كشفت تقرير أمريكى، النقاب عن تورط وزارة الداخلية فى أحداث الاتحادية، التي وقعت مساء الأربعاء 5 ديسمبر، بين متظاهرين مؤيدين وآخرين معارضين لقرارات الرئيس مرسي، وراح ضحيتها أكثر من ألف شهيد وجريح.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن وزارة الداخلية تقدم تقارير شكلية للرئيس مرسي، بحسب الصحيفة، ولا يزال ضباطها يعادون الرئيس مرسي وحزبه بشكل علني، مشيرة إلى أن الشرطة فشلت مراراً و تكراراً في تعزيز الأمن أمام مقرات جماعة الإخوان المسلمين التي تعرضت للحرق و التخريب واحداً تلو الآخر في الاحتجاجات التي سبقت الاستفتاء الدستوري.
وعندما اشتبك المتظاهرين المؤيدين و المعارضين أمام القصر الرئاسي فإن الشرطة اختفت تماماً من المشهد، وهو ما قالت عنه هبة مورايف، ممثل منظمة هيومن رايتس ووتش بالقاهرة، أنه "بدا وكأنه تمرد واضح".
فيما تقول الشرطة أنها تعلمت الدرس من الثورة ضد مبارك ألا تقف في وجه المتظاهرين بالنيابة عن رئيس فردي. حيث قال أحمد منصور الهلباوي، رئيس إتحاد الشرطة، أنه يشعر بالفخر لأن من قام بفتح البوابة الحديدية أمام المتظاهرين ومكنهم التقدم كان ضابط شرطة، مشيراً إلى أن المتظاهرين قاموا برفعه على الأعناق وهتفوا "الشعب والشرطة يد واحدة".
وعلى الرغم من أن الهلباوي أكد أن الضباط لم يعد لديهم استعداد لاستخدام القوة ضد المتظاهرين حتى خارج القصر الرئاسي، ولكنه اعترف بأن الشرطة لن تبدي مثل هذا التهاون إذا ما اقترب المتظاهرين من مقراتها.
وعن فشل الشرطة في حماية مقرات حزب الحرية والعدالة، قال الهلباوي أنه إذا قامت الشرطة بحماية مقرات حزب الإخوان فإن عليها أيضاً أن تحمي مقرات حزب الوفد وحزب الدستور وكل الأحزاب الأخرى، مشيراً إلى أن الشرطة لن تتحول مرة أخرى إلى وزارة الحزب السياسي الواحد كما كانت عليه في عهد مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن قيام مرسي باستبدال وزير الداخلية هي محاولة لتجنب تمرد أوسع داخل الشرطة، وألمحت إلى أن جماعات تزعم أنها تنتمي للشرطة لا تزال تجري مكالمات مجهولة تدعو الشرطة للاحتجاج على إقالة وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين.
ومضت الصحيفة قائلة إن حلفاء مرسي لم يحققوا نجاح أفضل في محاولة السيطرة على الإعلام المملوك للدولة التي تعد أحد أبرز مؤشرات سيطرتهم على المؤسسات البيروقراطية، مشيرة إلى أنه على الرغم من قيام مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الإسلاميين باستبدال كبار المسؤولين فيه إلى أن التلفزيون الرسمي لازال يقدم المزيد من الأدلة على أن العديد من عشرات آلاف العاملين به يعارضون جماعة الإخوان المسلمين.
بدوره أكد عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن محاولات جماعة الإخوان لفرض السيطرة حتى الآن تبدو أحياناً وكأنها تعمل في الاتجاه المعاكس، قائلاً "تشعر أن المؤسسات هي التي تسيطر على مرسي والإخوان المسلمين وليس العكس".