أكد عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين والدعوة بالأزهر وعضو هيئة كبار
العلماء، أن ترديد بعض الأقوال المغرضة التى تركز على أن المشروع الإسلامى
يختصر على تطبيق الحدود مثل قطع الأيدى والأرجل هو من باب المغالطة، حيث إن
المشروع الإسلامى يهدف لبناء الفرد والمجتمع على السواء ويقوى العلاقات
بين الأسر المسلمة من تعاون وترابط وتكاتف لإقامة دولة فاضلة تحقق العدل
والرخاء لكل أفراد المجتمع، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" وهو المعنى السامى الذى يساوى بين
جميع أفراد المجتمع.
وأضاف خلال الندوة التى نظمتها أسرة بناء بكلية دار العلوم جامعة المنيا
بعنوان (البناء الأخلاقى وأثره فى تكوين الأمة) بريادة الدكتور عبد الرحمن
الطواب أستاذ الشريعة المساعد بالكلية تحت رعاية الدكتور محمد أحمد شريف ـ
رئيس جامعة المنيا والدكتور عبد المنعم السيد عميد الكلية وحضرها أعضاء
هيئة التدريس والطلاب وأعضاء أسرة بناء، أن المجتمع عندما يصل لهذا المستوى
من الفضل والعدل يكون من الواجب إقامة الحدود للمحافظة على هذا البناء
المتكامل للدولة فبذلك تكون الحدود بمثابة السور الحامى لهذا البناء ثم
التعامل مع الأمم جميعها فى حدود الإنسانية.
وأكد الدكتور البر فى حديثه على أهمية المشروع الإسلامى، فالإسلام دين يجعل
الناس يأمنون على أموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم من خلال إقامة الحدود للحفاظ
على القيم والأخلاق، وليس من المقبول ترك اللصوص يسرقون جهد المجتهدين أو
أن يقتل البلطجية البشر.
وأوضح أن المشروع الإسلامى فيه عز الدنيا وليس عز المسلمين فقط، وهو مشروع
يستقيم معه حال المجتمع مطالبا الحضور بعدم الاستجابة لخداع الصحفيين
المتمكنين الذين يزوغون الكلام ويتلاعبون بعقول البشر، والخداع بأنهم مع
الشريعة ولكن خلافهم مع التيارات الإسلامية وشريعة الله هى شريعة الجميع
وعندما نرفضها أو نرفض جزء منها فهو ليس رفضاً لفكر شخص أو تيار وإنما
اختلاف ورفض لأوامر الله تعالى.
وفى ختام اللقاء أكد الدكتور البر على أهمية القيم والأخلاق وبوجودها يصعب
على الإنسان أن ينحرف أو يميل ولذلك ذكر أن النص القانونى ليس هو ما يحقق
العدل أما أخلاق القاضى وعدم ميله إلى هواه هو ما يحقق العدل حتى لو كان
النص القانونى غير مكتمل .