أكد إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة أن الزيارة التي قام بها سمو
الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في شهر أكتوبر من العام الماضي سوف
يذكرها التاريخ إلى الأبد، إذ كان أول زعيم عربي يزور قطاع غزة ، وبين أن
هذه الزيارة كانت بمثابة كسرٍ للحصار السياسي الذي فرض على القطاع .
وأشاد هنيه في حواره مع صحيفة “الشرق” القطرية بالمباحثات الثنائية التي
أجراها مع سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، في ملف إعادة إعمار
قطاع غزة والحديث حول المرحلة التي وصلت إليها مشاريع الإعمار .
وبينما أشاد بجهود قطر في إعادة إعمار غزة ، أكد مجدداً أنه تلقى
تأكيدات من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني باستمرار قطر في إعادة إعمار
القطاع وأنها تفكر بمزيد من المشاريع ومزيد من الدعم المالي الذي يخفف عن
الأهل في قطاع غزة، وإعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال الحربين.
كما شدد على ترحيبه بالمبادرة التي أطلقها سمو الأمير لعقد قمة عربية
مصغرة في القاهرة لمتابعة حوارات ملف المصالحة وقال :” أبدينا استعدادنا
للالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة وطالبنا بإجراء
المزيد من الاتصالات مع الأخ أبو مازن لتشجيعه أكثر على أن يستمر في طريق
المصالحة وإنهاء الانقسام وأن لا نعلّق الوحدة الوطنية الفلسطينية على
شمّاعة التدخلات، أو على شمّاعة المفاوضات العبثيّة”.
ونفى هنية أن تكون العلاقة بين الحركة ومصر قد أصابها شيء من الفتور،
مؤكداً أنه قبل مجيئه إلى الدوحة التقى بقيادات في جهاز المخابرات المصرية
الذين يتابعون ملف المصالحة وأن هناك حديث عن أفكار من أجل تحريك هذه
المصالحة ، وقال :” سيقوم وفد مصري بزيارة الضفة الغربية لقطاع غزة حتى
يطلع على الميدان مباشرة ويقف على طبيعة المعيقات لهذه المصالحة”.
كما وصف ما يردده الإعلام في مصر عن دخول حماس على خط الأزمة المصرية
بأنه لا أساس له من الصحة إطلاقا مؤكداً أن المستويات الرسمية كالرئاسة أو
الجيش أو المخابرات يعلمون أنّ هذه أكاذيب ولا علاقة لها لا من قريب ولا من
بعيد بحركة حماس.
وحول ما تقوم به السلطات المصرية من إغلاق للأنفاق بين مصر وغزة، أكد
هنية أن حركته ليست ضد إغلاق كل الأنفاق، بشرط إيجاد البديل بحيث يأتيهم من
فوق الأرض ما كان يصلهم من تحتها وأن تكون هناك حركة طبيعية للمعابر حتى
لا يعتبر ردم الأنفاق تجديد حصار.
وفيما أكد انحياز الحركة إلى مطالب الشعب السوري ، نفى أن تكون كتائب
القسام دخلت أرض سوريا يوماً ، مشدداً على أن هذه الكتائب تعمل فقط داخل
الأرض الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني وأن حماس خارج تفاصيل الثورة السورية ،
وقال :” من ينحاز إلى المبادئ وإلى الثوابت وإلى الشعوب لا يخسر، حتى وإنْ
بدا أنّه يخسر بعض المكتسبات كالمقر، كالمقام، كالمكان ، و نحن منسجمين مع
أنفسنا، مع حركتنا، ومنسجمين مع أمتنا وثوابتنا ومبادئنا “.