غادرت "هبة، 28 عاماً" منزل الزوجية، بقرية "طما فيوم" ببنى سويف، غاضبة
إثر خلافات مع زوجها، فبحثت عائلتها وزوجها عنها دون جدوى، وتم إبلاغ
الشرطة وتحرير المحضر رقم 878 لسنة 2012، بإختفائها.. وبعد أيام عثر
الأهالى على جثة لسيدة داخل بحر يوسف أمام قرية بنى هانى القريبة من قرية
الزوجة المختفية، ونقلتها سيارة الإسعاف إلى مشرحة مستشفى أهناسيا المركزى،
وفور علم أسرة المختفية هرعوا إلى المستشفى برفقة زوجها، ورغم وجود تشوهات
وتغيير فى معالم صاحبة الجثة، نتيجة وجودها فى المياة لعدة أيام، إلا أنهم
أكدوا أنها ابنتهم وقاموا بدفنها فى مقابر القرية وتقبلوا العزاء راضين
بقضاء الله.
مر عام على الحادثة، وتكررت خلاله زيارات الأسرة للمقابر لقراءة الفاتحة
على روح ابنتهم، ولكن شقيقها "رمضان 29 عاماً"، والذى يعمل سائقاً واعتاد
السفر والعودة من وإلى القاهرة، كان على موعد مع القدر الذى خبأ له
ولعائلته مفاجئة سعيدة لا تحدث سوى فى أفلام السينما، حيث فوجئ فى نهاية
شهر إبريل الجارى، وأثناء انتظاره لدوره فى تمويل سيارة يعمل عليها من إحدى
محطات الوقود بالحى العاشر بمدينة نصر، فوجئ بفتاة تتسول وتطلب المساعدة
من المواطنين، وعندما اقترب منها ليعطيها نقوداً وتفحص وجهها جيداً، صاح
قائلا "هبة أختى إنت لسة عايشة".. فارتطمت بين أحضانه وتساقطت دموعه فرحاً
بشقيقته التى ظن الجميع أنها ماتت غرقا، واصطحبها ليعودا معا إلى القرية،
ولم تصدق أسرتها أنها لا تزال على قيد الحياة وقاموا بالتأمل فى ملامحها
التى أجهدها العناء طوال عام مضى، ولم يفيقوا من المفاجأة سوى بعد سماع
زغاريد سيدات القرية وجيرانهم ليأخذوا ابنتهم فى أحضانهم وسط بكاء ممزوج
بالفرحة والسعادة لعودة نجلتهم التى وجدت زوجها تزوج بأخرى، قبل وصولها
بأيام، ومن مفاجآت القدر أيضا تعرف عائلة صاحبة الجثة التى دفنت بدلا منها،
على ابنتهم، بعد استخراجها وقاموا بدفنها بقرية الدير براوة التابعة لمركز
أهناسيا مسقط رأسها.