رفضت المستشارة تهانى الجبالى، النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية
العليا، دعوة عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية لمختلف القوى
الإسلامية إلى التظاهر أمام منازل القضاة والمحاكم، وذلك فى إطار الدعوة
لـ"تطهير القضاء"، حيث قال مخاطباً مختلف القوى الإسلامية: "لا تهدأوا
انزلوا الشوارع يومياً مثل 25 يناير حول نادى القضاة والمحاكم والقضاة
الفاسدين وطالبوهم بالتنحى مثل مبارك".
حذرت الجبالى، الماجد خلال استضافتها فى برنامج "جملة مفيدة" فى حلقة أمس،
من إطلاق الاتهامات الجزافية بلا أدلة، وقالت لو توافر الدليل فعليه أن
يقدمه للقضاء حتى يفصل فى هذه الاتهامات، معتبرة أن القضاء على الدولة
الوطنية هو الهدف الأسمى لليمين الدينى، مشيرة إلى أدبيات هذا التيار تعادى
للدولة الحديثة التى عنوانها القضاء المستقل، وما يفسر الاعتداء المتكرر
على السلطة القضائية أنها لا تحكم بما يريده هذا التيار.
وقالت "أرى أن هناك خطراً داهماً، لأن هناك تيار يشكله فصائل متعددة وهو
اليمين الدينى فى مصر، أدبياته تشهد له أنه معادٍ للدولة الحديثة".
وعلقت الجبالى على أن وكيل النيابة الذى اتخذ قراراً بجلد مواطن تم القبض
عليه فى حالة سُكر، بقولها: "هذا جزء من إرباك دولة القانون، هذا الاستهداف
لسلطة القضاء، فيه عدوان متكرر منذ تولى مرسى، وهناك فصيل يرى أن الدولة
لابد أن تتغير بدخول بيت الطاعة".
وأضافت: "هذا التيار معادى للإعلام، لأنه لا ينقل ما يريدونه، ومعادٍ
للقضاء لأن أحكامه ستوقف تصرفات هذا التيار التى تتجاوز القانون، ومعادٍ
لاستمرار جهاز الشرطة على ما هو عليه، هو أيضاً لا يريد جيشاً وطنياً، لكن
يريد جيشاً عقائدياً، مضيفة "فى النهاية السمة الأساسية لهذا التيار عدوانه
على الدولة الوطنية".
ورفضت الجبالى إسقاط عصام عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية لقب
مستشارة عنها، مؤكدة أنها م زالت نائبة لرئيس المحكمة الدستورية العليا حتى
الآن، لأنه لم يصدر قرار رسمى إقالتها.
وأشارت الجبالى إلى أن النظام يريد أن يعاقب الإعلام، لأنه ينقل الحقيقة
بالصوت والصورة، موضحة أنه ليس من حرية الرأى والتعبير وقف إحدى سلطات
الدولة ومنعهم من ممارسة عملهم، لافتة إلى أن منع قاضٍ من ممارسة عمله
لاتهامه بالفساد يعتبر كلاماً فارغاً، ومحاصرة منازل القضاء هذا إرهاب
فكرى، واستخدام كلام مثل تطهير القضاء هذا كلام مرسل وخطير.
ونفت الجبالى، أن تكون سوزان مبارك هى من عينتها فى المحكمة، مشيرة إلى
أنها تعرضت لعدد كبير من الاتهامات وصفتها بـ"المهاترات الساذجة" التى لا
تستحق الرد عليها، مؤكدة أنها لا تعادى جماعة الإخوان المسلمين ولا أى تيار
آخر، ولكنها تبحث عن مصلحة الوطن وتقول رأيها بحيادية.
وأشارت الجبالى إلى أن استقامتها الوطنية والدستورية والقانونية منعها من
إمساك العصا من المنتصف، وقالت: "عبرت عن مواقفى بمنتهى الصلابة، وكلها
كانت لمصر وفى مواجهة الجميع، مواقفى تحمل فى طياتها استقامة وطنية، وليست
معاداة لأحد، ليس لى مصلحة مع أى تيار ولا فصيل ولا حزب".
وأضافت: "مشروع التيارات الإسلامية هو المشكلة، لأنه يقوم على دولة موازية،
كنا نأمل بأن يستمر التسامح الذى أضفى الشرعية على هذه التيارات بعد
الثورة".