والعياذ بالله فهو مغمور بحب الدنيا ونسى لقاء الله والدار الاخرة ونعوذ بالله من ذلك فاحذر أيها الغالى أن تكون منهم !!!
أمـا القلـب الثـالث ولا حول ولا قوة إلا بالله فهـو قلـب حائر لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فمــرة تجده طائع لله عالى الهمة يحب الله ورسوله والدار الاخرة ويترك شهوته ومتعته وملذاته لله ملئ بالإيمان والمحبة والإخلاص والتوكل لله وعلى الله وبالله ، ومـرة أخـرى تجده يحب الشهوات وغارق فى الملذات ناسيا لله معرضا عنه مقبلا عمن سواه !! يحب ما يهواه فقط حتى وإن خالف رضى الله .. فهـو ولا حول ولا قوة إلا بالله حائر بين الاستقامة والفسوق حائر بين الهداية والغواية تارة من جند الرحمن والأخرى من أتباع الشيطان وللأسف هذا حال الكثير منا ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا القلب على خطر عظيم وشديد فلا تحسبن أنك بذلك على خير كبير ! لا بل أنت على خطر مستطير حيث أن هذا القلب تارة وتارة ولا يدرى متى يأتيه الموت وياترى سيأتيه وهو على أية حالة !! أيهــا الحبيب الغالى هذه هى بضاعتى اليومـ وسؤالى هو من أى الفريقين أنت !! ففريق فى الجنة ونعم القرار وفريق فى السعير وبئس القرار فاختر لنفسك أنت إلى أين تصير أإلى الجنة أمـ إلـى النار !! أما أنا فقد اخترت بإذن الله أن أجاهد نفسى وأنجوا بها لأكون من أصحاب القلوب السليمة بإذن الله وبالله أستعين وأسأله الهداية والسداد والعون والثبات … أما أنت فأمامك الخيارت والحرية لك فاحذر ان تختار لنفسك الشقاوة والتعاسة والبؤس فى الدنيا والاخرة وأعرف أننا جميعا عند قراءة المقال سنقول بدون تردد نكن من أصحاب القلب الأول القلب السليـــم ولكن كمايقولون:-
كل يدعي وصلا بليلى # وليلى لا تقر لهم بذاك
فالعبرة بالعمل وبحالك مع الله في السر والعلن ولا ينجوا يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم .
.. وانتظرنا بإذن الله بعدما تختار فسنأتى إليك بخارطة الطريق ونتحفك بألف صديق ونمنع عنك بفضل الله وإذنه وطاعته وذكره كل همـ وضيق ولكن ادعُ الله لنا أن يمـن علينا بنعمة الهداية والتوفيق والسداد والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله ….
وكتب الفقير لحلمــ ربه الحليمــ
عيوني عذابه