3 شهور مرت على عثور رجال مباحث الجيزة على جثة سائق مهشم الرأس وملقاة
جثته بحمام شقة مفروشة حتى تم التوصل لهوية القاتل بعد تحريات مكثفة حول
شخصية القتيل وعلاقاته وخلافاته، خاصة أن معلومات فريق البحث الذى تولى
القضية أكدت أن الضحية سىء السلوك، وأنه يقوم بتقديم الساقطات لراغبى
المتعة من الأثرياء العرب مقابل حصوله على مبالغ طائلة، وأن خلافاته
متعددة، حتى كانت المفاجأة أن شخصاً فلسطينى الجنسية وراء قتله بعد علاقة
عاطفية مع زوجة القتيل التى قدمها له لممارسة الرذيلة معها مقابل حصول
الضحية على مبلغ مالى، وبمعبر رفح تم القبض عليه أثناء مغادرته الأراضى
المصرية، متوجهاً إلى غزة حيث يقيم.
" التقى المتهم "ر.س"، الذى يدعى أنه ضابط بالمجموعة 17 أمن
الرئاسة تابع لسلطة رام الله ويقيم بغزة ويحمل رتبة نقيب "دوام"، والذى ذكر
أنه ترك غزة قادماً إلى مصر للحصول على الإقامة فى مصر حتى يتمكن من عبور
معبر رفح بسهولة أثناء الحرب التى تشنها إسرائيل على غزة، خاصة أنه وباقى
أفراد الشرطة التابعين لفتح والمقيمين بغزة يتقاضون رواتبهم دون ممارسة
عملهم منذ 7 سنوات بسبب اتفاقات سياسية بين فتح وحماس.
وقال إنه فور وصوله إلى مصر عبر معبر رفح توجه إلى شارع الهرم بحثاً عن
فتاة ليل تقبل الزواج به مقابل إعطائها مبلغ مالى حتى يتمكن من إنهاء
إجراءات الإقامة وداخل كباريه تقابل مع إحدى الفتيات وعرض عليها الصداقة
والخروج معه، تمهيداً لعرض أمر الزواج عليها لحصوله على الإقامة، إلا أنها
رفضت بحجة أنها لا تستطيع الخروج من الكباريه إلا بموافقة المدير.
ويكمل حديثه، قائلاً "عقب خروجى استقللت تاكسى وتحدثت مع سائقه فأخبرته أنى
حضرت إلى مصر راغباً فى "الانبساط" ففوجئت بسائق التاكسى يخبرنى أنه مستعد
لتجهيز كل ما يحتاجه من ساقطات وخمور وكل ما يطلبه، وذكر أن السائق اتصل
على شخص آخر يدعى عماد وأخبره بطلبى فطلب منه الحضور إلى كافتيريا وفور
وصوله تقابل مع عماد واتفق معه على إحضار فتاة له مقابل ألف جنيه فى
الليلة، وحدد معه أنه سيقضى معها 5 أيام، إلا أنه لم يخبرهم أنه فلسطينى،
حيث عرفهم بنفسه أنه يدعى "على" مصرى.
ثم استاجر له عماد شقة بمنطقة الشيراتون وفى اليوم الثانى انتقل للإقامة
بها وأثناء تواجده بالشقة فوجئ بعماد وبصحبته شخص يدعى مصطفى "القتيل"
وآخرين بصحبتهم إحدى الفتيات، ودخلت الفتاة الشقة وسلمهم مبلغ 5 آلاف جنيه
وانصرفوا من المكان.
وأضاف أن الفتاة ذكرت له أنها تدعى "رانيا" كانت حزينة فى البداية فحاول
التحدث معها فأخبرته أنها لديه مشكلة عائلية، حيث أنها متزوجة ولديها طفلة
وظل يتحدث معها طوال الليل ولم يلمس جسدها.
وفى اليوم الثانى بدأ كل منهما ينجذب للآخر ومارس معها الرذيلة، وتقرب كل
منهما للآخر وبدأت تحكى له قصتها والأسباب التى دفعتها لأن تكون فتاة ليل
تمارس الرذيلة مع الأثرياء العرب، وقالت له إن اسمها الحقيقى "سماح" وأنها
متزوجة من الشخص الذى يدعى "مصطفى" والذى أحضرها إلى شقته، حيث إنه يعمل
"قواد" ويستغلها مقابل حصوله على النقود، كما أنه دائم الاعتداء عليها
بالضرب ويقوم بتعذيبها حتى تقبل ممارسة الرذيلة مع الأثرياء العرب، وأن سبب
زواجها منه أنها كانت متزوجة من شخص آخر وطلقت منه بعدما أنجبت طفلة ثم
تزوجت من "مصطفى" بعدما شعرت أن أفراد أسرتها يعتبرونها عبئاً عليهم، إلا
أنها لم تكن تعرف سوء أخلاقه وأنه يستغل النساء.
وقال المتهم، إنه تعاطف معها بعدما أكدت له أنها حاولت الانتحار مرتين، حيث
ابتلعت كمية من الأقراص المخدرة، والثانية قطعت شرايين يدها، إلا أن أفراد
أسرتها تمكنوا من إنقاذها.
كما ذكرت له أن أفراد أسرتها يعتقدون أنها تقيم بصحبة زوجها 5 أيام وتعود
للإقامة بصحبة ابنتها يومين، فى حين أنها تقضى الأيام الخمس مع الزبائن،
وأشار المتهم إلى أن الأيام الخمسة التى اتفق على الإقامة مع الفتاة انتهت
وبسبب انجذابه لها قرر أن يطلب من "مصطفى" أن تظل الفتاة معه لمدة 5 أيام
أخرى مقابل إعطائه المبلغ المالى المطلوب فى محاولة منه لإنقاذها من
استغلال زوجها القواد، وبالفعل اتفق مع الزوج بعدما أعطاه 5 آلاف أخرى، إلا
أنه طلب منه استئجار شقة أخرى له بسبب أن الجيران لاحظوا وجود فتاة بصحبته
فى الشقة وخوفاً من الفضيحة.
وبالفعل استأجر له شقة بمنطقة ميدان لبنان بالعجوزة وانتقلت الفتاة للإقامة
معه وخلال حديثه معها أخبرته أنها فكرت أكثر من مرة فى التخلص من زوجها
بسبب ما تعانيه بسببه، مما دفعه للتعاطف معها وأيد رغبتها فى قتله وتوصلا
سوياً إلى حل بعد تفكير دام طويلاً للتخلص منه دون قتله أو ارتكاب الجريمة.
وكان الحل ببيع شقته التى يملكها بغزة، حيث إنه يملك شقتين والتى تقدر
قيمتها ما يقرب من 110 آلاف جنيه مصرى، وأن يدفع للزوج القواد مبلغ 100 آلف
جنيه حتى يقبل تطليقها وأن تتخلص منه وتعود لحياتها الطبيعية بعيداً عن
الرذيلة التى تعيش فيها، نافياً أن يكون له هدف من تخليصها من حياتها
البائسة سوى وجه الله، إلا أنه فوجئ بها تخبره أن زوجها لن يقبل العرض، وأن
أحد الزبائن التى كانت بصحبته سابقاً حاول أن ينقذها مما فيه فعرض على
زوجها مبلغ 100 آلف جنيه لتركها، إلا أن زوجها حاول خداعه بطلاقها مؤقتاً
والاستيلاء على المبلغ ثم إعادتها لذمته مرة أخرى.
وفى النهاية، اتخذ قراراً بقتله دون أن يخبر "سماح" بالأمر، ووضع سيناريو
لتنفيذ الجريمة، حيث اتصل بالزوج القواد وأخبره أن والده الثرى الذى يقيم
بأستراليا يمتنع عن تسليمه نصيبه من الثروة إلا بعد الزواج، وطلب منه توفير
عروس له حتى يوهم والده أنه سيتزوجها، فأبدى الزوج استعداده لتوفير كل ما
يرغب به وعرض عليه أن تكون "سماح" هى العروس، وذكر المتهم أنه طلب من الزوج
استئجار شقة جديدة له تمهيداً لزيارة والده الثرى له، وبالفعل استأجر له
شقة بشارع أحمد عرابى بالمهندسين، واستعداداً لتنفيذ الجريمة حاول شراء
سلاح نارى لقتله به إلا أنه فشل فى الحصول عليه فأحضر قطعة حديدية كانت
ملقاة بمدخل العقار الذى يقيم به بميدان لبنان ثم توجه إلى الشقة الجديدة
الكائنة بشارع أحمد عرابى واتصل على الزوج القواد بحجة تجهيز الشقة لزيارة
والده وفور وصوله طلب منها إصلاح "الحنفية" فى الحمام وأثناء محاولته
إصلاحها تسلل خلفه وحطم رأسه بالقطعة الحديدية التى استقرت فى رأسه، مما
أسفر عن سقوط الزوج القواد على أرضية الحمام.
وعقب تأكده من مفارقته الحياة وضع قدمه على رأسه وظل يبكى لعدة دقائق ثم
أحضر "بطانية" وغطى بها الدماء التى سالت بالحمام، ثم استولى على هاتف
القتيل وغادر الشقة وبحوزته سلاح الجريمة متوجهاً إلى كورنيش النيل بالقرب
من مبنى الإذاعة والتليفزيون واتصل من هاتف الزوج القتيل على "سماح"
وأخبرها أنه تخلص منه إلا أنها لم تجبه بأى كلمة، فأغلق الهاتف ثم حطمه
وألقاه بالنيل وتخلص من القطعة الحديدية بالنيل أيضاً.
وسافر إلى الإسكندرية عقب ذلك، وقضى بها يومين، حيث أقام بأحد الفنادق حتى
تعرف على شخص يحمل الجنسية السورية واتفقا سويا على السفر إلى ليبيا عبر
الحدود، ونجح فى عبور الحدود عن طريق عصابات التهريب مقابل 500 دولار، إلا
أنه عاد مرة ثانية إلى مصر عبر الحدود أيضاً بعدما اتخذ قراراً بالعودة إلى
غزة مرة أخرى.
وأثناء تقديمه لجواز السفر بمعبر رفح تم القبض عليه لصدور أمر ضبط وإحضار
ضده فى قضية القتل، وقال إنه لم يكن يعلم أن رجال المباحث توصلوا إلى حقيقة
تورطه فى ارتكاب الجريمة، حيث لم يترك أى دليل يثبت شخصيته، فعقد إيجار
الشقة كان باسم القتيل، كما أن اسمه الحقيقى لم يكن يعرفه سوى "سماح".
وأمام اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية والعقيد محمد عبد التواب
مفتش المباحث والمقدم محمد أمين رئيس مباحث العجوزة ومعاونه الرائد كريم
على أدلى بكافة تفاصيل الجريمة.
وأكد المتهم فى النهاية، أنه ارتكب الجريمة بعدما شعر أن القتيل "قواد"
و"ديوث" يستحق الذبح، وأنه قرر أن يساعد زوجته وينقذها من مستنقع الرذيلة
التى أجبرها على الإقامة به، كما أكد أنه غير نادم على قتله، لأنه خلص
البشرية من شخص لا يحمل أى معنى للإنسانية.