وبه نستعين
عطاء بن أبي رباح .. والخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
( العالم الجليل يحمل هموم الناس ويسعى في قضاء حوائجهم )
( عطاء بن أبي رباح هو : تابعي من أجلاء الفقهاء .. كان اسود البشرة
ولد في – جنب – في اليمن عام 27 للهجرة ونشأ في مكة فكان مفتي أهلها ومحدثهم..
توفى عام 114 للهجرة )
دخل عطاء بن أبي رباح علي هشام بن عبد الملك ، فقال له هشام : مرحبا مرحبا ، هاهنا
فرفعه حتى مست ركبته ركبته ، وعنه أشراف الناس يتحدثون .. فسكتوا .
فقال هشام : ما حاجتك يا أبا محمد ؟
قال عطاء :
( يا أمير المؤمنين ، أهل الحرمين ، أهل الله ، وجيران رسول الله صلى الله عليه وسلم –
تقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم )
قال هشام : - نعم، يا غلام أكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاءين ، وأرزاقهم لسنة
ثم قال : هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟
قال عطاء : نعم " أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب ومادة الإسلام ، ترد فيهم فضول صدقاتهم "
قال هشام : نعم وأمر بذلك ..
ثم قال : هل من حاجة أخرى ؟
قال عطاء: نعم " أهل الثغور ( والثغور جمع ثغر: المكان الذي يخاف منه هجوم العدو )
يرمون من وراء بيضتكم ( ساحتكم او حدودكم) ويقاتلون عدوكم
قد أجريت لهم أرزاقا تردها عليهم ، فإنهم إن هلكوا غزيتم "
قال هشام : نعم.. وأمر بذلك –
ثم قال : هل من حاجة أخرى ؟
قال عطاء : نعم .. " أهل ذمتكم لا يكلفون إلا ما يطيقون "
قال هشام : نعم .. وأمر بذلك –
ثم قال: هل من حاجة أخري ؟
قال عطاء :
( نعم يا أمير المؤمنين ... أتق الله في نفسك ، فإنك خلقت وحدك وتموت وحدك ،
وتحشر وحدك ، وتحاسب وحدك ، لا والله ما معك ممن ترى حولك أحد )
فأكب هشام يبكي .. وقام عطاء .... فلما كان عند الباب ..
وإذا رجل قد تبعه بكيس ما ندري فيه دراهم أو دنانير.
وقال : ان أمير المؤمنين أمر لك بهذا
فقال عطاء :
ما اصنع بهذا ( ما أسألكم عليه من أجر أن أجري إلا على رب العالمين )
ثم خرج عطاء .....
فوا لله ما شرب عند هشام حسوة من ماء فما فوقها .
----------------------
كتاب ( من مواقف العلماء ...
علماء رفع العلم سعرهم وأغلى قيمتهم فلم يستطع أن يشتريهم أحد غير ربهم )