تستمر الألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة للحرب فى القتل والأذية وتدمير
الحياة والأرزاق، وتسبب حوالى 11 إلى 12 وفاة يومياً ولا تقتصر على جزء
وحيد من العالم.
وتعد البلدان الستة التى تميزت بأكثر وفيات ناجمة عن الألغام الأرضية
والمخلفات المتفجرة للحرب عام 2011 هى – أفغانستان، كامبوديا، كولومبيا،
ميانمار، باكستان وجنوب السودان – وهى تنتمى إلى أقاليم مختلفة. وبعد عشرين
عاماً من تأسيس الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية و15 عاماً من
المعاهدة التاريخية لحظر الألغام، يجب على العالم أيضاً أن يتغلب على هذه
الكارثة التى تؤذى المدنيين الأبرياء أكثر من العسكريين.
وبينت منظمة الصحة العالمية أن المجتمع الصحى يلعب دوراً رئيسياً فى
القضايا المتعلقة بالألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة للحرب. والأكثر
بروزاً هو التأكد من حدوث استجابة كافية للرعاية الصحية، سواء مباشرة
(كالرعاية والجراحة الإسعافية للرضح) وعلى المدى البعيد (إعادة التأهيل)،
إلى الرضح الجسدى والنفسى للمصابين بحوادث الألغام الأرضية والمخلفات
المتفجرة للحرب.
يعيش أغلب هؤلاء البشر فى حالة فقر، مما يزيد الأمر سوءاً بعد الحادث.
علاوة على ذلك، غالباً ما توجد الخدمات الصحية المجهزة لمعالجة البشر
المصابين بإصابات الألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة للحرب فى المناطق
المدينية فقط، مع حدوث أغلب الحوادث فى مناطق ريفية وبعيدة.
أما الذين يبقون على قيد الحياة مع الإصابة بعجوز دائمة، فإنهم غالباً ما
يواجهون حوائل اجتماعية وبيئية قد تمنع مشاركتهم الكاملة والعادلة فى
مجتمعاتهم. فمع كثير من الحملات الصحية والدعوات إلى العمل لتشجيع صحة
الطفل والبقاء على قيد الحياة، من الجدير أن نلاحظ أن نسبة كبيرة من حوادث
المدنيين الناجمة عن الألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة للحرب تحدث عند
الأطفال – حوالى 42%، حسب مرصاد الألغام الأرضية.
كما قد يضعف التلوث بالألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة للحرب صحة السكان
بطريقة غير مباشرة بتخريب أمان الطعام إضافة إلى منع إتاحة الماء الآمن
والتلقيح والمرافق الصحية بشكل عام. كما قد تمنع هذه الأسلحة الفرق الصحية
مجتمعية المرتكز من القيام بنشاطاتها. وكما عبر مادوكس بإيجاز، "الأمراض
العدوائية تتحرك بحرية أكبر لكن الفرق الطبية تقتصر على المناطق الأكثر
أمناً".
وقد أدت الوفاة المأساوية لعاملين فى شلل الأطفال قتلا مؤخراً فى انفجار
لغم أرضى فى باكستان إلى إيصال هذه الرسالة إلى الوطن، وخاصة أن المجتمع
الصحى الدولى يركز اهتمامه حالياً على سلامة العاملين الصحيين.