ماذا عساني أن أقول وقد جف قلمي
وتباعدت وتبعثرت أحرف أسطري
الكل فر من قبل أن أبدأ حكايتي
وحتى الصوت قد جُرح من قسوة الزمن
والدموع تجمدت
من فراق ما تمنت أن تدوم لها طوال العمر
ماذا عساني أن أقول
وقد فرت الروح ولم يبقى إلا الجسد
وقد أصبح خاوي لا معنى له سوى الألم
وماذا أقول لوقتي لو طال ببعادكِ
وكيف أواجه قلمي لو كتب أسمك
وإلى متى أبتعد وفي بعدي قربي لكِ
فأنتِ في بداية طريقي ونهايته أيضاً لقاءك
وكيف أبقى بحياة انعدمت فيها كل حواسكِ
أعلم أنه أزف وقتي كعادتك
فلا أبدأ درباً إلا وقد بدأ بنهايته
قد أصبحت أحرفي لهيب جمر
وأنفاسي رمادكِ
حبيبتي..وقد لا أقولها مرة ثانية
اجعلي أسطري القليلة في قلبكِ
فهي منفذي يوم موتي للقاؤك
وأعلمي لو كان للحب معنى فهو أنتِ
وإن كان للصدق درباً فهو طريقكِ
أودعك يا صغيرتي
أودعك ولم يبقى لي سوى ذكرى
قد تُحييني من جديد وقد تقتليني في أخرى
لا أعلم لمَ أنا دائماً على موعد مع نقطة الصفر
فلا أبدأ دربي إلا وكان أخره قبري
فما أصعب موت الشخص ألف مرة ومرة
والأصعب هو الفراق والروح تبقى معلقة
قد يراها الجسد ولا يصلها
وقد تعود لتقتله وترحل مرة ثانية
ويبقى في النهاية الجسد وكفنه وصندوق قبره
وقلمي الذي يسطر كل مرة نفس موته
ورحال الذي ختم هذه المرة بتوقيع دمه