يفسّر علم النفس عقده النقص على أنها : شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين، مما يدفعه بالتعويض لهذا النقص بشتى طرق .
عندما يعاني الأفراد .. من عقدة النقص .. الناتجة عن الغيرة .. من أي شيء.. يأتي الشعور بالعجز عن تغطية هذا النقص .. هذه المعاناة تأتي بسبب امتلاك الآخرين لصفات أو إمكانيات سواء معنوية او مادية غير موجودة في الفرد .. أو يستحيل وجودها فيه ..
فماذا يحدث؟
واحد من أمرين .. إما أن يحاول الشخص التطوير والتحسين من نفسه .. عن طريق الحصول على مؤهلات ترفع من مستواه وتحقق ذاته .. وهذه المؤهلات .. تكون في شكل دراسة في تخصص .. أو حضور دورة تدريبية في تخصص معين .. أو حضور ندوة .. أو قراءة كتاب مفيد .. أو زيارة مكان تثقيفي .. أو حتى زيارة طبيب نفسي لتحسين الشعور بالنقص .. كل هذا أو ذاك إيجابي ..
أما الأمر الثاني .. هو محاولة جذب الأنظار ولفت الانتباه .. وهذه عملية ذات حدين أحدهما ممتاز والآخر سلبي ..
الأمر الممتاز .. أن محاولة جذب الأنظار .. قد تجعل الشخص يحاول الإبداع في مستوى معين فيصبح متميزا وفعلا ملفت للأنظار .. وهذا يحل عقدة النقص ..
ولكن الأمر السلبي .. قد يتحول إلى مشكلة نفسية .. وعقدة أبدية .. تجعل صاحبها .. يتصرف بطرق سلبية تأتي بهدف جذب الانتباه .. وجعل الآخرين يتعاطفون معه ..
المشكلة الأكبر تأتي .. من ردود فعل الآخرين .. الذين يصدقون خيالات هذا الشخص المعقد .. ويتصرفون بناء عليها ..
تجد هذا الشخص يتحدث عن نفسه كثيرا ..وتكثر كلمة " أنـا " في حديثه ..تجده دوما يتكلم عن انجازاته وتحقيقاته بدون أن يُسأل عنها .. يهوى مقارنة نفسه بالآخرين واثبات أنه الأفضل دوما
لا يتحمل أن يكون مخطئا أبدا دائما يتحدث على أنه نال اعجاب فلان وعلان ..وتراه دوما يبحث عن عبارات المدح والثناء
لديه شعور مستمر أن أفعاله وأعماله لم تصل للحد الذي يرضى عنه، وإذا بحثت داخل نفسه ستجد أنه يبحث عن (الكمال الوهمي) الذي لا يمكن أن يصل إليه البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ـ ولن يستعيد هذا الشخص ثقته بنفسه ما لم يعلم أن كل شيء نفعله لابد وأن يعتريه حتمًا بعض النقص.
إن الثقة بالنفس هي الطريق الوحيد للتخلص من عقدة النقص.
وبما ان موضوعي عن النقص احببت ان اختم بشعر قرأته فأعجبني يلخص ماكتبت بأربع اسطر جميلة
فإن أصبتُ فلا عجب ولا غرر
وإن نقصتُ فإن الناس ما كملوا
والكامل الله في ذات وفي صفة
وناقص الذات لم يكمل له عملُ