وسط حشد جماهيرى كبير، وبحضور الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، أقامت
دار الأوبرا المصرية أمس الأحد، احتفاليتها لتأبين الدكتور عبد المنعم
كامل، حيث بدأ الاحتفال بافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية لكامل فى مراحل
عمره المختلفة، ومع رفاق مشواره، ثم رفع الستار لتظهر صورة ضخمة للدكتور
عبد المنعم كامل تتوسط المسرح الكبير الذى اكتسى باللون الأسود، والتمعت فى
خلفيته النجوم تحتضن الصورة، وكأن روحه تحيط بالمسرح الذى عاش ومات عليه.

استهل الاحتفال الفنى الذى استمر أكثر من ثلاث ساعات وأخرجه هشام الطلى
بفاصل موسيقى لأوركسترا أوبرا القاهرة، والذى تناوب على قيادته كل من (ناير
ناجى، هشام جبر وشريف محيى الدين) بمشاركه كورال أوبرا القاهرة تدريب الدو
مانياتو، حيث قدم السيمفونية السابعة لبيتهوفن، ثم عرض فيلم تسجيلى بعنوان
"وداعاً عبد المنعم كامل" تناول سيرته الذاتية ومراحل حياته المختلفة،
وأهم المحطات التى أثرت فى مشواره الفنى، ثم عزف رمزى يسى للموسيقار
العالمى شوبان، بعدها قدمت الدكتورة إيناس عبد الدايم إحدى معزوفات المؤلف
العالمى رحمانينوف، ولم تسيطر على مشاعرها عندما انهمرت دموعها أثناء
العزف، ثم عرض فيلم تسجيلى باسم "الفارس" تناول التكريمات والإنجازات التى
حققها كامل خلال عمله فى الفن والإدارة.

وتوالت الفقرات الفنية، حيث غنى نخبة من نجوم فرقة أوبرا القاهرة مقتطفات
من أشهر الأوبرات التى قام بإخراجها عبد المنعم كامل، فقدمت إيمان مصطفى
"الأرملة الطروب"، تأملات من أوبرا تاييس عزفها على الفيولينه الدكتور
عثمان المهدى، ومن أوبرا كارمن لبيزيه غنت منى رفله، وانتهى الجزء الأول من
الحفل بمشهد النصر من أوبرا عايدة، وغنى فيه كل من إيمان مصطفى – وليد
كريم – جولى فيظى – مصطفى محمد – عبد الوهاب السيد – عماد عادل، بمصاحبة
كورال أوبرا القاهرة بقيادة الدومانياتو.

تضمن الجزء الثانى من الاحتفالية تابلوهات من أشهر الباليهات التى صممها
وإخراجها كامل أداها نخبة من نجوم فرقة الباليه هم هانى حسن، أحمد يحيى،
سحر حلمى، أحمد نبيل، رجوى حامد تدريب أرمينيا كامل، وقدموا مشاهد من
باليهات "لوركينا – القرصان – خطوات شرقية" بمصاحبة عازف الفيولينه حسن
شراره – الليلة الكبيرة – ومشهد من بالية النيل موسيقى عمر خيرت – باليه
بحيرة البجع الذى توفى أثناء عمل بروفاته الأخيرة"، واختتم الاحتفالية بعرض
فيلم مسجل لـ "وصية" عبد المنعم كامل للفنانين والعاملين بالأوبرا التى
سجلها قبل رحيله بأيام، ولم يتمالك الجمهور والعاملين بالأوبرا أنفسهم بعد
سماع صوت كامل الذى أبكى الجميع.

تم تخصيص إيرادات الحفل بالكامل لصالح مستشفى سرطان الأطفال، وحضر
الاحتفالية عدد من الوزراء والسفراء وكبار الشخصيات العامة والأدباء
والمثقفين والإعلاميين وأساتذة وطلبة معهد الباليه وأكاديمية الفنون.