بعض الناس يأتيك قائلاً : ((أنا تعبان)) .
تسأله : ما بك ؟
يرد : ((مضايق)) .
تسأله : من ماذا ؟
يرد : ((مش عارف ، أرفان حاسس إني أنا مخنوق صدري مقفول )).
...
تسأله : هل تحتاج مالاً ؟
يرد : (( لا و الله .. يا عم الشيخ إنتا مش عارفني الموضوع مش موضوع فلوس )) .
تسأله : هل يوجد مشاكل مع زوجتك ؟
يرد : (( بالعكس دي تتمنالي الرضا أرضى )).
تسأله : هل هناك مكروه مع أولادك ؟
يرد : ((و الله زي الفل)) .
تسأله : هل هناك ظروف في عملك ؟
يرد : ((و الله كله تمام)) .
تسأله : ماذا إذن ؟!
يرد : ((مش عارف مش عارف مش عارف تعبان حاسس إنى هاموت )) .
تسأله : من ماذا إذن ؟
يرد : ((معرفش !!)).
إن هذا التعب هو تعب الروح ، ما يشتكي منه هذا الشخص ليس جسده إنما هي الروح ، و لهذا تجد أصحاب الهوى يخبروه قائلين : ((طيب غير جو ، روح صيف ، إمشي مع واحدة ، إسمع أغاني)) بالفعل يقوم بعمل هذه الأشياء فيزداد النكد و يزداد الهم و يزداد الألم و يزداد الضيق ،
إن روحه من الداخل تصرخ ، إنها جوعانة ظمآنة ، ولكنه لا يدري فيظل يبحث في الماديات في الطعام في الشراب في الملابس في السماع في الضحك لكنه يضحك من فمه و فقط ليس من قلبه !!
الروح تحتاج علاجاً من المكان الذي أتت منه (... مِنْ أَمْرِ رَبِّي ...)
قال الله تعالى (ويسألونك عن الروح ... قل الروح من أمر ربي .. ) .