"أنا مش هسيب اللى قتل أبويا ولازم أنتقم منه، أنا رحت عند قسم الطالبية
بعد ما عرفت إن المباحث قبضوا على المتهم، لكن رفضوا يدخلونى، روحت واقف
قدام القسم وقلت مش ماشى، لازم أشوف اللى قتل أبويا ومش هسيبه، لكن رئيس
المباحث قالى لازم تمشى وإلا هحبسك، ولو حبستك مش هحطك فى الحجز اللى فيه
المتهم، عشان عارف أنى هنتقم منه".
أنا مش عارف لحد دلوقتى هو قتل أبويا ليه، دا كان فى حاله ومن بيته لشغله
وملوش دعوة بحد، وكل الناس بتحبه، دا راجل كبير عنده 77 سنة وجسمه ضعيف،
وأكيد القاتل خلص عليه بسرعة لأنه ميقدرش يقاومه، إحنا لقينا أبويا مرمى فى
أرضية الغرفة اللى فى حتة الأرض اللى كان بيحرسها وبيقعد فيها، والمتهم من
جشاعته ضرب أبويا كتير بالسكينة ومثل بجثته وقطع له أصبعين من إيده، أنا
مش هسيب حق أبويا ولام أخد بتارى من المتهم، وسواء دلوقتى أو بعدين هقدر
أوصله.
تلك الكلمات جاءت على لسان ابن الحج "ع.س" سمسار العقارات الذى قتل على يد
عاطل بمنطقة المريوطية، والذى استولى عقب ارتكابه الجريمة على هاتف الضحية
وفر هاربا إلى منزله بمنطقة أبو النمرس بالجيزة
أما ابنة الضحية فقالت "مفيش حد فينا يعرف اللى قتل أبويا، وأنا معرفش حتى
شكله لدلوقتى، وعندما عرضت اليوم السابع عليها صورة المتهم التى تم نشرها
بالجريدة قالت أنا أول مرة أشوفه، دا غريب عننا خالص".
وأضافت "إحنا اكتشفنا الجريمة لما أبويا اتأخر عن ميعاد رجوعه البيت من
الشغل، ولما اخويا راح الأرض اللى بيحرسها وقاعد فيها، لقاه مقتول ومسروق
التليفون بتاعه، لكن إحنا معرفناش مين اللى قتله، لحد ما ضباط المباحث
كلمونا وقالوا لنا إنهم قبضوا على المتهم".
الجريمة التى حظيت بجهد فريق البحث الجنائى الذى شارك فيه المقدم أحمد
النواوى رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية ومعاوناه الرائدان إسلام الدينارى
ومصطفى على كشف عنها بلاغ تقدم به "م" عامل أفاد فيه انه عثر على جثة والده
"عبد الفضيل. س" سمسار العقارات داخل غرفة ملحقة بقطعة أرض فضاء بمنطقة
المريوطية، وانتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ ليتم العثور على جثة عجوز
ملقاة بأرضية الغرفة ومصاب بـــ12 طعنة متفرقة بصدره وبطنه ورقبته، وتبين
اختفاء هاتفه المحمول.
وعلى الفور تم فحص علاقات الضحية الخاصة بعمله، وحصر خلافاته والمترددين
عليه، كما تم تتبع الهاتف المحمول المختفى، لينجح اللواء محمود فاروق مدير
المباحث الجنائية والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة فى تحديد
هوية المتهم الذى تبين أنه يدعى"عبد الحفيظ.ع" مسجل خطر يدعى "عبد
الحفيظ.ع" مقيم بمنطقة أبو النمرس بالجيزة، وتم توجيه قوة أمنية برئاسة
العقيد محمود خليل مفتش مباحث غرب الجيزة بعد الحصول على إذن من النيابة
ومداهمة مسكن المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف بما نسب إليه وأرشد عن مكان
إخفائه السلاح المستخدم فى الجريمة.
وأفاد أنه توجه للمجنى عليه أثناء جلوسه بمفرده يوم الحادث أمام غرفته وطلب
منه مساعدته فى الحصول على عمل، فاستقبله وأكرمه وفى النهاية أخبره أنه لا
يستطيع مساعدته فى الحصول على وظيفة.
ثم استأذن منه المجنى عليه للدخول للغرفة لأداء الصلاة وعقب دخوله قرر
المتهم قتله ظنا منه أنه يمتلك نقودا داخل الغرفة، وتسلل خلفه بعدما حصل
على قطعة حديدية وضربه بها على رأسه فأسقطه غارقا فى دمائه ثم أشهر سكينا
من طيات ملابسه وسدد له عدة طعنات فى جسده حتى يتأكد من مفارقته الحياة،
وأصابه بجرح ذبحى برقبته حتى انتهى منه وبدء يبحث عن النقود التى نفذ
الجريمة من أجلها، فتش فى ملابسه فلم يعثر إلا على جنيهات معدودة، ولم يجد
أمامه سوى الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، استولى عليه ووضعه بجيبه،
ومسح السكين من الدماء وفر هاربا.