تتغافل بعض المراهقات في خضم انشغالاتهن اليومية واهتماماتهن بالأمور
الخاصة عن أهمية الحصول على الوجبات الغذائية المناسبة التي تحتوي على جميع
المواد اللازمة للتمتع بصحة عالية. ليس من السهل أن تحصل المراهقة على
جميع العناصر الغذائية الضرورية في الوجبات السريعة التي تتناولها وهي في
طريقها إلى النادي أو ما بين الحصص الدراسية أو أثناء الدردشة على صفحات
المواقع التواصلية،كما أن خبرتها المحدودة بالأغذية السليمة والمفيدة لها
أيضا تأثيرها في توجيهها إلى الغذاء السليم والصحي.
الفيتامينات المتوافرة في الخضروات والفواكه،والبروتينيات المتوافرة في
الألبان واللحوم والطيور والبيض،والنشويات والمعادن المتوافرة في العديد من
الأطعمة التي نحرص على تناولها يوميا، ليست وحدها هي كل ما يحتاجه الجسم
لضمان تمتعه بالطاقة المطلوبة للقيام بالوظائف اليومية الأساسية،إنما هناك
العديد من المواد الغذائية الواجب الحصول عليها والتي يتجاهل العديد قيمتها
وأهميتها،ومن بين تلك المواد مادة الإلكتروليت.

ما هو الإلكتروليت؟

وتعريفا بمادة الإلكتروليت،فهي مادة طبيعية تساعد في نقل
الكهرباء،وتتواجد بوفرة في المحاليل الحمضية أو القلوية أو الملحية. ومن
المواد الطبيعية الغنية بالإلكتروليت البوتاسيوم والمغنسيوم والباي كربونات
والكلورايد والفوسفات. قد يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم،وهو ما فائدة
الإلكتروليت للجسم؟والإجابة بمنتهى الاختصار والبساطة هي تعويض ما يفقده
الجسم من المواد الطبيعية السابق ذكرها عند القيام بجهد،خاصة في الجو
الحار.

مِمَ يتكون الإلكتروليت؟

عادة ما يتكون الإلكتروليت من عناصر،أو أيونات،حرة،حيث تقوم أيونات
الصوديوم والبوتاسيوم بالمحافظة على فرق الجهد الكهربائي على جانبي جدران
الخلايا العصبية والعضلية، كما أن لأيونات الكالسيوم دورا في انقباض
العضلات الهيكلية وعضلة القلب. يؤدي حدوث خلل في توازن المنحلات في الجسم
إلى مضاعفات تؤثر على كهربائية القلب وعلى انتقال الإشارات العصبية.

ما فوائد الإلكتروليت؟

من فوائد الإلكتروليت أيضا تنظيم عمل العضلات والأعصاب،وتنظيم نسبة
المياه في الجسم،قياس نسبة القوة الهيدروجينية في الدم،وهي التي تحدد مدى
توافر الأكسجين في الدم،كما أنها تنظم ضغط الدم وتساعد على إعادة بناء
الخلايا التالفة بعد الحوادث والعمليات الجراحية.

كيف يحافظ الجسم على نسبة الإلكتروليت الطبيعية فيه؟

عادة ما تقوم الكلى بفصل الأيونات التي تدخل في تركيبة الأطعمة
والمشروبات التي نتناولها وتحاول،طالما كانت تتمتع بنسبة عالية من
الكفاءة،أن تحافظ على نسبة الإلكتروليت في الدم كي يقوم الجسم بالمجهود
العضلي المطلوب دون شعور سريع بالتعب والميل للنعاس والرغبة في النوم. تشكو
العديد من المراهقات من بعض الكسل وعدم القدرة على مواصلة المذاكرة وفقدان
التركيز،وهذا عادة ما يرجع إلى عدم حصولهن على العناصر المكتملة في
الغذاء،ربما لجهلهن بأهمية الحصول على تلك العناصر،وربما لإهمالهن في
صحتهن،وبوجه عام تلك السلوكيات السلبية في الأكل لها تأثيرها الضار بالصحة.

ما هي أضرار انخفاض نسبة الإلكتروليت في الجسم؟

يفقد الجسم قدرته على مواصلة العمل وتفقد العضلات،بما فيها عضلة
القلب،قوتها في غياب مادة الإلكتروليت في الدم،ويتجلى ذلك في تعرض عضلات
الجسم للتشنج وتعرض الفرد منا للإرهاق مع أقل مجهود وإصابته بالارتباك
وفقدان القدرة على التركيز أثناء أداء وظائفه الأساسية،هذا إلى جانب عدم
اتزان دورته الدموية،ما قد يؤدي إلى فقدانه السيطرة على أعصابه أحيانا أو
شعوره بالغثيان.

ما هي أسباب انخفاض الإلكتروليت؟

أهم أسباب انخفاض نسبة الإلكتروليت في الدم هي فقدان الجسم للمياه،خاصة
بعد المجهود البدني الشاق والتعرض لدرجة حرارة مرتفعة. ليس شرب المياه وحده
هو السبيل الأمثل لتعويض تلك المياه،فالإكثار من شرب المياه يؤدي إلى
تخفيف نسبة تركيز سوائل الجسم،وهذا يجعل تناول الفواكه الطازجة وشرب
العصائر الطبيعية من أفضل الحلول المنصوح بها.