أظهرت دراسة علمية حديثة أن المخ هو المسئول الأول عن شعور الإنسان بأنه
مراقب ممن حوله، وأن الجميع يحدقون به حتى ولم يبد الآخرون أى نوع من
الاهتمام.
ورجح علماء النفس بجامعة سيدنى أن ذلك يرجع إلى الآلية المتطورة فى مخ
الإنسان، والتى تهدف إلى إبقائه فى حالة تأهب دائمة، موضحين أن تلك الآلية
تنبه الإنسان دوما إلى أنه مراقب من الآخرين وأن العيون تنظر إليه لتجعله
دائما فى وضع تأهب واستعداد للتفاعل مع أى رد فعل قبل حدوثه فى الواقع.
وأشاروا إلى أنه فى بعض الظروف المعينة يتعذر على الإنسان رؤية ردود أفعال
الآخرين تجاهه مثل الظلام الدامس أو بسبب النظارات الشمسية التى تجعل الأمر
مستحيلا، ولكن الدراسة أكدت أن فى تلك المواقف يكون المخ فى حالة استعداد
تام لأى تهديد محتمل تجعله كما لو يرى نظرات الآخرين ناحيته.
وقال البروفيسور كولين كليفورد، مؤلف الدراسة وطبيب نفسى بجامعة سيدنى إن
"عند تحديق الآخرين بنا من خلال نظرات مباشرة تعتبر إشارة على الهيمنة أو
التهديد يتأهب الإنسان لردود الأفعال الهجومية، ولكن إن لم ير شيئا فيتأهب
المخ تلقائيا حتى يكون فى وضع أكثر أمانا.
وطرح الباحثون بعض الأسئلة على مجموعة من المتطوعين لتحديد الاتجاه الذى
كانت تنظر خلاله سلسلة من الوجوه، دون أن يتمكنوا من رؤية واضحة لتركيز تلك
العيون، وأفاد العلماء من خلال دراستهم التى نشرت فى مجلة علم الأحياء
بأنه على الرغم من صعوبة التعرف على اتجاه العيون، إلا أن المشاركين شعروا
حقا كما لو أنهم مراقبون.