"كان جوزى على الورق وبس، ولا بيصرف على البيت ولا بيتحمل مسئولية ولا يعرف
حاجة عن أولاده، كل همه كيفه وبرشامه وخمرته ونسوانه وبس، ولما فاض بيا
الكيل قلت اتخلص منه فقتلته بمساعدة بنتى الكبيرة" كانت هذه الكلمات
للمتهمة بقتل زوجها فى أطفيح.
قالت المتهمة "اشجى.هـ.أ" ربة منزل ذات الخامسة والثلاثون عاما، تزوجت ابن
عمى "شحاتة.ا.م" فلاح، حيث جرت العادة فى منطقتنا أن تتزوج البنت ابن عمها،
وأنا كنت زى جميع البنات ليس لى رأى تقدم ابن عمى الذى يزيد عنى فى العمر
سنتان وسرعان ما تم الاتفاق على كل شىء وتزوجنا.
شعرت من أول يوم جمعنا فيه بيت واحد أنه "مستهتر" ـ الكلام للزوجة ـ لكننى
رضيت بقدرى، ومرت الأيام وأنجبنا من الأولاد أربعة، وساعتها قلت لنفسى
"يابنت العيال هتخليه يحس بالمسئولية، وبعدين الناس كانت تنصحنى وتقول لى
اربطيه بالعيال، ودا اللى أنا عملته، لكنه لم يبال بكل ذلك، ولم تجعله
الأبوية يشعر بالمسئولية، وزى ما بيقولوا "عمر ديل الكلب ما يتعدل".
شوفت معاه أسود أيام حياتى، فكان يخرج بسيارته ويجمع جنيهات نظير عمله على
السيارة الأجرة، "إلا أننا ما كناش نشوف منه أسود ولا أبيض من الفلوس دى"
فكان يشترى بها بانجو وزجاجات خمور، ويذهب إلى أصحابه ليلا للسهر معهم، فى
الوقت الذى كنا نعانى فيه من رثاثة حالنا، وعدم وجود أموال بالمنزل، ولم
يكتف بذلك وإنما حول المنزل إلى حلبة صراع، وأصبحت الحياة لا تطاق بيننا،
ومع ذلك لم أطالبه بالطلاق خوفا على مستقبل أولادى خاصة البنات، "عشان ما
يقولش العريس دا امهم مطلقة"، إلا أننى فوجئت به تزوج امرأة أخرى، بالرغم
من أننى "ماقصرتش معاه فى حاجة".
أصبح "شحاتة" متزوجا من سيدتين، ومع ذلك "كانت عينه فارغه" فكان يذهب يسهر
مع الساقطات، وأصبحت أتألم من الحياة مع هذا الزوج، فكنت اتعذب بسبب
الحاجة وعدم وجود الأموال فى المنزل، كما تألمت أكثر منه بسبب عدم مراعاته
"عشرة" 15 سنة زواج، ووجود 4 أولاد كانوا بمثابة القاسم المشترك بيننا،
ناهيك عن أنه ابن عمى، لكنه لم يراع كل ذلك، ولم يشفعوا لى عنده.
حدثت مشادات كلامية بيننا قبل الحادث بـ24 ساعة، بسبب مطالبتى له بالمال
والإنفاق على المنزل، والكف عن تعاطى الأقراص المخدرة وشرب الخمور، لكنه
كعادته اعتدى على بالضرب والسب، وتركنى وسط دموعى وأولادى وغادر المنزل
متجها إلى زوجته الثانية ونزواته مع رفاقه.
أيقنت أن "شحاتة" وجوده فى المنزل كعدمه، فاختمرت فى ذهنى فكرة التخلص منه،
واتفقت مع بنتى الكبيرة "علا" ذات الرابعة عشر، والتى تدرس بالمرحلة
الإعدادية، ورسمنا سيناريو الجريمة، حيث اتفقت معها عندما يعود والدها
تداعبه حتى ينام ثم تكتم أنفاسه بالـ"بطانية" حتى أطعنه بالسكين، وبالفعل
حضر "شحاتة" إلى المنزل ليلا، وكتمت "علا" أنفاسه، وأحضرت سكينا من المطبخ
مزقت بها جسده، ثم حملنا الجثة وألقيناها فى الشارع أمام المنزل.
حضر الجيران وعم "شحاتة" الأستاذ محمود اللى شغال مدرس، وطرقوا الباب
علينا، وأكدوا أنهم عثروا عليه ينزف دما، وادعيت أن مجهولين اقتحموا علينا
المنزل، واعتدوا عليه بأسلحة بيضاء، وتم نقله للمستشفى، واكتشفت أنه مازال
حيا، وكنت "خايفة" يفوق، ويقول على اللى حصل، لكنه فارق الحياة بمجرد وصوله
للمستشفى.
أنكرت أمام ضباط المباحث ارتكابى للواقعة، إلا أن جميع الدلائل والاتهامات
كانت تحاصرنى فاعترفت بجريمتى، ونادمة على ما اقترفت فى حق زوجى، وتشرد
أطفالى، وضياع مستقبل بنتى "علا" التى تم القبض عليها برفقتى.
كان المقدم محمد فيصل رئيس مباحث مركز شرطة أطفيح، قد تلقى بلاغا بالعثور
على جثة مواطن مقتولا أمام منزله، فانتقل العميد رشدى همام مفتش مباحث شرق
الجيزة إلى مكان الواقعة، وتبين أن القتيل لفظ أنفاسه الأخيرة إثر تلقيه
العديد من الطعنات النافذة بالبطن والصدر، ودلت التحريات الأولية للواء
محمود فاروق مدير المباحث الجنائية، على أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة
القتيل وابنته، فتم القبض عليهما، وبإخطار اللواء عبد الموجود لطفى مدير
أمن الجيزة بالحادث، والذى أمر بتحرير المحضر رقم 1115 لسنة 2013 بالواقعة.