دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى التنبه من خطر انزلاق البلاد إلى الفتنة، محذرا من انعكاساتها على الاستقرار في لبنان. وفي مدينة طرابلس شمال البلاد، أطلق مسلحون النار على منزل زعيم سني مؤيد للنظام السوري، بينما عاشت مدينة صيدا بالجنوب حالة حداد عام بعد يوم من مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في اشتباكات على خلفية طائفية.
فقد حذر سليمان في بيان خاص اليوم من خطر الانزلاق إلى الفتنة بالداخل، مؤكدا أن انعكاساتها ونتائجها ستكون خطيرة على مسيرة الاستقرار والسلم الأهلي، في وقت توافق فيه الفرقاء عبر إعلان بعبدا على تحييد لبنان عن صراعات الآخرين، وعلى تخفيف لهجة التخاطب السياسي بينهم من أجل المحافظة على مناخات التهدئة التي تشكل المعبر اللازم والضروري لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه طلب من المسؤولين الأمنيين والقضائيين اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع والتحري عن مسببي حوادث العنف الأخيرة في صيدا، واعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.
عنف بطرابلس
من جهتها شهدت مدينة طرابلس شمال البلاد اليوم حادث عنف بعدما أطلق مسلحون النار على منزل الشيخ السني بلال شعبان زعيم حركة التوحيد الإسلامي المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله في لبنان.
وقال أقارب لشعبان إنه لم تقع خسائر في الأرواح جراء الهجوم الذي وقع نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
يذكر أن التوتر الذي تشهده سوريا منذ نحو 20 شهرا، أحيا عداوة قديمة في المدينة اللبنانية الشمالية بين الأقلية العلوية المؤيدة للرئيس الأسد، والأغلبية السنية التي تؤيد الثورة السورية. لكن الهجوم الذي تعرض له منزل الشيخ شعبان يكشف عن خلافات داخل المجتمع السني نفسه.
حداد بصيدا
في هذه الأثناء عاشت مدينة صيدا اليوم حالة حداد عام وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت المدارس والجامعة الرسمية والخاصة والمؤسسات التجارية أبوابها، وبدت الشوارع كأنها مهجورة.
وشيع أنصار الشيخ أحمد الأسير اليوم اثنين من أنصارهم قتلا في اشتباكات أمس -وهما لبنان العزي وعلي سمهون- إلى مثواهما الأخير.
وشهدت المدينة إجراءات أمنية مشددة، وسيرت قوات من الجيش دوريات مؤللة وراجلة وثابتة في صيدا وضواحيها، منعا "لوقوع أحداث أمنية مشابهة وحفاظا على سلامة المواطنين".
وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قد أكد أمس في صيدا أنه "لا حصانة لأحد، ولا وجود للأمن بالتراضي بعد الآن"، مشيرا إلى أن "الجيش تبلّغ بتعليمات واضحة بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح".
وترأس شربل اجتماعا لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا كل الأطراف إلى "ضبط النفس".
من جهتها، أكدت قيادة الجيش في بيان تنفيذَ عمليات دهم بحثا عن مطلقي النار، محذرة من أنها "لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن وإثارة الفتنة، وستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت".
وجاءت هذه التطورات بعد مقتل ثلاثة أشخاص -بينهم مواطن مصري- وجرح سبعة آخرين على الأقل، جراء إطلاق نار بين مناصرين لإمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير ومؤيدين لحزب الله، وقع في منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا.
وقال مصدر أمني إن أحد الجرحى هو "مسؤول حزب الله في المنطقة".
وبدأ الحادث على خلفية قيام الشيخ الأسير ومناصريه بالنزول إلى مدخل منطقة التعمير في المدينة اعتراضا على رفع أنصار حركة أمل وحزب الله لافتات حزبية ودينية كان الأسير قد طالب بإزالتها من المدينة.