بسم الله الرحمن الرحيم..~
الرياضة ضرورية جداً لمرضى السكر
تشير
الدراسات الطبية إلى الازدياد الملحوظ في أعداد المصابين عالمياً بمرض
السكر بين مختلف الشرائح العمرية، ويرجع السبب في هذا الازدياد إلى مجموعة
عوامل، من أهمها اختلاف نمط الغذاء وقلة النشاط الحركي وإلى أسباب نفسية
وغيرها.
وغير خافٍ على أحد المخاطر التي قد تنجم عن هذا المرض إذا ما أهمل علاجه ومراقبته.
فما هذا المرض؟
مرض
السكر يطلق على مجموعة من الحالات التي تؤدي في مجموعها إلى عدم استطاعة
الجسم المحافظة على مستوى سكر الدم طبيعياً، وإذا لم يعالج مرض السكر فإن
مستوى سكر الدم قد يرتفع إلى درجة عالية ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية.
الجلوكوز:
الجلوكوز
هو أحد السكريات الموجودة في الغذاء الذي نتناوله ويصل الجلوكوز عن طريق
الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة وبخاصة المخ للحصول على الطاقة وتتم
المحافظة على مستوى سكر الدم بين الوجبات عن طريق الكبد الذي يفرز الجلوكوز
المختزن به، ويحدث تعويض النقص في مخزون الجلوكوز بالكبد عن طريق الغذاء
الذي نتناوله.
وتنقسم الكربوهيدرات إلى نوعين رئيسين:
الكربوهيدرات البسيطة- والكربوهيدرات المعقدة.
- فعند تناول الكربوهيدرات البسيطة فإنها تمر من الفم إلى المعدة ثم الأمعاء الدقيقة، حيث يجري امتصاصها في الدم.
- أما المعقدة فلدى دخولها الأمعاء الدقيقة فإنه يتم تكسيرها أو هضمها قبل أن يحدث الامتصاص (وهي النشويات).
ولابد
من معرفة أن الهدف الرئيسي للعلاج الغذائي هو الإقلال أو عدم تناول
الكربوهيدرات البسيطة بسبب امتصاصها السريع في الدم، ويعمل الجسم الطبيعي
على التوازن في كمية السكر في الدم بسبب مادة تسمى الأنسولين وهو هرمون
تفرزه خلايا خاصة في البنكرياس؛ فعندما نتناول المواد الغذائية المحتوية
على الكربوهيدرات يزيد مستوى سكر الدم عند امتصاصها، وهنا تقوم الخلايا
التي تنتج الأنسولين بإفراز هذا الهرمون ما يؤدي إلى انخفاض مستوى سكر
الدم، حيث يتم توجيه الغلوكوز إلى الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية ليستخدم
فيما بعد للحصول على الطاقة.
وفي
غياب كميات كافية من الأنسولين لا تتم هذه التأثيرات وبالتالي يرتفع سكر
الدم إلى مستويات عالية ويراوح المستوى الطبيعي لسكر الدم بين (72 ـ 126
ملليجراماً لكل 100 ملليتر من الدم)، وإذا ما زاد مستوى السكر في الدم على
هذا الحد، فهذا يشير إلى وجود مرض السكر، ما يحتم على المريض اللجوء إلى
العلاج الذي يحدده الطبيب؛ كأن يكون عن طريق الأقراص أو حقن الأنسولين مع
اتباع حمية غذائية متوازنة وممارسة التمرينات الرياضية باستمرار.
وينصح
الأطباء مرضى السكري دائماً بالاعتدال عند تناول الطعام والامتناع عن
تناول الدهون المشبعة والاستعاضة عنها بالدهون غير المشبعة (الزيوت
النباتية وأفضلها زيت الذرة وزيت عباد الشمس..).
كما
ينصحون بضرورة تعديل احتياجات الإنسان من السعرات الحرارية لتناسب
التغيرات التي تطرأ على نظام حياته لمنع الزيادة أو النقص غير المرغوب فيه
في وزن الجسم ولابد من التذكير بأن الكثيرين من مرضى السكري يعانون من
زيادة الوزن وأن التحكم الجيد في حالتهم المرضية يتطلب أساساً إنقاص الوزن.
ومن الأمور المهمة تنظيم الوجبات الغذائية وتثبيت العادات الغذائية الجيدة، فيساعد على التحكم في مرض السكر بشكل أفضل.
وهنا
نشير إلى أن معظم الأغذية التي يطلق عليها أغذية خاصة بمرض السكري غير
ضرورية إذا ما استطاع المريض معرفة أنواع الأطعمة التي تفيده والأطعمة التي
تضره فالوجبات السريعة مثلاً لا تناسب مريض السكر.
كما
يجب التأكيد على أهمية الانتظام في التمرينات الرياضية التي تمثل نشاطاً
مهماً جداً بالنسبة لمريض السكري كونها تساعد على إنقاص الوزن، وكذلك زيادة
كفاءة الأنسولين الذي يفرزه الجسم وتعتمد درجة ونوع التمرينات الرياضية
المطلوبة على عمر الشخص وشخصيته وحالته الصحية العامة، إلا أن الانتظام
بالرياضة لمدة نصف ساعة يومياً على الأقل يمثل أمراً ضرورياً لكل مرضى
السكري وتفضل التمرينات ذات المجهود المعتدل حتى لو كانت لفترات قصيرة،
ويمكن اعتبار الأعمال المنزلية العادية أو رعاية الحديقة أو المشي من
التمرينات المقبولة، كما أن العدو البطيء وركوب الدراجات مفيد بشكل خاص.
وعلى
مريض السكري مراقبة مستوى سكر الدم ووزن الجسم للوقاية من المضاعفات التي
قد تنجم عن هذا المرض وهي أمراض القلب والنسيج العصبي والكلى وضرورة
الاعتناء بشكل جيد بأقدام مريض السكري ومراجعة الطبيب بشكل دوري.