دعت وزارة الصحة والسكان المواطنين بالامتناع نهائياً عن تناول الفسيخ،
وبررت ذلك بأنه يمثل خطرا داهما على صحتهم، وأوضحت الوزارة أن طريقة تحضيره
غالباً ما تكون غير آمنة، من الناحية الصحية، لقلة استخدام الملح بالفسيخ،
وكذلك قد تستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء، والتى تكون قد نفقت
وتعرضت لأشعة الشمس، وبدأت تنتفخ وتتحلل وانبعثت منها رائحة كريهة، ثم يضاف
إليها بعد ذلك قليل من الملح، ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد 3 أو 4 أيام.
وأوضحت الوزارة، فى بيان لها، أن الخطر الذى يمثله تناول هذا النوع من الفسيخ قد يصل إلى الشلل التام أو الوفاة.
وناشدت الوزارة المواطنين التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم فوراً
عند ظهور أى أعراض مرضية خلال (24) ساعة من تناول الفسيخ، وذلك لإنقاذ
حياته، حيث يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم، وهو العلاج الوحيد له
والمصرح به، ويتم عن طريق الحقن الوريدى ليتعادل مع جزيئات السم الذى يؤثر
على الجهاز العصبى للإنسان، وهو عبارة عن زجاجة "250 مللى" وقد يحتاج
المصاب إلى 3 زجاجات من المصل، ويتراوح عمر المصل المضاد فى الدورة الدموية
من "5 – 8" أيام، وتزداد فاعليته عندما يؤخذ فى الأيام الأولى من الإصابة
ليمنع تطور الحالة وللحفاظ على سلامتها، وتصل تكلفته لعلاج المريض الواحد
إلى 60 ألف جنيه.
وأوضحت الوزارة أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر خلال من 8 – 12 ساعة من
تناول الفسيخ الملوث، وهى زغللة فى العين وازدواجية فى الرؤية وجفاف بالحلق
وصعوبة فى البلع وضعف بالعضلات، تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا، وتنتقل
إلى باقى الجسم وضيق بالتنفس وفشل فى وظائف التنفس من الممكن أن تؤدى إلى
الوفاة.
وذكرت الوزارة أن السموم الموجودة فى الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على
الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ إلى درجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر
دقائق، مثل القلى فى الزيت.
يذكر أن التسمم الممبارى الناتج عن أكل الفسيخ الملوث قد حدث بصورة وبائية
سنة 1991، وأصاب (90) حالة فى شم النسيم وأدى إلى وفاة (18) حالة، وتم
إنقاذ الباقى بإعطائهم المصل المضاد، وفى عام 2007 حدثت (49) حالة منهم (9)
حالات وفاة، أما حالات التسمم الممبارى التى حدثت خلال عام 2008 هى (26)
حالة إصابة منهم (4) وفاة، وفى 2009 حدثت (16) إصابة منهم (2) وفاة، وفى
2010 (23) حالة منهم حالتا وفاة، ولم تحدث حالات مؤكدة خلال عامى 2011
و2012.