قد تعرف مكونات "مخ الانسان" ونوعية خلاياه وتفاصيله التشريحية كما تعرف وظيفته كعضو من أعضاء الجسد. إنتاجية العقل البشري تترجم بالأفكار التي يأتي بها، سواء ترجمت هذه الأفكار إلى أعمال فلسفية أو أدبية أو نظريات علمية أو اختراعات وابتكارات أو أعمال فنية مختلفة في نوعيتها وتأثيرها، أو ملاحظات علمية محددة تضاف إلى مجلدات المعرفة البشرية.
قد تحاول أن تعرف ميكانيكية التفكير، تبحث عن أدلة حيوية ومسارات كيميائية تقربك من محاولة تعريف مسار الفكرة في عقل الانسان، قد تستخدم أحدث أجهزة الأشعة الملونة التي تحاول أن توثق أي جزء من الدماغ يشع تحتها حين يتعرض الانسان لمحفز معين أو حين يفكر في معضلة رياضية أو سؤال ثقافي. وقد تقرأ عن التجارب المعملية المختلفة التي تهتم بدماغ الانسان أو تحاول أن تدرس قدرة كائن معين على التمييز بين الأشياء أو استخدام الذاكرة أو استحضار تجارب سابقة لحل معضلة معينة. وقد تنشغل في حوار فلسفي عن الفرق بين "التخمين" كوسيلة للإجابة على سؤال ما وبين التفكير بطريقه منظمة للوصول لاجابة على نفس السؤال، وقد تسأل نفسك هل "التخمين" تفكير أو أنه مجرد إجابة عفوية وهل يستند التخمين على مخزون من التجارب والمعلومات السابقة أم أنه ردة فعل فورية لا تستند على شيء؟ هل يستخدم عقلك نفس المسارات العصبية والحيوية حين يخمن الاجابة وحين يفكر فيها بطريقة منطقية؟ قد تنشغل بمحاولة فهم مرض معين يؤثر على الدماغ وعلى بعض وظائفه وقد تقارن بين أعراض هذا المرض أو ذاك ونقاط تشابههما واختلافهما والوظائف العقلية التي تأثرت نتيجة الاصابة بهذا المرض أو ذاك.
وقد تركز على مراقبة التطور العقلي لدى الأطفال منذ الولادة، كيف يبدأ الطفل باستخدام حواسه لمعرفة الأشكال والألوان وتمييز الأصوات والتعبير عن نفسه، كيف يتدرج من كتابة حرف إلى تكوين جملة وقراءة كتاب والتعبير عن نفسه بكل الطرق المختلفة. وبين الطفل الذي يكتسب قدرات جديدة كل يوم وبين من يفقد قدراته لمرض ما أو بسبب تقدم السن تحاول أن تفهم مسار التفكير لدى الإنسان.
والسؤال الذي قد يطرأ على بالك هو: هل يمكننا أن نتعلم كيف نفكر؟ هل هناك خطوات ممكن أن يتعلمها الإنسان ليستخدم جميع إمكانياته العقلية ويمارس التفكير بطريقه ناجحة أو لنقل مثمرة؟ لو نظرنا لتطور الطفل في بيئته منذ ولادته وأثناء دراسته لأجبنا بنعم! وقد نتبع ال "نعم" بسؤال: كيف يمكننا تحفيز التفكير ورفعه لمستوى ابداعي وابتكاري لدى الاطفال؟