تصل نسبة اضطرابات التنفس خﻼل النوم عند اﻷطفال إلى 3%، وقد عرف منذ أكثر
من 100 عام أن هناك عﻼقة ما بين هذه اﻻضطرابات وسوء التصرف وصعوبة
التعلم عند اﻷطفال، ومع تطور التكنولوجيا واستعمال دراسات اضطرابات النوم
بات من الواضح وجود اختﻼفات بين هذه اﻻضطرابات عند اﻷطفال وتلك عند
البالغين، وأصبح باﻹمكان التمييز بينها.*
يمكن تفسير هذا اﻷمر بعدة نقاط:*
- إن الشبكة العصبية في منطقة جذع الدماغ، المسؤولة عن بدء وتنظيم عملية
التنفس، تكون غير مكتملة النمو عند اﻷطفال مقارنة مع تلك عند البالغين،
وبالتالي النشاط العصبي لهذه الشبكة سيختلف بين هاتين الفئتين.*
وبالنسبة لنوبات توقف التنفس المركزية التي تصيب اﻷطفال خﻼل النوم فقد
تكون طبيعية، إﻻ إذا أدت إلى تباطؤ في ضربات القلب أو نقص في نسبة
اﻷوكسجين في الدم وهذه تستدعي العﻼج الفوري.*
هناك الكثير من اﻷسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى هذه اﻻضطرابات عند
اﻷطفال ففي اﻷيام اﻷولى من الوﻻدة وحتى سن 6 أسابيع تشكل التهابات
المجاري التنفسية العليا السبب الرئيسي في توقف التنفس اﻻنسدادي وذلك
نتيجة تراكم اﻻفرازات في مجرى هواء صغير مع عدم إمكانية الطفل التخلص من
هذه اﻻفرازات. أما اﻷطفال واﻷوﻻد اﻷكبر سناً فتضخم اللحمية واللوزتين
يشكل السبب اﻷهم في توقف التنفس اﻻنسدادي غالباً ما يكون نتيجة عائق في
المجاري التنفسية العليا، كما أن السمنة، مما ﻻشك فيه، تلعب دوراً في هذه
الظاهرة عند اﻷطفال ولكن بنسبة أقل بكثير منها عند الكبار. ومن اﻻسباب
اﻷخرى مثل ارتداد الطعام أو ماء المعدة الى البلعوم أو الحنجرة مما يؤدي
إلى انسداد التنفس او الموت المفاجئ عند اﻷطفال.*
عﻼمات وأعراض ومضاعفات توقف التنفس خﻼل النوم عند اﻷطفال:*
غالباً ما يعاني هؤﻻء اﻷطفال من الهيجان والعنف وفرط النشاط خﻼل النهار
إضافةً إلى كونهم مشاكسين وغير متعاونين، حتى أن بعض اﻷطفال، الذين
يعالجون على أساس اضطراب فرط النشاط وغيره من اﻷمراض النفسية هم في
الحقيقة يعانون من اضطرابات النوم. وقد يعاني البعض من الصداع الصباحي
نتيجة تجمع ثاني أكسيد الكربون، كما قد يؤدي ذلك إلى تشوش في الذاكرة وضعف
في التركيز مما ينعكس سلباً على تقدمهم الدراسي، كما أن هذا قد يؤدي إلى
حالة من التوتر وعدم اﻻنسجام مع باقي أفراد العائلة، أما المراهقون فقد
يؤدي هذا اﻻضطراب لديهم إلى زيادة النعاس، وبالتالي حوادث السير وما
شابهها. أما خﻼل النوم فجميع اﻷطفال، الذين يعانون من توقف التنفس خﻼل
النوم، يشخرون، وقد يتخلل فترات الشخير فترات من السكون، ومنهم من يسير في
نومه، وغالبيتهم يكون نومهم قلقاً ويتخلله أحﻼم مزعجة وكوابيس. أما إذا
نظرنا إليهم خﻼل نومهم، فنﻼحظ أنهم يميلون إلى إبقاء رأسهم ممدوداً وذلك
للمحافظة على البلعوم مفتوحاً، كما أنهم يتعرقون كثيراً خﻼل نومهم وذلك
بسبب كثرة الحركة . وفي بعض الحاﻻت يعاني بعضهم من التبول الﻼإرادي خﻼل
النوم، أما عند حديثي الوﻻدة فقد يؤدي توقف التنفس إلى تلف دماغي بسبب عدم
وصول اﻷوكسجين الكافي إليه. كما رأى بعض العلماء أن ظاهرة الموت الفجائي
عند اﻷطفال، خﻼل الستة أشهر اﻷولى من حياتهم، تعود إلى توقف التنفس،
سواء كان مركزياً أو انسدادياً والجدير بالذكر أن هذه الظاهرة عند اﻷطفال
واﻷوﻻد تؤدي إلى تأخر النمو على عكس الكبار الذين يعانون بغالبيتهم من
السمنة وتصل نسبة اﻷطفال الذين يعانون من تأخر النمو، بسبب هذه الظاهرة،
إلى 27 %، ويعاني ثلث اﻵخرين من تشوهات في بنية الوجه أو اضطرابات عصبية
وعضلية، أما تأخر النمو، وعدم زيادة الوزن عند اﻷطفال، بسبب هذه الظاهرة،
فيعود إلى عدة أسباب منها:*
1) تغير سلوك الطفل نتيجة اضطراب نومه.*
2) ضخامة اللحمية اﻷنفية التي تؤدي إلى نقص حاسة الشم مما يفقد الطعام
الكثير من طعمه، وبالتالي عدم اﻻستمتاع به عند تناوله، وهذا يؤدي إلى قلة
الطعام .*
3) صعوبة البلع بسبب ضخامة اللحمية واللوزتين، ولذلك يفضل تناول السوائل
واﻷطعمة اللينة، إضافة إلى استغراقهم فترة طويلة في تناول وجبتهم مما يزعج
اﻷهل وهذا قد يؤدي إلى عدم تناول الوجبة كاملة . وغالباً ما يعاني هؤﻻء
من الشرقة والشعور بالتقيؤ بسبب التصاق الطعام باللوزتين والحلقوم، وقد
يعاني هؤﻻء اﻷطفال مثل الكبار من كثرة الكريات الحمراء وزيادة الضغط
الدموي وفرط ضغط الدم الرئوي الذي يؤدي إلى ما يسمى بارتفاع ضغط الشريان
الرئوي (تضخم البطين اﻷيمن يسبب مشاكل الرئة)، وقد تصل نسبة هؤﻻء إلى 25 %
من الذين يعانون من توقف التنفس خﻼل النوم .*
التشخيص:*
يعتمد تشخيص هذه الحاﻻت، على دراسة السيرة السريرية المفصلة للمريض
متناوﻻً كل اﻷعراض، وإجراء فحص سريري شامل، ويستطيع أن يصل الطبيب إلى
التشخيص معتمداً على هاتين الوسيلتين ولكن إجراء دراسات النوم على اﻷطفال
ليست بالسهولة ذاتها عند الكبار، فهناك عدة عقبات، منها عدم وجود فاصل واضح
بين ماهو طبيعي وما هو غير طبيعي عند اﻷطفال، فواحدة من الدراسات ترى أن
مؤشر اضطراب التنفس أكثر من 5/ساعة غير طبيعي، وترى دراسة أخرى أن مؤشر 1/
ساعة يؤدي إلى انخفاض نسبة اﻷوكسجين في الدم دون %92، وارتفاع نسبة ثاني
أكسيد الكربون أكثر من 53 ملم زئبقي ونقص تهوية أكثر من 60 % هو غير
الطبيعي.*
إن تسجيل الشخير خﻼل النوم ليس ذا مدلول مهم عندما قورن بدراسات النوم
بالنسبة إلى توقف التنفس عند الذين يعانون من تضخم اللحمية واللوزتين، كما
ﻻ نستطيع، بواسطة هذه الطريقة، التمييز بين توقف التنفس المركزي
واﻻنسدادي.*
العﻼج :*
إن عﻼج توقف التنفس خﻼل النوم يتركز على ناحيتين أساسيتين:*
العﻼج السلوكي : العمل على إنقاص الوزن في حال زيادته، وتحسين البيئة التي
ينام فيها اﻷوﻻد، والعمل على تنظيم دورة النوم عند حديثي الوﻻدة، وكذلك
يجب اﻻنتباه إلى اﻷدوية المستعملة، فهناك الكثير من اﻷدوية التي لها
جانب مهدئ مما يزيد الحالة سوءاً.*
العﻼج الطبي : فيتركز على عﻼج العوامل التي تسبب أو تزيد من نوبات توقف
التنفس، مثل معالجة الرشوحات والحساسية، مع التنبه إلى عدم استخدام مضادات
الهستامين المركزة.*