"يجب محاسبة حسنى مبارك بتهمة الخيانة العظمى لأنه تنحى عن الحكم"، جاء هذا
المطلب فى أول تعليق على ما نشرته "اليوم السابع" حول تسريبات ويكليكيس
والتى تفيد بأن الرئيس السابق "مبارك" طلب من "البشير" إنشاء قاعدة عسكرية
جنوب الخرطوم لضرب أى سد تقيمه إثيوبيا على النيل، وموافقة الرئيس السودانى
على إنشاء قاعدة لـ"الكوماندوز المصرى" فى مدينة "كوستى".
وكان أبرز ما نتج عن وثائق ويكليكس هو الإشادة بالرئيس السابق وبقدرته على
إدارة الأمور وحماية الأمن القومى، فجاءت أغلب تعليقات النشطاء على مواقع
التواصل الاجتماعى، تهاجم النظام الحالى واصفة إياه بالفاشل فقال أحدهم:
"انتهى عصر الرجال للحفاظ على الأمن القومى المصرى"، "مبارك طلع بيفهم
وإحنا اخترنا ناس مش بتفهم"، فى حين علق آخر قائلا: "بكره هنبكى بدل الدموع
دم على مبارك، كنت متأكدة أنه لم يظلم الإخوان لأن استحالة فاروق والسادات
وناصر ومبارك اجتمعوا كلهم على أن الإخوان جماعة مش كويسة رغم اختلاف
العصور التى جاءوا بها".
وانطلقت تعليقات النشطاء النادمة على مبارك والتى اتخذت شكل "كوميدى"
كتابة الأمثال الشعبية والدعاء له مثل: "بكره يناكر خيرى تشوف زمنى من زمن
غيرى"، و"ربنا يفك كربك يا حسنى يا عظيم"، "لو الناس عرفت ده ساعة الثورة
مكنتش قالتله ارحل"، فيما قال آخر "مع إنى مش بحب مبارك بس كان راجل محافظ
على الأمن القومى المصرى"، و"تحية كبرى للراجل العسكرى على إدارته لمصر".
وكتب أحد النشطاء تعليقا يفيد بأن ما يحدث بمصر الآن مرحلة طبيعية قبل يوم
القيامة فقال: "ثم تخرب زوايا الأرض.. خراب مصر من جفاف النيل ومصر فى أمان
حتى تغرق البصرة من الفيضان والمياه.. ثم خراب الصين من الرمل ثم خراب
الهند من الصين.. وهكذا فالسد سيبنى ويكون سبب فى خراب مصر من الجفاف فى
المستقبل.. وما من قرية إلا ونحن مهلكيها قبل يوم القيامة".
وجاءت التعليقات النادمة على مبارك وعهده بمثابة الفتيل الذى أشعل غضب عدد
آخر من النشطاء منهم المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين لنظام
"مرسى" ومنهم الثوار الذين قرروا ألا يندموا على مبارك مهما ندموا على ما
يروه الآن فى العهد الحالى فقال أحد النشطاء: "برضه مش هنقول إحنا آسفين يا
مبارك"، وقال آخر "كل ده عشان يطلعوا حسنى بطل شريف عفيف مفيش زيه"، وعلق
آخر: "لكن حسنى مبارك ارتكب أكبر الجرائم فى حقنا كلنا سواء كانت تعليم أو
صحة وغيره وغيره"، وآخر قال "كذابين وحتفضلوا كذابين والإخوان للحكم مش
سايبين وحسنى مبارك كان مخليها طين"، وكذب آخر الخبر قائلا: "آه تمام وأكبر
دليل على ذلك الاتفاقية اللى عملها فى 2008 مع إثيوبيا والخطاب اللى بعته
لصندوق النقد الدولى عشان يمولوا مشروع سد إثيوبيا".
فى حين ترك بعض النشطاء الطرفين منتقدين الحل العسكرى المطروح سواء كان فى
عهد مبارك أو فى عهد مرسى فقال أحد هؤلاء: "الناس ناسية إن عندنا السد
العالى وكمان من يمول ويشترى الكهرباء وصاحب المصلحة هو إسرائيل.. ابقوا
اضربوا سد النهضة وخبوا السد العالى تحت السلم"، وقال الآخر إن "هذه هى
الكارثة التى نحصد ثمارها الآن بدلا من دراسة الموقف والوقوف على أسباب
المشكلة وإيجاد الحلول الدبلوماسية بدلا من العسكرية نذهب إلى أسهل الحلول
حتى لو كانت ستخسرنا علاقتنا بالدول الإفريقية التى كان السبب فيها النظام
البائد اما النظام الحالى بدل من دراسة الموقف دراسة علمية أصبحنا "فرجة"
للعالم فى ظل الحوار الوطنى الذى دل على غياب العقل المدبر.. لك الله يا
مصر".