وصف الكاتب إبراهيم البليهي، رسائل الدكتوراة
والماجستير في الجامعات السعودية بـ”الكلام الفاضي”، موضحاً أنها تعتمد على
شكليات البحث العلمي وتقنياته فقط.
قال البليهي، خلال محاضرة بعنوان “مفهوم العقل” أقامها نادي حائل الأدبي
وأدارها عمر الفوزان مساء أمس الأول: “إن رسائل الماجستير والدكتوراة في
الجامعات السعودية ليست أبحاثا علمية، لأنها تفترض نتيجة وتسعى لإثباتها”.
وتطرق في محاضرته إلى علاقة العرب بالغرب، وقال: “تخاصمنا مع الغرب تخاصما
غبيا، فنحن لا نستطيع أن نعيش من دونهم، ويجب أن نكون واقعيين، ومن التضليل
والتخدير أن ننسب نهضة أوروبا إلينا”، مشيرا إلى أن العلماء العرب الذين
ندعي أن أوروبا أخذت منهم ما زلنا نشتمهم، ومنذ أيام ابن رشد ونحن ننبذ
ونطرد كل باحث في الفكر.
وعرج بعد ذلك على الحديث عن مفهوم العقل، مبيناً أن العلم أثبت أن الشخص
يكبر ويتطور عقله، على عكس الآراء السابقة، التي كانت ترى أن الشخص يولد
بعقل كامل.
وأضاف “مع استعراض الناتج لــ 22 دولة عربية، نجد أنه لا يعادل إنتاج
سنغافورة، وهي جزيرة صغيرة، أو مستنقع تم ردمه، واصفاً هذا الأمر بـ
“فضيحة”، لا تليق بنا، ونحن نرفض الفكر المغاير، وهذا ليس من الإسلام،
وأوضح أن أوروبا، التي غرقت في ظلمات الجهل، قد استيقظت من خلال اليونانيين
عبر كوبرنيكس وهو رائد للرفض، ثم انتشرت النظريات، وانفتح العقل الأوروبي
ثم ظهر مارتن لورانس، وهو رائد كذلك للرفض، وبعده ظهر فرانسيس الذي كسر
قاعدة السلف، وشن هجوماً على أرسطو الذي كانت أوروبا تردد نظرياته.
وقال إن لدينا إمكانات هائلة لأن نتطور، وأن المعضلة في مجتمع يتصالح مع
المفسد والمنحرف ولا يتصالح مع المفكر تكمن في الثقافة، مشيرا إلى أن
الأفراد في مجتمع كهذا يرون الفكر المغاير عدوانا، والإنسان هو ذاتي
التفكير، ولا يصبح موضوعي التفكير إلا بعد البحث.
وأوضح أن الأصل في الثقافات البشرية أنها تعتمد على النقل، ولا يوجد نقل
إلا بعقل وأن الإنسان كائن تبريري, وأن العرب ظهر منهم فلاسفة وعباقرة، ولم
تستفد أوروبا من العرب بل أخذت أفراداً، فالرازي وغيره وابن رشد تعلموا
الفكر اليوناني، ونبذهم العرب